تحرش الأرنب بالأسد..وقصص الأطفال!!

حامد شهاب

كان أطفالي في الثمانينات مولعون بسماع القصص القصيرة التي تشد إنتباههم ، ويعدونها مصدر التسلية المفضلة لهم، وبخاصة قبيل إستعدادهم للنوم!!

ومن القصص الجميلة التي كنت أرويها لأطفالي أن الحيونات كانت قد اتفقت على اجتماع تتداول فيه شؤون مملكتها والتهديدات التي تتعرض لها وسبل التغلب على الأزمات!!

بدأت الحيوانات من مختلف الصنوف والمسميات بالتوافد على قاعة الاجتماع في احدى الغابات الجميلة، التي تجد فيها مكانها المفضل للتعبير عن رؤاها وما تعتقد انه الافضل لإقامتها ، ومن يوفر لها واحة الأمن والأمان!!

وما زالت وفود الحيوانات تترى وتصل تباعا، لكن الارنب بين فترة واخرى ، يروح ويغدود داخل القاعة، ويضرب بيديه الارض ، ثم يقول للحيوانات التي تنظر قدوم الأسد قولته الشهيرة بالعامية : (أكو واحد راح ينشك حلكه)..كون الجملة تكون أكثر بلاغة بالعامية، حيث لايمكن للغة الفصحى أن تعبر عن تلك الرسالة بالقوة والتأثير البليغ الذي تتركه تلك الجملة لو قيلت بالعامية!!

ثم يكرر الأرنب العبارة نفسها بين فترة وأخرى (أكو واحد راح ينشك حلكه) ، لكن الحيوانات لم تدرك مقاصد الارنب من ترديد تلك العبارة بين فترة وأخرى ، لكنها أعربت مخاوفها من ان الأسد ربما يستهدف أحدها في كل الأحوال!!

وما إن قدم الأسد ودخل القاعة لترؤس الإجتماع ، حتى راح الارنب يردد العبارة نفسها وعلى مقربة من الأسد : (أكو واحد راح ينشك حلكه)..!!

نظر الأسد الى الأرنب وهو يقفز يمينا ويسارا ويضرب بيديه الارض أمام الاسد..عندها وثب الاسد على الارنب أمام الحيوانات ورفعه بيديه والقاه ارضا!!

عندها نظر الأرنب الى الحيوانات التي حضرت الاجتماع وقال لها : الم أقل لكم : (أكو واحد راح ينشك حلكه)؟؟..

في هذه اللحظة أدرك الجميع غباء الأرنب ، وكيف كان بعربداته واستعراضاته البهلوانية يستحق (الكتلة) عن جدارة!!

وبعد أن أسرد مثل تلك الحكايات أنظر الى الاطفال وقد ناموا على وسائدهم، بعد إن استمتعوا بسماع قصص من هذا النوع، وفي اليوم التالي أبحث عن قصة أخرى، للتسلية ، وهي الطريقة التي بإمكانها أن تسرع بنوم الاطفال، بعد ان راحوا يضحكون من غرابتها ، وطريقة العرض المحببة التي وجدت أنني قادر على إجادة طريقة عرضها، نزولا عند رغبتهم!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here