لم أدرك يوما المنطقة الوسطى من الأشياء

لم أفهم معنى أن أعطي نصف انتباه وأقبل بنصف قلب وأضحك بنصف ابتسامة أو أبكي باختباء

لم أستطع يوماً أن أحلم نصف حلم أو أتعلق بنصف أمل أو حتى أن أقف في منتصف الحقيقة

لا أصادق أنصاف أصدقاء ولا أقرأ لأنصاف الموهوبين

أنا من الناس الذين يعيشون بطريقة صاخبة
أحب أن أكتب بصخب أن يصرخ قلمي بكلماتي أن يعلو صوتها على كل شيء آخر أن توبخ وتغني وتتألم وتضحك ..

أنا انسانة تحب أن تفرح بلا حذر وتنهمر تماماً عندما تحزن كغيمة شتاء ثقيلة

فنصف الرضا عندي قبول فاذا رضيت لا أصطنع نصف رضا واذا رفضت توقفت الحياة عن المسير عندي .

وعندما أمنح اهتمامي سيتمكن الصديق من الشعور بأنه أهم شخص على وجه الأرض

وعندما أرحل أنسى تماماً كمن فقدت ذاكرتها في حادث مؤسف

أحب دائما الأشياء التي تنتهي بفوز عادل أو هزيمة أرفع بها رأسي

أنصاف الحلول كالمسامير في كفي والقصص غير المكتملة تسبب لي أرقا وحيرة لا يمكن تبريرها

نصف شربة لا تروي ظمأي ، نصف وجبة لن تشبع جوعي ،نصف جواب لا يحيلني الا لمزيد من الأسئلة ..

المنطقة الوسطى عني هي حياة لم اعشها وهي كلمة لم اقلها وهي ابتسامة أجلتها وهي حب لم أصل إليه أو صداقة لم اعرفها

المنطقة الوسطى هي من تجعلني غريبة عن أقرب الناس لي وهي ما تجعل أقرب الناس لي غرباء..

المنطقة الوسطى هي أن أغيب أو أحضر ، أعمل أو لا أعمل ، أصل أو أن لا أصل

لحظة وقوفي بالمنتصف هي لحظة عجزي

بكل بساطة المنطقة الوسطى هي أنا عندما لا اكون أنا لأنني لم اعرف من أنا

ذكرى البياتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here