جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات [القِسمُ الرَّابع والأَخير]

لمجلَّةِ [رَصد العقائِديَّة]؛*
جَولةٌ معَ الجالِيات؛ الواقِعُ والتحدِّيات
[القِسمُ الرَّابع والأَخير]
نـــــــــــــــزار حيدر
س١١/ كيفَ تصفُ لنا إِنتشار التشيُّع في المهجر خصوصاً خلالَ العقدِ والنُّصف الأَخير؟.
ج/ الإِسلام عموماً هو ثاني أَكبر الأَديان إِنتشاراً في الغرب وتحديداً في الوِلايات المُتَّحِدة.
ولمدرسةِ أَهل البيت (ع) حُصَّة الأَسد في ذلك خاصَّةً خلال الفترة الزمنيَّة المُشار إِليها في السُّؤَال.
فمثلاً؛ في منطقة واشنطن العاصمة لم يكُن فيها قبلَ ٢٠ عاماً سوى مَركزَين شِيعيَّين، أَمَّا الآن فعددها ١٦ مركز بالإِضافةِ إِلى الهَيئات والمواكِب والمجالِس والمراكز الصَّغيرة والمُتداخِلة والتي يربو عددها على الـ ٢٠٠.
لقد انتشرت مدرسة أَهل البيت (ع) ومراكزها وعلماءها بشكلٍ واسعٍ جدّاً، كما أَنَّ حضورها في الجامعات ومراكز الأَبحاث باتَ يُشارُ إِليهِ بالبَنان خاصَّةً وأَنَّها تُقدِّم مادَّةً عِلميَّةً راقيةً تتميَّز ببُعدها الإِنساني والحَضاري بالإِضافةِ إِلى كونِها تهتم بالبُعدَين المادِّي والمَعنوي.
حتَّى في السُّجون الأَميركيَّة مثلاً إِنتشر التشيُّع بشَكلٍ مُلفت فلأَوَّل مرَّة باتَ الطَّلب من السُّجناء كبيراً على [أَئِمَّة] شيعة بعد أَن كانَ الطَّلبُ محصُوراً على غيرهِم من [الأَئِمَّة] وبالفعل فاليَوم يزورُ كثيرٌ من [الأَئِمَّة] الشِّيعة السُّجون ليُلقُوا عليهِم المُحاضرات الدينيَّة والأَخلاقيَّة ويعلِّمونهُم أُصول دينهم بالإِضافةِ إِلى العِبادات من أَجلِ المُساهمة في تغييرِ سلوكيَّاتهِم المُنحرِفة، ما ساهمَ بالفعل في تحسينِ أَدائهِم قبلَ إِطلاقِ سراحهِم ليعودُوا إِلى المُجتمع عناصرَ إِيجابيَّة وصالِحة، وهي الصُّورة التي تذكِّرُنا بما كان يفعلهُ الإِمام علي بن الحُسين السجَّاد زَين العابدين (ع) مع العبيد عندما كان يعلِّمهُم ويُربِّيهم قبلَ أَن يعتِقَ رِقابهُم ليكُونُوا أَحراراً في المُجتمعِ.
بقيَ أَن يُبادر المعنيُّون لإِنجاز مشرُوعَين في غايةِ الأَهميَّة؛
الأَوَّل؛ هو مشرُوع المقعد الجامعي الذي يجب أَن يُقامَ في كلِّ جامعةٍ تهتمَّ بالعلُوم الإِنسانيَّة يتمُّ فيهِ تدريس مدرسة أَهل البيت (ع).
الثَّاني؛ هو تأسيس الجامِعة الشيعيَّة أَو جامعة أَهل البيت (ع) فلماذا تمتلك كلَّ المُؤَسَّسات الدينيَّة الأُخرى هُنا في أَميركا مثلاً جامعات ولا تمتلك المُؤَسَّسة الدينيَّة الشيعيَّة جامعة؟!.
س١٢/ ما هي أَسباب زيادة مُعتنقِي مدرسة أَهل البيت (ع) في العالَم؟.
