في تطاول الجرذان على النسور

فدوى حسين
13 كانون2/يناير 2020

للجرذان مطلق الحرية أن تعيش في الأنفاق والمجارير، لها الحق أن تقتات على فضلات الأقوام والأمم ، أن يفوح منها رائحة العفونة والنتانه، ولكن أن تحاول التطاول على النسور والإنتقاص منها فهذه هي الكارثة التي لا يقبلها عقل أو منطق.

أن يعلو صوت التابع “حسن نصرالله “من أحد الأقبية تحت الأرض في معرض كلمته التأبينية لسيده المقتول قاسم السليماني منتقدا الزعيم الكوردي البيشمركة مسعود بارزاني، ناعتا اياه بصفات الخوف والجبن فهذا أمرا لا يمكن السكوت عنه .

كيف لمن ضرب بعروبته عرض الحائط وأصبح تابعا فارسيا واحد الأذرع الأخطبوطية لمحور الشر ولنظام الملالي والعمائم أن ينتقد بارزاني؟! كيف لمن حول الشباب اللبناني لمليشيات مسلحة لا ترفع السلاح الممول لها إلا في وجه إخوانهم في دول الجوار في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وفي لبنان نفسها والسعي الدائم للحفاظ على الشرخ الطائفي فيها؟! كيف لمن يطلق كل مرة صواريخ استفزازية باتجاه اسرائيل بحجة المقاومة ونصرة القضية الفلسطينية لترد عليه إسرائيل بوابل من الصواريخ وتحويل لبنان إلى ساحة حرب لتقتل وتدمر المدن فوق رؤوس ساكنيها؟! فمن تم قتلهم من اللبنانيين والفلسطينين بسبب حزب الشيطان يتجاوز ما فعلته إسرائيل. ومن تم قتلهم وتشريدهم في سورية على يد مرتزقته لم يبلغ ما فعله الدواعش جزء يسيرا منه .

فكيف لك التطاول على شجاعة وشهامة ورجولة بارزاني وأنت تختبئ في الجحور تحت الارض تقبل ذليلا يد الشيطان الأكبر معلنا الولاء له ولمصالحه وليس لبني قومك وأبناء جلدتك.

خاف بارزاني وهذا ليس حقه فقط بل واجب عليه لأنه القائد والزعيم الذي يقدس كل قطرة دم كوردية ،لأنه يخشى على الأمن والأمان والتطور الذي حققه الإقليم في السنوات السابقة ،خاف على التراب الكوردي الذي يضم كل شبر فيه رفات شهيد وكل ذرة منه سقيت بدمائهم الطاهرة . فما حققه الاقليم لم يكن نتاج صدفة عابرة، بل نتيجة لثورات وتضحيات ومجازر إبادة تمت بحقهم على مر السنين وتعاقب الأنظمة كان فيها بارزاني منذ طفولته مقاتلا مدافعا حاملا روحه على كفه يقود الثورات بين الجبال يتقدم الأبطال ،لم يختبئ في جحر كما تفعل حين هجمت داعش على أرضه مهددة شعبه، بل ارتدى ثيابه العسكرية وتقدم صفوف البيشمركة الأبطال يوجههم ويقوي من عزيمتهم يفترش الأرض موصلا الليل بالنهار إلى أن أعلن النصر وهزيمة داعش بمساعدة قوات التحالف من على قمم جبال شنكال .

بارزاني هو الذي تحدى العالم والمحيط الإقليمي الرافض للكيان الكوردي وحقوقه بأن قاد دفة مشروع الاستفتاء الذي كانت نتيجته صفعة لكل حاقد و مغتصب للحق الكوردي، وغدت نتيجة الاستفتاء وثيقة وبصمة تاريخية للحق الكوردي في تقرير مصيره ونيل استقلاله .

القائد بارزاني ينبض في قلب كل كوردي يسعى للحلم الكوردي لنيل حقوقه في الأجزاء الأربعة المغتصبة ويبقى هو الأمل والزعيم،ومهما علا صوتك لن يتجاوز جدران جحرك و يبقى للنسور قممها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here