لماذا لا تدعوا الله وحده ، وتذروا دعوة العبيد ؟

قال الله تعالى :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ) الأعراف 194 .

ألم يأن للذين يدعون أمريكا وأخواتها .. لمساعدتهم في وقف القتل في سورية وشقيقاتها ..

أن يؤمنوا بعد 9 سنوات من الإلحاح في الدعاء ، أنهم عباد أمثالهم ، لا يملكون حولا ولا قوة ،

وأنهم لا يهمهم أمر المسلمين ..

بل بالعكس ، إنهم حريصون أشد الحرص .. على إبادتهم ..

لأنهم يعتبرون الإسلام بمثابة السرطان ، الذي يقضي على البشرية !!!

وها هو ترمب يعلن بصراحة مطلقة :

إنه يريد عالماً لا مكان فيه لله ، ولا للأديان ، ولا للقيم الإنسانية ، ولا للأخلاق !!!

ولا يهمه قتل عشرات الملايين من العرب والمسلمين !!!

بل إنه عازم على قتل عشرات الملايين منهم .. ونهب أموالهم ، واحتلال أراضيهم !!!

وقد نفذ وعده ، واستلب مئات المليارات من دول الخليج .

وقد نشر يوم السبت 14-12-19 موقع ساسا بوست ( Sasapost ) .. عن ما يُسمى ( قانون قيصر الذي سيخنق الأسد )

( سُمي قانون قيصر (سيزر) بهذا الاسم نسبة إلى مصور عسكري سوري انشق عن نظام الأسد عام 2014، وسرّب 55 ألف صورة لـ11 ألف سجين قتلوا تحت التعذيب، ، وكانت صوره قد أثارت رد فعل غاضبة أوروبية وأمريكية، أظهرت جثثًا لأشخاص ملقين على الأرض ماتوا تحت التعذيب في سجون الأسد، وتم عرض هذه الصور في مجلس النواب الأمريكي، وحضر قيصر شخصيًا إلى المجلس أكثر من مرة، وتحدث عن أوضاع السوريين، وطالبهم بالتحرك لوقف المجازر بحق الشعب السوري ..

وقد جرت المصادقة عليه أول مرة في مجلس النواب في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بأغلبية ساحقة، إلا أنه منذ ذلك الوقت ولغاية يوم الأربعاء الماضي لم يتم إقراره بسبب قيام البيت الأبيض أثناء حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بعرقلته، حسبما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» ) انتهى.

فإذا كان ذاك الخنزير الأسود أوباما .. قد منع تنفيذ هذا القانون !!!

أفتطمعون أن يقوم الثور الهائج الأبيض ، والقرصان الشرس ترامب .. بتنفيذه ؟؟؟!!!

أفتطمعون أن ينصركم أعداؤكم الحاقدون ، المشركون ، الشامتون ، المبغضون .. على أعدائكم المتوحشين في سورية ؟؟؟!!!

( وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَكُمۡ وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ ﴿١٩٧﴾ الأعراف .

وهب أنهم نفذوه !!!

فماذا سيكون ، وكيف سيكون ؟!

قد يفرضون عقوبات اقتصادية ، وسياحية ، وتجارية على بعض شخصيات النظام البربري ، المتوحش .. لا تُسمن ولا تُغني من جوع .. ولا تضر المجرمين ، القتلة في سورية .. إلا قليلاَ!

فما لكم من ملجأ .. إلا الله العزيز الحكيم …

( ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٖ يَوۡمَئِذٖ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٖ ) الشورى 47 .

وها هي تسع سنوات عجاف !!!

وأنتم تدعون العبيد لينصروكم !!!

فلم ينصروكم .. ولن ينصروكم .. ولن ينتصروا لكم .. ولن يعيروكم أي اهتمام !!!

إلا إذا تحولتم إلى كلاب ، أو خنازير !!!

وحينئذ فقط ..

لو تعرضتم إلى واحد بالمليون مما تتعرضون له الآن .. من الأذى ، والقتل ..

لأقاموا الدنيا ، وما أقعدوها .. ولأرسلوا أساطيلهم ، وبوارجهم ، وطائراتهم .. لقتل المجرمين .. الذين انتهكوا حرمتكم الحيوانية .. ولخربوا عليهم بيوتهم ، وقلاعهم ، وحصوتهم ، وجحورهم !!!

لأن قيمة الكلاب ، والخنازير أغلى عندهم بكثير من قيمة البشر المسلمين !!!

وكيف ينصرونكم ، وقلوبهم مشحونة ، ومترعة ، ومعبأة على آخرها بالبغض ، والكراهية ، والغل .. لكم ؟!

أفلا تعقلون ؟!

( وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ) آل عمران 118 .

فهلا تجربون .. أن تدعوا ربكم ، وأن تناشدوه ، وتستغيثوه ؟ ..

ليس بالكلام ، وإنما بالأفعال .. والالتزام بمنهج ، ونظام الله ، اعتقاداً ، وإيماناَ يقينياَ ..