ج/ هنالِكَ عدَّة أَسباب أَساسيَّة، منها؛
*طبيعة الفكر الإِنساني والرِّسالي الذي يجد فيه المُتلقِّي إِنسجاماً عقليّاً وفكريّاً وعلميّاً لا يجدهُ في أَيِّ فكرٍ آخر.
*المظلوميَّة العظيمة التي يتعرَّض لها، فكلَّما زادت المظلوميَّة كلَّما بحث عنهُ الآخر، وهذهِ طبيعة البشر.
*إِنتشار الفضائيَّات والمراكز الدينيَّة.
*ظهور الخَواء الفكري والمعنوي عند الآخر وكذلك الفضائح التي تنتشر يوميّاً، خاصَّةً على صعيدِ الكنيسة.
*الإِشباع المادِّي حدِّ التُّخمة الذي تعيشهُ البشريَّة ما يدفعها للبحثِ عن قِيَمٍ حقيقيَّةٍ وعقيدةٍ تنسجمُ مع العقل والمنطق وتغطِّي الحاجة المعنويَّة.
س١٣/ كيفَ يتناول الإِعلام الغربي العقيدة الإِسلاميَّة؟ وهل هناك تمييزٌ بين العقيدة الشيعيَّة والعقائد الأُخرى من المذاهب الإِسلاميَّة؟.
ج/ الإِعلام الغربي ولكونهِ إِعلاماً ليبراليّاً [علمانيّاً] لا يتحدَّث ولا يتدخَّل بالعقائدِ ولا يخوضُ بالأَديانِ.
نعم هو ينقلُ أَخباراً تخصُّ ذلك إِذا فرضت نفسها عليهِ كما هو الحال بالنِّسبةِ إِلى أَخبار مسيرات أَربعين سيِّد الشُّهداء (ع) في العراق وفي العالَم، والتي كان لها الأَثر الواضح في التَّعريف بمدرسةِ أَهل البيتِ (ع) ولَو بشَكلٍ متواضع إِلَّا أَنَّهُ يتَّسع يوماً بعد آخر والحمدُ لله.
كما يبثُّ هذا الإِعلام برامجَ حِواريَّة خاصَّة بصدد العقائِد والأَديان إِلى جانب الرِّيبورتاجات إِذا كانَ هُناكَ حدثٌ مثلاً أَو ظاهِرة إِجتماعيَّة معيَّنة.
س١٤/ كيفَ هي نظرة الإِعلام الغربي للعقيدةِ الشيعيَّة؟.
ج/ كما ذكرتُ للتَّو، إِلَّا أَنَّ هُناك تحدِّياً بهذا الصَّدد ينبغي الإِنتباه إِليهِ لمعالجتهِ.
فعندنا في بلادِ الغربِ عمائِمَ فاسدةً تضرُّ بالمذهبِ بسلوكِها المُنحرف وفكرِها الفاسد وثقافتِها الهابِطة رُبما أَكثر من العدوِّ أَو المُتربِّص نفسهُ لأَنَّها محسوبةٌ على المذهبِ وإِنَّ البعض يستغِلَّ فسادها للطَّعنِ بالمذهبِ ولذلكَ ينبغي تحذيرَها ومِن ثمَّ فضحَها لعزلِها إِذا لم تُغيِّر سلُوكها بالتَّحذيرِ.
وأَنا أَعتقدُ أَنَّ هذهِ مسؤُوليَّة الحَوزة العلميَّة، وتحديداً مكاتب المرجعيَّات، فإِنَّ عليها أَن تُدقِّق بصاحبِ العِمامة وسلوكهُ وعلميَّتهُ قبلَ أَن تمنحهُ وِكالةً مثلاً أَو تعتمِدَ عليهِ أَو تُعرِّفهُ للجاليةِ كمصدرٍ من مصادرِ الإِرتباطِ بها.
*الصَّادِرة عن [مركز الرَّصد العقائدي] التَّابع للعتبةِِ الحُسينيَّةِ المُقدَّسة.
*إِنتهى
١٨ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
*ولِمَن أَحبَّ متابعتي في قناتي الخاصَّة على الواتس آب؛
يُرجى الإِشتراك بها من خلال الرَّابط التَّالي؛
‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here