عادل عبد المهدي قتلالمتظاهرين والان الحشد وخبط الماء ونزع كل مسؤولياته وبات يهدد ويستنفر القوات !؟!

أ.د. سلمان لطيف الياسري
وقد مربنا ومرت علينا في حياتنا الماضية مثل هذه النفوس، واسباب تحول الانسان من طبيعته المعتادة والمتوافقة مع بيئته وجغرافيته واعتقاداته كما يفصلها علماء الاجتماع، هو التغير الذي يحصل في انماط عيش الانسان، وهذه الانماط المتعددة في حياة الانسان والتغييرات المتحولة في الجيل الواحد، تجعله يسعى لحود خبزته لنفسه تماما كما يفعل الفأر. بعد الغزو الاستعماري للعراق 2003 تم تحطيم النفس العراقية المقاومة والمجادلة بطبيعتها، ومن خلال التأويل والعمل والاشتغال والعزل الفكري، وإحلال الأنظمة القانونية والاقتصادية والسِّيَاسِيَّة الجديدة، جعلت من الانسان العراقي مخلوقاً لا صلة له بالواقع الذي يعيش فيه، او من حوله ولا صلة له تربطه مع الاخرين. ان ما جاء به الانفتاح من فلسفة للحياة الجديدة في العراق بعد تغيير النظام، وما ارساه من أسس فلسفية للمدنية الرأسمالية في المجتمع، وما طبع له من لوازم الثقافة الحديثة، وما أنشأه من مناهج للتعليم والتربية من المدارس الابتدائية إلى المراتب النهائية في الكليات والجامعات، وما احدثه من طراز في مناهج دروس التاريخ والمظلومية المذهبية والفلسفة والاقتصاد والسياسية والقانون والبرامج التعليمية، واقتباسه للأنظمة والمناهج وما إليها، كل ذلك حتى ينشأ فيهم الفِكْرة نفسها والعقلية ذاتها التي عليها الفأر، ومن ثم إدخالها بصورتها الذهنية لتكون لهم اسلوب للحياة الشاملة.
في أقسام علم النفس وفي اقسام الاجتماعيات في أكثر الجامعات في منطقتنا يدرس علم الاجتماع بكامله على المنهج الغربي، المبني على أساس لا ديني، وعلى أساس أنه نظرية علمية، تخضع لشروط الدارونية في التطور، ويتم تدريسها في مناهجنا الجامعية على أنها حقيقة علمية، مثلها مثل علوم الأحياء والتاريخ الطبيعي وعلم الأرض والكيمياء والفيزياء والفلك والطب، بينما تدرس مناهج الفلسفة والتاريخ بطريقة إحياء الثغرات التاريخية وعرضها من زواياها المختلفة، والتي تغري الاهتمام بمعرفتها، وأخطر من ذلك فإن هذه المناهج تقوم بنصب مُثُلٍ عليا جديدة أمام أجيال المتعلمين ممن يشتهرون باخلاق الفئران على مدى التاريخ الحديث، فتعرض لهم كانهم أبطال السياسة وعلمائها وانهم من مؤسسي مذاهبها الفلسفية والاجْتِمَاعِيَّة ونظرياتها العلمية بطريقة لامعة جذابة، إذ انها تحوي على موضوعات منوعة يجمعها الإعجاب بالغرب وتمجيد حضارته ورجاله، وتخلو من التصورات الإسلاميَّة والقيم الإيمانية. وهكذا فان هذا الزمان يتميز في هذه المرحلة بالتوجيه الثقافي المخطط بعناية على المستويات الأدبية والتربوية والفلسفية، بل وحتى على مستوى الدراسات الإسْلاميَّة في بلادنا، ووجهت على نحو إخراج ثقافة جديدة مؤداها تطوير الثَّقافَة الإسْلاميَّة تطويراً بما يلائم ثقافة الفئران، وتعزيزاً لهذه الثَّقافَة ولهذه الأفكار، ظهرت أقلام تنادي بعناوين المصلحة الوطنية والوطن اولا والضرورات والنأي بالنفس والتنمية والاعمار، والعدالة والمساواة. وبالتالي فان واقعنا اليوم من الناحية الفكرية والعملية وفي هذه الفترة الزمنية يمر في أخطر المراحل التي مرّ بها، إذ أن التغيير الفكري لم ينل في مرحلته الأولى إلا من بضع من المبعوثين وبعض الحكومات الذين فتنوا بالغرب، ليختاروا التقليد. وفي ظل هذه الأعراض الفكرية التي غلبت على واقع الناس في العراق والمنطقة يعيش هؤلاء وحكوماتهم ما بين منتفع ومتأثر لبطنه وبين مخطئ ومصيب لتكاثره، وقليل منهم من هو تائب راجع إلى الحق ثابت عليه .
قبل اكثر من مائة عام دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى لأسباب عدة، وكان من اهمها ان حليفتها المانيا قد قامت بالحرب وبالتالي فواجب السلطنة آنذاك الوقوف مع الحليف مهما بلغ الامر، وبالتالي قاتل العثمانيون على اربع جبهات، وحدث ما هو معروف في كتب التاريخ، ودخل العراق في حربين من اجل فزعة ونخوة ولم يفكر كثيرا بنتائجهما، والشواهد مثل تلك المواقف كثيرة موزعة بين كتب تاريخ منطقتنا من نصرة للمظلوم، والمرؤة للمحتاج، والوقوف بالعدل، والوفاء للصديق، والمساعدة لأهلها. وحينما ننظر الى واقع مجتمعاتنا وحكوماتنا اليوم نجدها على النقيض تماما مما كانت من قبل، فكم من دولة قفزت من سفينة العراق قبل ان تغرق وكانت من قبل تعيش من خيره، وكم من افراد نكرات عاشوا من خير العراق وكانوا اول من رقص على حبال موته وركب الدبابة واحتل بلاده من جديد، وكم من حكومة خانت، وغدرت، وقفزت، ولعبت، وكذبت، وطعنت شعوبها، على ظنها انها تمارس السياسة على اصولها، وهي بالتالي قد خالفت تاريخها وطبيعتها التي كانت عليها. هذا الانفصام في شخصية مجتمعنا وحكوماتنا ودولنا اليوم انما جاء من خلال تغيير العناصر المكونة للمجتمع من الأفراد والأفكار والمشاعر والأنظمة، وان اي تغيير سيؤدي لامحالة إلى إخلال أو إتلاف في هذه العناصر الأَسَاسيَّة من مقومات المجتمع، وحينها يصبح المجتمع يعيش حياة غير سوية وغير طبيعية، وهذا ما سيؤدي الى ظهور مشاعر التطرف والمذهبية والتبعية الإقليمية، او انها ستؤدي الى التغريب أو التغيير الاجتماعي الذي يعني تغيير الأمة وتغيير ثقافتها وأخلاقها وعقيدتها. هذه الهجمات الخائبة الغبية تأتي ونظام الحكم العراقي محاصر ومحتقن ومتشرذم ومضطرب، ومهدد بطوفان الغضب الشعبي المستاء جدا من عمالة أحزابه الحاكمة، ومن عدم اكتراثها بأمن شعبها ومصالحه الحيوية الوطنية العليا

