طرائف وحكايات من السجون والمعتقلات(7)

صالح احمد الورداني
————————–
البحث عن الثعلب
تم اكتشاف احد اوكار عناصر الجهاد بالقاهرة القديمة..
الا أن تلك العناصر تصدت لقوات الامن فور وصولها للمكان..
ودارت معركة وتمكن بعضهم من الهرب..
وكان على رأس الهاربين واحد من المتهمين بمحاولة نسف إحدى الكنائس بمنطقة شبرا بالقاهرة أثناء حفل زواج..
ونظرًا لخطورته فقد قامت وزارة الداخلية بإصدار نشرة وزعتها على الصحف للإرشاد عنه وألحقت بها عدد من أرقام الهواتف ليتصل بها كل من لديه أية معلومات عنه..
ووقعت احدى هذه الصحف في يد المتهم الهارب أثناء تجواله متخفيًا فقام على الفور بالاتصال بوزارة الداخلية مرشدًا عن نفسه ومحددًا المكان الذى يتواجد فيه..
وهرع رجال المباحث على الفور إلى المكان الذى حدده لهم ومعهم قوة كبيرة من جنود الأمن وقاموا باقتحامه ليجدوا أنفسهم في وكر لمدمني المخدرات..
وقام بالاتصال بوزارة الداخلية مرة أخرى مرشدًا عن نفسه..
وحدد مكان تواجده فى إحدى الشقق مقدمًا العنوان التفصيلى لتهرع قوات الأمن ورجال المباحث إلى الشقة المقصودة بإحدى العمارات وتقتحمها لتجد نفسها في وكر من أوكار الدعارة..
ولم تصبر وزارة الداخلية حتى تنال المقلب الثالث فقامت بسحب النشرة من الصحف..
وأثناء سير المتهم الهارب توقف جائعًا أمام أحد مطاعم الفول وطلب (ساندوتش) لكن البائع لم يعبأ به وكان منشغلا بإحدى الفتيات..
ولماعاتبه على هذا السلوك دخل الاثنان فى مشادة كلامية..
وتطاول البائع عليه..
فأقسم أن ينتقم منه وتحايل ليعرف اسمه وتم له ذلك..
ولما قبضت المباحث عليه كان السؤال الأول الذى وجه إليه :
أين كنت تختبأ طوال مدة هروبك..؟
وعلى الفور أجابهم أنه كان يختبأ عند صاحب مطعم الفول..
وتم إحضار صاحب مطعم الفول إلى سجن القلعة لينال نصيبه من العذاب..
وليعلم أن الله حق وأن الانشغال بالنساء يأتى بالبلاء..
وقد مكث بائع الفول هذا فى سجن القلعة مدة طويلة نسى فيها اسمه..
وسجن القلعة هو السجن الخاص بالسياسيين من قديم..
وكنت من زواره ولى فيه حكايات..
وتم تحويله لمتحف ضمن ماسمى بمتحف الشرطة يمكن لزوار القلعة مشاهدته والتجول فيه..
والمثير للسخرية انهم وضعوا في كل زنزانة تماثيل لمساجين يرمزون لكل عصر..
ووجدت عند زيارتى للمتحف تمثال لمسجون من العصر المملوكي وهو مكبل بالاغلال ..
وزرت الزنزانة رقم 12 التى كنت فيها وقت التحقيقات فوجدت تمثالا لمسجون من العصر الحديث جالس على مقعد ويرتدى نظارة ويمسك في يده بكتاب يقرأ فيه..
ولم تكن تلك هى حالة المسجون المصرى..
و لا حالة من يدخل هذا السجن الرهيب الذي كانت تمارس فيه أيشع صور التعذيب..
أما المتهم الثعلب فقد نال حكماً طويلاً بالسجن ليخرج مع من تم الافراج عنهم بعد سقوط اللامبارك..
وتحول اليوم بالتننسيق مع الامن الى شخصية اعلامية داعية ضد الارهاب..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here