العراق..و(مكفخة) واشنطن وطهران..و (ولية المخانيث)!!

حامد شهاب

هل سمعتم أن العراق قبل عقود من السنين ، تحول الى (مكفخة) للأمريكيين والإيرانيين ومن يضمرون الشر للعراق، مثلما يحصل الآن ، في حرب تستعر بينهما ، ووقودها شعب العراق ، وعلى طريقة (ولية المخانيث) كما يقال في المثل العراقي!!

أجل مايحدث الآن ، هو (تصفية حسابات) ولكن بين (غريمين) ، وهي تشبه الى حد ما ، مايحصل عندما (تزعل) إمرأة على زوجها، وتضطر للاستنجاد ببيت اهلها وأقربائها، للانقضاض على زوجها وتلقينه الدرس الذي يستحق، وعلى نفس طريقة (ولية المخانيث) التي سبقت الإشارة اليها!!

أجل، كان الأمر مختلفا قبل سنوات، فما كان بينهما من ود وغرام، يشبه الحالة التي يسميها العراقيون (دهن ودبس) ، للإشارة الى توافق الرؤى بين طرفين تربطهما علاقات وطيدة، وكلاهما يطمع ان يتحول العراق الى فريسة سهلة ، بعد إن قطعوا اطرافه، وهشموا جسده، وقد أقعدوه عن الحركة، وهو يعاني حالة شلل فضيعة، ليس بمقدوره بعدها الوقوف على قدميه!!

لكن علاقة (الود والغرام) و (تبادل القبلات) هذه لم تدم طويلا، بين (الغريمين) لأنها لم تكن بين (حبيبين) ولكن بين (عدوين) جمعتهم المصلحة المشتركة على تقويض دعائم العراق واستعباد شعبه، على طريقة (عدو عدوي صديقي) ، وتناغما وتفاهما لفترة من الزمن على ابتلاع العراق، وما إن اختلفوا حول (الغنيمة) في السنوات الاخيرة ، حتى تدخل (الشيطان الاكبر) ليروي لـ (الشيطان الاصغر) كيف ستكون أحواله، عندما يريد ان يفترس العراق لوحده ولا يترك للطرف الآخر ، أن يشاركه في نهب ثروات البلد وإستباحة شعبه!!

قالها، المحتجون في ساحات التظاهر ، وقبلهم العراقيون من كل الطوائف..أن العراقيين لن يقبلوا أن يكونوا (لقمة سائغة) لأي طرف، ولن يقبلوا بعد الان ان يكون ولاؤهم الا للعراق ولحضارته ومستقبله الزاهر، وهم لن يقبلوا ان يكونوا (اداة طيعة) لهذا الطرف الاقليمي والدولي أو ذاك، وهم يرفضون ان يكونوا (عملاء) لاسمح الله، لا لطهران او واشنطن او لدول الجوار، وهم وطنيون حد العظم، ولن يكون ولاءهم الا للعراق اولا وثانيا وثالثا وعاشرا!!

لكن مايجري الان، من اصطراع وتناحر على (الكتلة الأكبر) والمناصب التي يسيل لها اللعاب، و(غياب) الشعور بالمسؤولية الوطنية والاخلاقية لدى الكثير من ساسة البلد، هو من حول بلدنا الى ساحة (تكافش) و(إصطراع) ، تحترب على أرضنا، وينظر العراقيون الى محرقتها بخيبة أمل مريرة ، حيث لا ناقة لهم فيها ولا جمل..لكنها تبقى (ولية المخانيث) بكل تأكيد!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here