لو كانت الصواريخ العمياء التي أرسلها أبومهدي المهندس، مالكُ حزب الله العراقي، إلى مُجمّع كركوك العسكري الأميركي دفاعا عن العراق وسيادته وكرامته واستقلاله، لزغرد لها كل فتيان وفتيات ساحات التحرير في بغداد والمحافظات المنتفضة الأخرى ولكنها مكروهة ومرفوضة من العراقيين والعراقيات، أجمعين، لأنها إيرانية الصنع، ولأنها أطلقت من شدة حنق الولي الفقيه الإيراني وضيق صدره وغليان دمه وغضبه على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لا شاغل له، حتى وهو في عزّ أزمته الرئاسية المُحرجة، سوى تعميق وتشديد وتفعيل سياسة الخنق التي بدأها، والإصرار على خوضها حتى نهايتها، فيتوب النظام الأحمق عن حماقاته، ويتبرأ من سياساته التوسعية والعدوانية الدموية، ويحمل عصاه عائدا إلى داخل بلاده ذليلا مدحورا، أو حتى يثور عليه شعبه ويسقطه ليريح ويستريح والظاهر أن الذي خطط لها، والذي نفذها كان في غاية الغباء والغفلة وقلة الخبرة وانعدام التركيز. فـثلاثون صاروخا إيرانيا أمطرها على القاعدة الأميركية في كركوك لم تقتل سوى “متعاقد” واحد فقط مع وزارة الدفاع الأميركية، وقد لا يكون أميركيا، ولم تحدث سوى أضرار مادية في مركبات ومذاخر عتاد ليست في حساب الترسانة الأميركية أكثر من حبة خردل واحدة من بيادر لا حدود لها من مركبات وذخائر وجنود.

