ماذا بعد تعقيد الموقف…

حكمت مهدي جبار.

باغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني على ايدي الولايات المتحدة الاميركية وبأمر من الرئيس ترامب يكون الموقف السياسي في منطقة الشرق الاوسط قد ازداد تعقيدا الى الحد الذي ربما يدعو المحلل السياسي أن يقف حائرا ازاء الاحداث فيصير في حرج مما يكتب ويدون..قتل سليماني في العراق البلد الذي تمتد فيه الاذرع الايرانية وبعمق لتمارس اعمالها وكأنها تخول نفسها كي تتصرف كما تشاء.لانها صاحبة الفضل على العراقيين عندما حمت بغداد من غزو داعش.وأميركا التي ارتكبت الجريمة تعتبر نفسها هي التي حررت العراق فلها كما ترى هي استحقاقات وفضل كبيرأيضا .فليسكت العراقيون عن اي شيء تفعل اميركا معهم.وإلا…..

أما اذا أرادت أيران أن ترد أعتبارها وهو من حقها لتنتقم من أميركا فهي امام خيارات عدة اكثرها قربا هو ضرب اميركا بضرب قواعدها ومعسكراتها اما داخل العراق او خارجه.فاذا ارادت ضرب المصالح الاميركية في العراق فمن الطبيعي ان يتعرض العراق الى نيران من هنا وهناك وقد تؤدي به الى خسائر وبدرجة معينة.ثم تأتي اميركا لتزيد من ضربها للأذرع الايرانية في العراق ويتعرض الى نفس النتائج..وهنا سيتعقد الموقف أكثر وأكثر وبذلك يكون الخاسرون هم اطراف الصراع بما فيهم اميركا..

سيتحول العراق الى ميدان صراع عنيف بين اطراف اجنبية وهو ليس له لاناقة ولاجمل.عدا انه اصبح ارضا مباحة للقاصي والداني يدخله الاجنبي وليس له القدرة على منعه بسبب هوانه وضعفه وفقدان هيبته وشخصيته..سيتحول الى سماء تمر فيها الصواريخ والقذائف والى ارض تتفجر فيها القنابل وربما تسقط عليها الطائرات..ومن سيبدأ الحرب ايران ام اميركا؟..وسواء بدء طرف الحرب قبل ذاك الطرف فأن مايهمنا هو ماحجم الخطر الذي سيحدق في العراق؟

كانت ردة فعل العراق على ضربة الاغتيال في بغداد قد تمثلت في اتخاذه قرار اخراج القوات الاميركية كرد اعتبار عن حرمة ارضه وسيادته..لكن قرار العراق قد جوبه بالسخرية من قبل ترامب وطالب باعادة كل ما ترتب على ميزانية الحرب والاموال التي صرفت على ىالقواعد العسكرية وتكاليف ((التحرير))…

المشهد الآن ايران تهدد بالضربة…وأميركا تتحمس بالرد القوي..والعراق حائرا بين اميركا وأيران…والسيادة مثل أمرأة يهين بها القادم والذاهب…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here