جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات [القِسمُ الثَّالث]

لمجلَّةِ [رَصد العقائِديَّة]؛*
جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات
[القِسمُ الثَّالث]
نـــــــــــــــزار حيدر
س٩/ ظهُور القِوى الإِرهابيَّة كـ [القاعِدة وداعش وغيرها] هل هذا الظُّهور كانَ لهُ أَثرٌ سلبيٌّ أَم إِيجابيٌّ على الجاليات الإِسلاميَّة وخصوصاً الشِّيعة في المهجر، باعتبارِ انكشافِ الحقائق وأَنَّ القضاء على الإِرهاب تحقَّقَ على يدِ أَتباع أَهل البيت (ع) والمرجعيَّة الدينيَّة في النَّجف الأَشرف؟.
ج/ للخطابِ الإِنساني والحضاري المُعتدل الذي قدَّمتهُ المرجعيَّة الدينيَّة العُليا طِوال العقد المُنصرم على وجهِ التَّحديد وخصوصاً منذُ انتشارِ الإِرهاب وسيطرتهِ على أَجزاءٍ واسِعةٍ من الأَراضي في العراق وسوريا وإِعلانهِ عن قيام دَولة الخُرافة، إِنَّ لهذا الخِطاب دورٌ مهمٌّ جدّاً في عرض الإِسلام الحقيقي وجواهرهِ الإِنسانيَّة العظيمة التي يفتقر إِليها أَيَّ خطابٍ دينيٍّ أَو سياسيٍّ آخر، خاصَّةً وأَنَّ هذا الخِطاب إِتَّكأَ على غديرَينِ ومنبعَينِ أَساسيَّينِ هما القرآن الكريم ونهج البلاغة ما ساهمَ في تقديمِ مصادرَ حقيقيَّةٍ للرَّأي العام الغربي الذي يُحبُّ أَن يعودَ إِلى المصادِر كُلَّما حاولَ أَن يفهم أَمراً أَو يبحثَ فيه.
ولذلكَ إِستهدفت أَطراف عِدَّة، ومِنها بعض وسائل الإِعلام الغربيَّة، هذا الخِطاب بالتَّشويهِ والتَّشهيرِ والتَّسقيطِ مثلاً من خلالِ إِستغلالِ بعضِ الفتاوى الإِفتراضيَّة أَو بحوث الخارج الإِفتراضيَّة التي قد لا تنسجم ورُوح العصر [ظاهِريّاً] أَو لا يمكنهُ إِستيعابها كونهُ غَير مُتبحِّر في فهمِ الإِسلامِ بشَكلٍ عامٍّ.
س١٠/ كيفَ أَوصلت الجاليات الإِسلاميَّة رسائِلَ عن العقائِد الإِسلاميَّة للمُجتمعات الغربيَّة التي تعيش في مُجتمعاتِها؟.
ج/ من خلال؛
*المُحاضرات الجامعيَّة، ففي العديدِ من دُول المهجر هناك أَعدادٌ كبيرةٌ من الفُقهاء والعُلماء المتنوِّرين الذين حقَّقوا نجاحات باهرة في الجامعات إِذ نجحُوا في إِيصال رسالةِ مدرسةِ أَهلِ البيت (ع) على أَحسنِ ما يُرام.
*مراكز الأَبحاث المُتخصِّصة.
*الفضائيَّات العقائديَّة المُتخصِّصة.
*الأَوراق البحثيَّة المُتخصِّصة.
*فضلاً عن الكُتُب والمقالات خاصَّة المنشورة في الدَّوريَّات المُعتبرة التي تأخُذ حيِّزاً في المكتبات.
ومن أَجلِ التحوُّل أَكثر فأَكثر إِلى مراحلَ مُتقدِّمة من التحدِّي والعَرض والتَّنافس نحنُ بحاجةٍ إِلى قنوات مُتخصِّصة بالعقائِد تبثُّ بالدِّشِّ الخاص ببلادِ الغرب أَو بالكَيبُل الخاص في بلادِ الغرب، فقنواتنا إِلى الآن موجَّهة إِلى جالياتِنا في بلادِ الغربِ وليس إِلى المُجتمع الغربي بشَكلٍ مُباشر.
كما أَنَّ إِفساح المجال للعُلماء والمُفكِّرين والباحثين الأَجانب المُستبصرِين في قنواتِنا الفضائيَّة لمُخاطبة العقل الغَربي بشَكلٍ مُباشر لهُ دورٌ مهمٌّ جدَاً في نشرِ عقائدِنا.
ولا ننسى ما للإِعلامِ الدِّيني مِن دورٍ مُهمٍّ بهذا الصَّدد والذي نفتقر إِليهِ بشَكلٍ كبيرٍ.
إِنَّ من المهام الكَبيرة التي تقومُ بها الكنيسة في بلادِ الغرب هو الإِعلام الدِّيني فلماذا لا تتبنَّى حوزاتنا الدينيَّة العريقة ذلك؟ ولا تهتم بهذا الدَّور المُهم والحيوي؟! خاصَّةً وأَنَّ النَّجف الأَشرف صاحِبة أَرقى خطاب إِنسانيٍّ مُعتدل وسَطي يقبل به الجميع على اختلافِ خلفيَّاتهِم ومشاربهِم، وهو أَعرق ما عرِفتهُ الحاضِرات الإِسلاميَّة، ينبضُ بالحياةِ والتجدُّد على مرِّ القرون؟!.
لماذا تُترجم كتبهُم إِلى لُغاتِنا ولا تُترجم كُتبِنا إِلى لُغاتهِم؟!.
لماذا تدخُل مصادِرَ في مناهجِنا ولا تدخُل كتُبنا مصادِرَ في مناهجهِم إِلَّا اللَّمم؟!.
على أَملِ أَن يأتي ذلك الْيَوْم الذي نجدُ فيهِ نتاجَ علمائِنا وفقهائِنا ومراجعِنا مُترجمةً إِلى لُغاتهِم لتكونَ مصدراً يعودُ إِليهِ الباحثُون وأَساتذة وطلبة الجامِعات بمُختلفِ الإِختصاصات الإِنسانيَّة.
*الصَّادِرة عن [مركز الرَّصد العقائدي] التَّابع للعتبةِِ الحُسينيَّةِ المُقدَّسة.
*يتبع…
١٧ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
*ولِمَن أَحبَّ متابعتي في قناتي الخاصَّة على الواتس آب؛
يُرجى الإِشتراك بها من خلال الرَّابط التَّالي؛
‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here