ومقابل الصواريخ الثلاثين الخائبة التي تورط أبومهدي المهندس بإطلاقها أرسل الأميركان إليه أربعة صواريخ فقط، لا غير، على ثلاثة من مواقعه في العراق، واثنين في سوريا، فدمرت مستودعات أسلحته، وقواعد قيادة وسيطرة، ويقال إنها قتلت 20 “مجاهدا”، وأصابت العشرات، ولا يُعرف لحد الآن عدد القتلى والمصابين النهائي، كما تقول الوكالات العالمية، لأن كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض وردا على هذا الضربة الموجعة أرسلت كتائب حزب الله أربعة صواريخ أخرى سقطت قرب قاعدة التاجي شمال بغداد التي تضم جنودا أميركيين، وفق ما أفاد به مسؤول أمني عراقي دون أن تسفر عن ضحايا ولأن كتائب حزب الله العراقي جزء مهمّ من ميليشيات الحشد الشعبي شبه الرسمية الحكومية، فإن هجومها على القوات الأميركية الموجودة باتفاق رسمي مع الحكومة العراقية للمساعدة والتدريب في القتال ضد تنظيم داعش، يُحمّل الحكومة العراقية جزءا كبيرا من المسؤولية، ويكشف عن ضعفها وعجزها عن حماية أمن شعبها وسلامة بلادها، ويؤكد أنها حكومة كارتونية لا تحل ولا تربط، وأن الميليشيات التي تعمل بتوجيهات إيرانية مباشرة، مستترة أحيانا، وعلنية أحيانا أخرى، هي التي تملك خيوطها وتغزل لها غزلها .خصوصا وأن أصغر وأبسط مواطن عراقي يعلم بأن الذي أنعم عليهم وحملهم من مقاهي طهران وعمان وبيروت ولندن وسوريا، وجعلهم أئمة ورؤساء ووزراء وسفراء وأصحاب ميليشيات هم الأميركان، وأن الذي استنجد بالضباط والجنود الأميركان المتواجدين في قواعد كركوك وأربيل والأنبار والتاجي، والذي استضافهم لمساعدة حكومته على طرد المحتلين الدواعش وتحرير المدن التي تسبب أحد أشقائهم “المجاهدين” في احتلالها هو رئيس الحكومة التي يملكها ويدير شؤونها الإيرانيون ووكلاؤهم العراقيون والشيء الآخر هو أن هذه الهجمات الخائبة الغبية تأتي ونظام الحكم العراقي محاصر، ومحتقن، ومتشرذم، ومضطرب، ومهدد بطوفان الغضب الشعبي المستاء جدا من عمالة أحزابه الحاكمة، ومن عدم اكتراثها بأمن شعبها ومصالحه الحيوية الوطنية العليا، ومن سعيها لاتخاذ أرض العراق وأهله ساحة صراع دولي خارجي دون مبرر من أي نوع وهذا دليل آخر قاطع على أن زعماء تلك الأحزاب والميليشيات، مختارين أو مجبرين، يزيدون، بحماقة وصفاقة وجهالة، غضبَ الغاضبين عليهم، ونقمة الناقمين على أسيادهم، ويقطعون آخر خيوط الأمل في إمكانية صحوتهم من غفلتهم، وعودتهم إلى شعبهم بعد فراق طويل. إنهم، بعد كل شهداء شعبهم ومصابيه ومغتاليه ومخطوفيه ومفقوديه، لم يدركوا بعد ما ينتظرهم من عذاب عظيم.

https://youtu.be/uXCz_JFNhJE.

وخلاصة الخلاصة أن من المخجل والمحزن، في آن واحد، هو هذه المقاتلة بين الفئران العراقية الإيرانية المنهكة المتهالكة، وبين ثيران الأميركان الهائجة، وعلى أرض العراقيين الأبرياء، وداخل أحيائهم وبين منازلهم ودكاكينهم التي منها يأكلون ويشربون. آه، لو كان الغباءُ رجلا لقتلته منذ زمن طويل.

