! حرب حبايب وسط  بلد  من مصائب و خرائب

مهدي قاسم

بفضل كثرة عملاء و خونة و موالين  تخادميين تحوّل العراق إلى جبهات معارك دنكشوتية و تبادل صواريخ فاشوشية  ـــ وهي تذكرنا بصوارخ صدام ضد إسرائيل ، * ــ من قبل  إيران ضد قواعد امريكية   في الوقت الذي ليس للعراق لا ناقة ولا جمل و لا اية فائدة تذكر  في هذا التصادم الإيراني الأمريكي المفتعل و الذي يتكرر بين حين و آخر لعرض عضلات  رخوة ، و مصادمات متكررة  ولكن  دون أن تصل لحد كسر العظم ، و ذلك لأنه لا النظام الإيراني يريد التصادم الجدي والفعلي مع أمريكا  ، و لا الإدارة  الأمريكية جادة بشكل حاسم  في قصم العمود الفقري  للنظام الإيراني و دفعه إلى انهيار كامل و مطلق ، ربما لاعتقادها بوجود  مصلحة لها في ذلك  ،  إضافة إلى وجود إشكاليات  و عواملات أخرى  ( من ضمنها صعوبة  احتلال أو سيطرة  كاملة على بلد شاسع و كبير  مثل إيران  ، بينما الضربة  ــ  حسب المثل الشائع ــ مهما كانت قوية و شديدة و التي هي إذا لا تميت العدو فهي تقوّيه  حتما ، وقد أشرنا إلى  بعض من هذه العوامل  في مقالاتنا السابقة  والعديدة ) أي وجود مجموعة عوامل محلية و إقليمية و دولية عديدة تجعل  الإدارة الأمريكية مترددة في القيام بمثل هكذا خطوات  ساحقة وحاسمة ، و في النهاية  ومن حيث المبدأ يجب أن  نعبّر عن أعتقادنا بأنه لا يعنينا هذا الصراع الأمريكي ــ الإيراني  لا من بعيد ولا قريب ، طبعا ، لو  جرى في موقع  آخر و بعيد  ،  أي خارج العراق  ،  ولو لم يختارا هما خوضه على أرض العراق  تحديدا ، و إلا ما معنى  تصريح  وزير الخارجية الإيرانية بقيام حكومته بتبليغ الإدارة لأمريكية  بنية  الهجوم  قبل الهجوم **!!ــ عن طريق  السفارة السويسرية كراعية للمصالح الأمريكية في طهران  ؟  ، فهل توجد  ذرة من جدية ما في أن يقوم عدو ما  بتبليغ خصمه بالهجوم عليه قبل بضع ساعات من بدء الهجوم  لو لم يقف خلف ذلك عدم الجدية  من قبل النظام الإيراني؟،  وكذلك إقدام الإدارة الأمريكية على  تبليغ  القائم بمهمة ” ساعي البريد ” عادل عبد المهدي بنيتهم  في ضرب مواقع كتائب حزب الله  الموالية لإيران لكي يتاح الوقت والمجال  لهم للاختفاء بعيدا  !! ،  كل هذا ،  كأنما باتفاق غير مبرم بينهما  لتدمير العراق عن قصد و نية خبيثة  ومقصودة منذ عملية إسقاط النظام  الديكتاتوري السابق و تسليم مصير العراق لأزلام النظام الإيراني من الإسلاميين الموالين  ، كأنما لا يكفي ما أصاب العراق من كوارث وويلات منذ تلك العملية التخريبية والتفكيكية الأمريكية للعراق وحتى اليوم  ، سيما كان بإمكان النظام الإيراني ــ  لو كان يهمه مصير العراق والعراقيين حقا وسلامة حياتهم و ممتلكاتهم ــ اختيار  موقع عسكري أمريكي  آخر خارج حدود العراق  وهو منتشر بكثرة  في أرجاء منطقة الشرق الأوسط مثل القاعدة العسكرية  ــ عديد ــ في  قطر  وكذلك في الكويت  و سوريا والخ ، فضلا  عن وجود اساطيلها وبوارجها في أعماق البحار يمكن استهدافها لو كانت هناك ثمة نية  جدية في ذلك ، و لكن يبدو أن  النظام الإيراني قرر أن يتخذ من العراق و شعبه درعا واقيا لحماية أمنه القومي ــ وهو ما صرح به علنا عديد من مسؤولين إيرانيين  و بشكل علني لا يقبل الشك ــ  مضحيا في الوقت نفسه بأبناء العراق  من الشيعة و جعلهم وقودا لحروبه ومعاركه الوهمية أوالفعلية مع أمريكا وهذه الحقيقة هي بحد ذاتها لأكبر دليل على أن النظام الإيراني ، يستغل شيعة العالم  و عواطفهم المذهبية ليحمي أمنه القومي أولا و ينشر مصالحه و نفوذه بواسطة أومن خلال شيعة العالم   هنا و هناك ثانيا ..
ولكن من أين لبعض” المستحمرين ”  العراقيين  إدراك و وعي هذه الحقيقة الواضحة والجلية  ، حتى يكفوا عن أن يكونوا وقودا حرب ومعارك بين بلدين ليس  للعراقيين  فيها لا ناقة ولا جمل ؟!! :
إذ أن العراق هو العراق كدولة قائمة بحد ذاتها  ومواطنيها  هم عراقيون أبا عن جد  ولغة أغلبية سكانه هي العربية ،  و إيران هي إيران ولغة أغلبية سكانها فارسية و مواطنيها إيرانيون و امريكا هي أمريكا ولغة سكانها انكليزية و  مواطنيها أمركيون ، وهذا يعني  أنه يجب على العراقيين أن لا يضحوا  ــ إذا أرادوا و شاءوا ــ  إلا من أجل مصالح وطنهم  العراق حصريا ، وكذلك الأمربالنسبة  للمواطنين الإيرانيين والمواطنين الأمريكيين وهم يفعلون ذلك فعلا ،  ولكن ما عدا بعض كثير من العراقيين الذين   يفضّلون الموت فداء من أجل  تحقيق مصالح إيران في العالم .
..
لنعيد ونكرر :
ــ ولكن من أين لبعض” المستحمرين ”  العراقيين إن  يدركوا و يوعوا هذه الحقيقة الواضحة والجلية  ، حتى يكفوا عن أن يكونوا وقودا حرب ومعارك بين إيران و أمريكا في الوقت الذي ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل  ، بل حتى ولا

https://www.facebook.com/muthnna7777/videos/2682470975199941/?t=9

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here