طرائف وحكايات من السجون والمعتقلات(9)

صالح احمد الورداني
————————–
تنظيم الكاسيو
كان عناصر الجهاد يتجمعون للصلاة في أحد المساجد الصغيرة المراقبة من قبل رجال الأمن بحي عين شمس شرق القاهرة قبيل اغتيال السادات..
ومن خلال هذا المسجد تم اكتشاف العديد من العناصر المتطرفة والقبض على بعضهم..
وكذلك القبض على العديد من البؤساء الذين كانوا يداومون على صلاة الجماعة أملاً في الثواب فنالوا عظيم العقاب..
وكان من بين المقبوض عليهم طالب جامعى يقوم بتسويق ساعة كاسيو اليابانية وبيعها للمصلين بالتقسيط..
وضبط بحوزته مفكرة تحوى العديد من الأسماء والعناوين لكافة المشترين والمقسطين..
وكانت الطامة الكبرى على هؤلاء الزبائن المساكين..
وقد سقطوا في قبضة الفراعين الملاعين..
الذين أقاموا لهم حفلة تليق بأمثالهم من المارقين..
وقدموا للمحاكمة مع المجاهدين..
رغم كونهم لا صلة لهم بالسياسة أو الدين..
إلا أن ذلك لا يشفع لهم في ظل نظام حكم يطبق قاعدة المتهم مدان حتى تثيت براءته..
ومن باب السخرية اطلقت عليهم تنظيم الكاسيو..
اسوة بتنظيم الاتوبيس الذى تم القبص عليه في فترة الستينيات وتحولت قصتهم الى فيلم سينمائي..
والطريف في الأمر أنه تم تجميع هؤلاء وأمثالهم ممن يحلمون بيوم الخلاص في سجن خاص..
وأجزلوا لهم العطاء وسلطت عليهم الأضواء..
وخرجت الصحف في اليوم التالي بعناوين تقول: انشقاق مجموعة من تنظيم الجهاد..
المنشقون يفضحون التنظيم..
وكما تم وضعهم في سجن خاص ، تم وضعهم أيضاً في زنزانة خاصة بقاعة المحاكمة بعيداً عن عناصر الجهاد الذين أنزلوا عليهم شتى اللعنات وتوعدوهم بأشد العقاب..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here