قال القيادي الكبير في مليشيا “الحشد الشعبي” العراقية جمال جعفر إبراهيمي، المعروف بالاسم الحركي أبو مهدي المهندس، إن “دماء الشهداء لن تذهب سدى وردنا سيكون قاسيا جدا على القوات الأميركية في العراق”، وذلك في أعقاب غارات جوية شنتها واشنطن على مواقع “الحشد” في العراق وسوريا وقالت مصادر أمنية عراقية، الاثنين، إن القوات الأميركية في محافظة نينوى شمال العراق عززت إجراءات الأمن خلال الليل حيث حلقت مقاتلات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في محيط قواعدها العسكرية في الموصل والقيارة وجاء في بيان رسمي الاثنين اصدره مسؤول مديرية الحركات في هيئة الحشد الشعبي جواد كاظم الربيعاوي ان “حصيلة الاعتداء الغاشم على مقرات اللواءين 45 و46 بلغت 25 شهيداً و51 جريحاً“.

واشار البيان الى إن “عدد الشهداء قابل للزيادة نظراً لوجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بليغة”، جراء القصف الذي استهدف منشآت تابعة لكتائب حزب الله قرب مدينة القائم وعلى امتداد الحدود العراقية السورية غرب العراق ودان الحرس الثوري الإيراني، في بيان أصدره الاثنين، بشدة الضربات الأميركية وشدد على أن الانتقام من هذه الهجمات والرد عليها “حق طبيعي للقوات العراقية والشعب العراقي”، مضيفا: “عدوان الإرهابيين الأميركيين المعتدين انتهاك للسيادة الوطنية للعراق ودليل على أن أمريكا هي العامل الأساسي لزعزعة الأمن ونشر الفوضى وتعزيز التوتر في المنطقة, واعتبر أن “إخراج القوات الأميركية الإرهابية المحتلة من العراق هو الضامن لتعزيز أمنه واستقراره”، مؤكدا: “الشعب العراقي الحكيم والحشد الشعبي البطل، وبناء على القوانين والأعراف الدولية، يحتفظان بحقهما في الرد والانتقام على الهجمات الأميركية ,من جهته، ندد المتحدث باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ب”انتهاك السيادة العراقية”، فيما رأت جماعة “عصائب أهل الحق” التي جرى الإعلان في المدة الأخيرة عن عقوبات أميركية بحق قياديين فيها، أنّ “الوجود العسكري الأميركي صار عبئاً على الدولة العراقية بل صار مصدراً لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة”، مضيفة في بيان “أصبح لزاماً علينا جميعاً التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة .ودعا النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي، المدعوم من تحالف سائرون البرلماني الذي يحظى برعاية رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الحكومة إلى “إتخاذ التدابير اللازمة” لمواجهة الهجمات الأميركية، الامر الذي طالبت به ايضا منظمة بدر، احد أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران .كما ندد العديد من النواب بالإتفاق العراقي-الاميركي الذي يسمح بوجود قوات أميركية في البلاد، في حين أعرب “حزب الله” اللبناني عن استنكاره لما وصفه بـ”عدوان أميركي وحشي وغادر”، معتبراً أنه “اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي

https://youtu.be/b0f_W2TpHAU

من قتل المتظاهرين؟.. 4 جهات “رسمية”! في ذروة الاحتجاجات بالعاصمة بغداد وبقية المحافظات، وصل قمع المتظاهرين مراحل غير مسبوقة تمثلت بعمليات قنص وخطف طالت متظاهرين وناشطين، إضافة إلى مداهمة عدد من مقار المؤسسات الصحافية التي نقلت ما يجري في ساحات الاحتجاج، أثناء وبعد تفريق شبابها ومطاردتهم في الأزقة الضيقة، وقتلهم بعدد وصل إلى 108 أشخاص، بحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق. حملت المرجعية الدينية العليا في النجف الحكومة مسؤولية ذلك، ممهلة إياهها أسبوعين للكشف عن المتورطين وتقديمهم للقضاء، ما اضطر القائد العام للقوات المسلحة، عادل عبدالمهدي، إلى التعهد بكشف الجناة وتقديمهم للعدالة “مهما كانت مواقعهم”، وأعلن تشكيل لجنة للتحقيق. قالت اللجنة مؤخرًا، إنها أنهت مهامها وستعرض النتائج على عبد المهدي خلال ساعات. يقول مصدر أمني مطلع لـ “الترا عراق”، إن “أربع جهات أمنية رسمية تتحمل مسؤولية مقتل المتظاهرين، وهي: قيادة العمليات المشتركة، وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، جهاز الأمن الوطني، والحشد الشعبي، فضًلا عن لواء تابع لوزارة الدفاع، جميعها تقاسمت أدوار القنص والخطف ومداهة المؤسسات الصحفية”. ماجرى بعلم عبد المهدي!