بأنه هو السبيل الوحيد ، والأوحد لخلاصكم ، وإنقاذكم من براثن العبودية للطواغيت المتكبرين ، الجبارين ، المتغطرسين .. وتحريركم من الأصفاد التي يسربلونكم بها ..

فربكم لا يُخدع .. بأن ترفعوا أيديكم إليه .. وتتضرعوا له !!!

يا رب .. يا رب .. ومأكلكم حرام .. وملبسكم حرام !!!

فأنى يُستجاب لكم !!!

فهو يعلم السر وأخفى ..

وعليكم أن تنكسروا له ، وتتذللوا على أعتابه ؟..

وأن تجددوا ، وتحدثوا إيمانكم ؟..

كما تحدثون هواتفكم ، وسياراتكم ، وثيابكم .. وأثاث بيوتكم ..

وأن تخضعوا ، وتستسلموا له كلياً .. ودون اعتراض ، ولا جدال ؟..

( ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡۖ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّارٖ ) غافر 35 .

بدل أن تنبطحوا للعبيد ؟ ..

وأن تتوبوا إليه توبة نصوحاً ؟ ..

وأن تطبقوا نظامه بحذافيره .. في الفرد والمجتمع والدولة ؟..

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ) محمد 7 .

إن تفعلوا ذلك كلكم ، وليس بعضاً منكم ، ستنتصرون حتماً ..

وإلا ..

فلا تحلموا بالنصر ، ولو قُتل منكم كل يوم ألف شهيد ..

بل ..

( فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ ) البقرة 279 .

وأنتم بالخيار ..

وها هي ست سنوات مضت ، وانقضت بمآسيها ، وأهوالها ، وأحزانها ..

وأنتم تناشدون الخنزير الأسود أوباما !!!

أن يتدخل في سورية ، ويخلصكم من ذيل الكلب بشار..

ووعدكم بالتدخل مرات كثيرةَ ..

وهدد ، وتوعد ، وأزبد ، وأرعد !!!

وقال : إنه ساقط ، وفاقد للشرعية !!!

ولما عُرض أمره على ما يُسمى ( مجلس الأمن ) .. وهو مجلس البلطجية والإرهاب الدولي الحقيقي .. وصدرت أكثر من عشر قرارات بالإدانة ، والمحاسبة ، والتدخل ..

تم نقضها ، ليس من روسيا فحسب .. بل بالاتفاق مع أمريكا أيضاَ ، ولكن من وراء ستار !!!

وأرسل أساطيله ، يوم مجزرة الكيماوي في الغوطة .. التي حدثت في 21-8-13 ..

فقامت باستعاراضات هزلية ، مسرحية !!!

وأرعدت وأزبدت .. ولم تطلق رصاصة واحدة !!!

ثم عادت من حيث أتت !!!

ثم تلت ثلاث سنوات أخرى ..

وأنتم تستغيثون بالخنزير الأبيض ترامب !!!..

الذي وصف بشار بالكلب ، والحيوان !!!..

وأرسل بوارجه وسفنه أيضا .. يوم مجزرة الكيماوي الثانية في دوما في 8-4-17 ..

فأطلقت بعض الألعاب النارية ، على منطقة صحراوية ، للتضليل ، والخداع !!!

أما آن لكم ..

أن تيأسوا ، وتملوا من دعوة عبيد كفرة ، فجرة ..

يشمتون ، ويفرحون بقتلكم ؟..

وتتوجهون بدلاً من ذلك ، بالدعاء إلى خالقكم .. الرحمان الرحيم ؟..

( وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ ) هود 52 .

إلى متى يا قوم ، ستبقون تتعلقون بأذيال العبيد المهابيل ؟!

وإلى متى تجرون وراءهم لاهثين ، زاحفين ترجون منهم نصرتكم ؟!

وإلى متى تستصرخون ضمائرهم الميتة ، وهم معرضون عنكم ، ولا يلتفتون لكم ، ولا يستجيبون لكم ، ولا تتمعر وجوههم ، ولا تهتز شعرة في أجسادهم ، لمرأى الجثث المتفحمة ، والأشلاء الممزقة ، والأوصال المنتثرة ، والبيوت المدمرة ، والأجساد المستصرخة التي تخرج من تحت أنقاضها ؟!

وقد اعتادت عيونهم على مرأى هذه المشاهد الحزينة !!!

فقست قلوبهم ، وتحجرت !!!

( فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ ) البقرة 74 .

وإلى متى تعلقون قلوبكم ، بنصرة العبيد الرعاديد لكم .. وهم عنكم لاهون ، مشغولون بدنياهم وشهواتهم الرخيصة ؟!

هلا .. تفكرون ، وتجربون دعوة ربكم ، كما جربتم دعوة عبيده ؟!

فلم يستجيبوا لكم ..

جربوا .. ولو مرة واحدة .. ستجدونه سريع الاستجابة ..

والله لن تخسروا شيئاَ ، ولن تندموا ..

والدليل .. ما ورد في البخاري ..

( عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) .

الأحد 3 جمادى الأولى 1441

29 كانون الأول 2019

موفق السباعي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here