أحلامي الوردية للعالم

عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي

[email protected]

19/1/2020

الانسان هو الكائن الذي يحلم في نومه ورغم قصر طول الحلم الا ان تأثيره على الشعور الانساني كبير، و ربما يكون الاحلام خارطة طريق له في المستقبل او يعود به اى الماضي السعيد او ايام مريرة، وهناك من الاحلام مايرهق النفس البشرية كالسقوط من الاعاي او الاحتراق او رؤية الحيوانات البرية والخرافية وما الى ذلك، ومن الاحلام ايضا ان يرى الانسان نفسه في مكان أو زمان أو عند شخص يتمنى ان يكون حقيقة بل هو الهدف الذى يسعى اليه في يقظته، والانسان درجات في ذكر الاحلام بتفاصيلها فمنهم من لا يتذكر الا رؤوس الاقلام و اخرين لا يتذكرون شيئا .

حلم كل انسان ان يكون سعيداً في حياته و محمياً من المكروهات و كل ما يعكر له حياته لا يحتاج الى غيره بل الاخرين يحتاجون اليه، حياة فيها العدل والمساواة والحرية والحب والوفاء والجد والاحترام والالتزام، خالياً من الظلم والطغيان والعبث بالحقوق والغل والكراهية والحسد والنفاق والغرور والتكبر والتسلط وسفك الدماء وانتهاك الحرمات وغصب الاموال وتجاوز الحدود والتهجير والتدمير باختصار ان يكون الانسان كريماً رفيعاً سليماً سعيداً .

انا الانسان، فانا أحلم بل هي جزء من حياتي واكثرها في الامل والتفاؤل لمدينتي التي هي العالم باسره، واحلم بانه سيأتي علينا زمن سعيد نعيش فيه نحن البشر كاخوة لا مصالح فيه الا ان يحب لأخيه ما يحب لنفسه، في وسط هذا الازدحام من التصارع والتصادم والتهديد والوعيد وباتت الكرة الارضية كتلة نارية ملتهبة تعج بمختلف انواع الاسلحة التي تتطور كل يوم لتكون دمارها اوسع واشمل .

حلمي في هذه المرة ليس في النوم بل هو حلم المستيقظ القائم الفاهم المدرك للامور المحب للانسانية، لذا قد يكون ضرباً من الخيال او مثل ماء السراب يوم الحر، ربما يحسبه البعض نوعاً من الجنون او المس او الاصابة بمرض نفسي يحتاج الى مراجعة الاطباء ولكنه ليس ذلك كله بل محاولة من نسج الخيال و الفكر المفتوح على مصراعيها و قداتهم بمن حلموا بالمدينة الفاضلة من قبلي ولكنهم بدأو و أصرو و اثبتوا و كافحوا حتى حققوا و وصلوا و اقنعوا كل من حولهم بان احلامهم حقيقة يمكن ان تكون واقعاً ملموساً ان الحلم هي الرؤية التي لا حساب عليه ولا رقابة ولا مسائلة، وحلمي هذه المرة اكبر من ذي قبل و اوسع مدى ففيه نفع زائد وخير وعطاء وسعادة البشرية، فهل هناك آذاناُ صاغية او قلوباً حنونة او عقل مدبر يشاركني في حلمى ويعمل ويجتهد وكفانا بالقول انها المصالح و المستحيل في التغيرلا قوة لنا ولا حول وهذا دليل الضعف فكم من انسان غير مجرى التاريخ و سجل اروع الامثلة وزين صفحات حياته بحروف من الذهب لا يزال كلماتهم ومواقفهم حية وتجد صداها في كل زمن وحين، علينا ان لا نستسلم ولا ندع القلق ان تساورنا وتسيطر علينا بل يحب التفاؤل والاقدام على الخير، لان ايام العمر محدودة والحياة قصيرة ويتطلب منا الكثير فعلينا ان نجتهد ونستثمر الفرص لنقول ونبني وننصح ونبذل ونخرج طاقاتنا خدمة للانسانية .

احلم بعالم خالٍ من الصراعات و الحروب والتهديد ومن احلامي الخاصة ان أرى :

1 ــ اتفاق امريكا وايران على وقف الصراع القائم بينهما وايقاف الحرب بالوكالة ويتبادل الوفود ويجتمع رؤسائهما فى جو من المودة والتوقيع على اتفاقات التعاون والتبادل المعرفي والاقتصادي ويلتزم كل منهما بحدودهما ينعمان بالخيرات وانتهاء سياسة التخويف والتجويع والحصار والكره فلكل منهما شعب ذا اصول وحضارة خدموا الانسانية كثيراً وعندها ستكون المنطقة مقبلة على البناء والتطور .

2 ــ حلمت ان يتفق السنة مع الشيعة، وينتهي هذا الحراك والجدال القائم وكل منهما يدعى بالاحقية والصواب و يتهم الاخر بانه من الخوارج يحللون قتلهم وانتهاك اعراضهم وممتلكاتهم و الاسلام هو الضحية وكل منهما اسير لتوجيهات غيره لا خيار له الا التنفيذ دون المناقشة .

3 ــ حلمتت ان منظمة الامم المتحدة تلعب دورها في تحقيق الامن والسلم الدوليين وان قراراتها تصب في صالح الانسانية لا دخل للدول العظمى في رسم سياستها وتضع حداً للقتل والتسليح والتهجير والعيش في المخيمات، بل يدافع عن الانسان لانه انسان بعيداً عن قوميته ودينه وفكره وتوجهه، لا مكان لفيتو الدول فيها ولا سلطان عليها وقراراتها نافذة ملزمة، مجلس أمنها ليس حصراً على دول معنية وتنتقل بمقرها ارجاء العالم .

4 ــ حلمت كف الانسان عن افكاره التوسعية على حساب ارواح و اراضي بني الانسان هذه الفكره تضع حقوق الانسان وحمايته في اخر السلم تحت الاقدام والاقذار وتكتفي الدول عنها وتلتزم بحدودها المرسوم لها فلا يكون للقواعد العسكرية والاحتلال والتحرير وجود وينتهي الوجود التركي في العراق وسوريا وقبرص واخيراً ليبيا والوجود الايراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والامريكى في العالم باسره وكذا البريطاني و الفرنسي و الايطالي …. الخ لينعم الشعوب بحقوقها ويقرورن مصيرهم .

5 ــ حلمت ان الانسانية بكل مالها من معاني قد حلت محل المصالح و ما ان ينادى مناد للمساعدة الا وتبدأ عشرات الايادي تتجه نحوه لانقاذه دون النظر الى دينه و قوميته و لونه و آراءه ويحل الحرية و المساواة والعدل و الاخاء محل المطامع والمصالح وبقدر تحقيقها تتقدم باتجاه الانسانية، اي يكون الانسانية شعاراً وسلماً لتحقيق المصالح لا غير وان حب الانسان واحترامه يكون بمقدار المصالح .

6 ــ حلمت ان الثقة المتبادلة تكون اساس الحياة والتعامل في العائلة و المدنية والعالم وقد تغيرمفهوم ان السياسة هى الكذب والافتزاء والاحتيال والاستحواذ وتحولت الى فن ادارة الحكم والدولة .

وللحديث بقية … مع الامل ان ابقى حالماً و لا ارى الواقع المرير الدموي المصالحي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here