بعد يومين من تسارع وتيرة الاحتجاجات، أوعزت الحكومة برئاسة عبدالمهدي، بقطع  خدمة الإنترنت عن البلاد، فيما استثنت الجهات الأمنية الحساسة المعنية بمتابعة تطورات التظاهرات من ذلك، بينها وزارة الدفاع وجهاز الأمن الوطني، بحسب مصدر في هيئة الحشد الشعبي. استغلت الفصائل المسلحة الفوضى لتصفية حساباتها مع ناشطين وأهداف كانت ترصدها قبل انطلاق الاحتجاجات بمدة طويلة

يقول المصدر، الذي شدد على عدم ذكر أسمه لدواع تتعلق بسلامته، في حديث لـ “الترا عراق”، إن “قيادة العمليات المشتركة، ووكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، وجهاز الأمن الوطني، ومديرية استخبارات الحشد الشعبي، عقدت اجتماعًا استثنائيًا مشتركًا في المنطقة الخضراء للوصول إلى آليات لاحتواء الاحتجاجات التي عمت الشوارع والتي كادت أن تخرج عن السيطرة، مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الأخبار العاجلة والقنوات الفضائية”، مبيناً أن “الضباط وقادة الأجهزة تيقنوا بأن الأمور اتخذت مستويات خطيرة تتطلب إنهاءها بأي طريقة كانت، فقسموا الأدوار في ما بينهم وباشروا بالعمل سريعًا”. وضيف المصدر، أن “الحشد الشعبي تولى مهمة مداهمة مقرات المؤسسات الإعلامية وعرقلة عملها وإرهاب العاملين دون اعتقالهم، بقيادة (أبو زينب اللآمي) مدير أمن الحشد”، مبينًا أن “جهاز الأمن الوطني تولى مهمة توفير المعلومات الممكنة عن المتظاهرين والداعين المؤثرين لها، والذي كان قد دس عناصرًا منه بين صفوفهم في مناطق بغداد، لمتابعة التحركات وحتى المعنويات ومقدار الضرر أثناء استمرار الاحتجاجات”، مشيرً إلى أن “حصة استخبارات الحشد من عمليات الرصد وجمع المعلومات كانت 44 هدفًا، بينهم ناشطون وإعلاميون ومحرضون على التظاهر”. وروي المصدر، الذي التقى به فريق التحرير على مدار يومين في أكثر من 5 مناطق مختلفة تحسبًا لرصده من قبل الأجهزة الأمنية، أن “قناصي اللواء 57 الخاص بحماية المنطقة الخضراء، المعروف بقسوته المفرطة، والذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، والتابع لوزارة الدفاع، كان مسؤلًا عن قتل المتظاهرين، في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد”. أما في المحافظات، فيشير المصدر إلى أن “حمايات الأحزاب تكفلوا بذلك، بينهم منظمة بدر في محافظة ذي قار”. يبين المصدر أيضًا، أن “ما تعرف بفصائل المقاومة أبعدت بمسمياتها عن أي دور في مواجهة الاحتجاجات، نظرًا لحساسية الموقف، وتجنبًا لاتهامات قد تطال الحكومة بعدم السيطرة عليها، لكنهم استغلوا فرصة الفوضى العارمة وحظر التجوال، لتصفية وخطف بعض الأهداف التي كانوا يرصدونها حتى قبل اندلاع الاحتجاجات بوقت طويل، من بينهم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي”. يقول مصدر في الحشد الشعبي إن عمليات تجري على قدFم وساق لمتابعة الداعين إلى التظاهرات القادمة في 25 تشرين الأول وقد وزعت الأدوار من جديد . كما يشير المصدر، إلى أن  “العمل الاستخباراتي واعتقال النشطاء بعد التظاهرات مهمة مستمرة للجهات المعنية بالمتابعة (الحشد الشعبي، والاستخبارات، والأمن الوطني)”، مؤكدًا أن “الحشد الآن يتابع رؤوس التظاهرات المرتقبة في يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، إضافة إلى مهام وزعت يجري العمل عليها”.

عادل غبد المهدي قتل المتظاهرين والان شارك بقتل الحشد ؟؟؟ *** أعلنت الحكومة، موقفها الرسمي من الهجوم الأمريكي الذي استهدف مواقع لحزب الله غربي البلاد وخلف عشرات القتلى والجرحى، فيما كشف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة أن عادل عبد المهدي علم بالهجوم قبل نصف ساعة فقط من وقوعه. أعلنت الحكومة عزمها “مراجعة العلاقات” سياسيًا وأمنيًا مع الولايات المتحدة على خلفية الهجوم الذي استهدف كتائب حزب الله وذكر بيان للحكومة، يوم الإثنين 30 كانون الأول/ديسمبر، أن “المجلس الوزاري للأمن الوطني، عقد اجتماعًا طارئًا تدارس فيه تداعيات الهجوم الذي شنته الطائرات الأمريكية ضد القوات العراقية (لواء 45 و46 حشد) على الحدود العراقية السورية”. وأدانت الحكومة وفق البيان الهجوم، وعدته “خرقًا لسيادة العراق وتجاوزًا خطيرًا لقواعد عمل قوات التحالف، ومنها القوات الأمريكية بالانفراد بعمليات دون موافقة الحكومة العراقية، ناهيك أن هذه العملية استهدفت قوات عراقية ماسكة لجبهة مهمة على الحدود ضد فلول داعش الإرهابية، وهو ما يعرض أمن وسيادة العراق للخطر، ويهدد أيضًا أمن الجميع دون استثناء”. وقالت الحكومة: “لقد سقط نتيجة هذا الاعتداء عشرات الشهداء والجرحى من قواتنا الباسلة، وإن القوات الأمريكية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولوياتها السياسية، وليس الأولويات كما يراها العراق حكومة وشعبًا، وإن حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيها والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصرًا، وهي التي تقرر الحاجة إلى الاستعانة بشركائها لا أن يقوم الآخرون ـ ومهما كانت المبررات ـ بذلك بشكل منفرد وبالضد من إرادة الدولة العراقية ومصالحها العليا”. كما بينت أن “العراق أكد مرارًا وتكرارًا رفضه أن يكون ساحة اقتتال أو طرفًا في أي صراع إقليمي أو دولي، كما بذل جهودًا مضنية لمنع الاحتكاكات والتقليل من التصادمات في بلد ومنطقة عاشت لعقود طويلة في أجواء الصراعات والتدخلات والاحتلال والحروب”، مشيرة بالقول: “يجب أن لا يغيب عن ذهن أحد أن التضحيات الجسام والعذابات التي قلّ لشعب أن تحملها والتي قدمها العراق في محاربته لداعش، لم توفر السلم والأمن في العراق فقط، بل ساهمت بشكل فعّال وأساس بتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وأن تهديد أمن العراق وإدخاله في صراعات جانبية سيرتد على الجميع بأشد المخاطر والخسائر، وأن كثيرين ممن سقطوا شهداء وجرحى نتيجة الهجوم الأخير قد ساهموا بصنع تلك الانتصارات على داعش الإرهابي”. ووصف حكومة عبد المهدي، الهجوم بـ “الاعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادئ التي تشكل من أجلها التحالف الدولي”، مؤكدةً أن ذلك “يدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنيًا وسياسيًا وقانونيًا بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية أرواح أبنائه وتعزيز المصالح المشتركة”. قال الناطق باسم القائد العام إن واشنطن أبلغت عبد المهدي بالهجوم قبل نصف ساعة فقط ؟؟؟ من جانبه قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن “وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أبلغ رئيس الوزراء العراقي قبل نصف ساعة من الغارات الجوية الأمريكية”، مبينًا أن “إسبر أجرى اتصالًا برئيس الحكومة، وأبلغه بأن الهجمات ستنفذ على مواقع تابعة للحشد الشعبي، وهي الوحدات التي يشتبه الأمريكيون في إطلاق الصواريخ منها على القاعدة العسكرية في كركوك والتي أدت إلى مقتل أمريكي وإصابة عدد من الأمريكيين والعراقيين”. وأكد خلف أن “رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، عبر عن معارضته الشديدة لهذا القرار أحادي الجانب وقلقه من أنه سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وطالب وزير الدفاع الأمريكي بوقف الضربات الجوية على الفور”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here