ضررالمرجعية ودورها في خلو المجتمع الشيعي من الحكماء !

خضير طاهر
كما هو معروف ان الفكر التقليدي الشيعي لايوجد فيه بدعة المرجع الديني المتسلط على عقول وإرادة الناس والمستنزف لأموالهم ، وإنما بدعة المرجعية أوجدها رجال الدين المرتزقة الإيرانيين من أجل تحقيق الأرباح المالية والحصول على المكانة الإجتماعية وهي تعبير عن النزعة ( الشاهنشاهية ) الإيرانية التي تدغدغ احلام ألفرس بإن يصبح الفرد ملك الملوك مهيمنا على الناس !
وقد برزت مؤخرا مشكلة خطيرة لدى شيعة العراق في أزمتهم الراهنة تمثلت في خلو المجتمع من شخصيات مستقلة مدنية بارزة تمارس دور الحكماء وتحاول حل المشاكل التي تعصف بالطائفة .. فلا يعقل ان يكون شيعة العراق عدد نفوسهم حوالي 15 مليونا من البشر يعيشون أيتاما من دون أباء موجهين ومرشدين لهم ، من وجهاء وشخصيات ثقافية إجتماعية تتمتع بالحضور والقبول والحكمة والتأثير في الأحداث ، وأن يُترك الشيعة بيد مرجعية إيرانية وعصابات الأحزاب والجميع كما هو معروف جميعهم تتحكم بهم إيران.
في الحرب الأهلية اللبنانية برزت عشرات الشخصيات المسيحية المدنية المؤثرة وشاركت في إنقاذ المسيحيين من خطر الإبادة من قبل أعدائهم .. ولدى الأقباط المصريين الكثير من الشخصيات المنتشرة في الداخل والخارج التي تعمل لخدمة مصالح الأقباط ، وغيرها من الأمثلة .
وسبب هذا النقص لدى شيعة العراق هو هيمنة المرجعية وممارستها خداع الناس وإيهامهم بإن المرجع وكيل الله على الأرض ويعلم علوم الأولين والأخرين ويعرف كل شيء … مما طغى على النخب الشيعية التي تتصف بالثقافة والحكمة وهمش دورها وحرم المجتمع من خدماتها ، ففي ظل وجود المرجع لاأحد يستطيع من الشيعة البروز ويخترق الحصار المفروض على المجتمع الشيعي من قبل اللوبي الإيراني منذ مئات السنين ، والجميع يجب ان يدخل تحت خيمة المرجعية الإيرانية !
وقد تسببت المرجعية في أضرار آخرى فهي منعت الشيعة من دخول المدارس والمشاركة في وظائف الدولة وأقصتهم عن بناء كيانهم ومصيرهم ضمن الدولة العراقية ، وكانت المرجعية دوما عامل هدم وتخريب للروح الوطنية لدى الناس ومنعهم من الإندماج مع أخوانه أبناء بلدهم لدرجة كرست المرجعية الفارسية الفرقة والإختلاف حتى في مواعيد بدء صيام شهر رمضان ومواعيد الأعياد حيث كانت تتعمد مخالفة السنة في عيدي الفطر والأضحى.
الغريب ان المرجع الذي يدعي إمتلاك علم الأولين والآخرين .. فشل في تربية عائلته مثلما صرح على اليوتوب عباس الخوئي ابن المرجع إذ إتهم والده بإهمال عائلته وأولاده وتركهم دون رعاية وفي الآخر أصبحوا لصوصا وسرقوا ملايين الدولارات وهربوا الى لندن ، وقبلهم أبناء المرجع محسن الحكيم حيث كان أولاده عبارة كتلة من المشاكل والخباثة واللصوصية والعمالة لدى إيران ، بل أكثر من هذا عبد العزيز الحكيم كان يشرف بنفسه على تعذيب وقتل الجنود الأسرى العراقيين في إيران ، وكذلك الحال ابن السيستاني محمد رضا لم يستطع والده المرجع تربيته وفق الأصول الصحيحة حيث أصبح أشبه برجل عصابة يمتلك ميليشيا مسلحة وخلايا سرية ومشاريع تجارية وقبض عمولات من شركات النفط مقابل منح العقود لها عن طريق مرشح المرجعية وزير النفط حسين الشهرستاني ، وايضا التدخل في شؤون العراق السياسية بالتعاون مع إيران لتدمير سيادة البلد ونهب ثرواته !
من حُسن حظ البشرية وجود ثورة الأنترنت وحرية وصول المعلومات .. فقد ساهم الأنترنت في تسديد ضربات شديدة وفي منتهى العنف الى رجال الدين ، بل حتى الى الأديان ، وحطم خرافة إحتكار الحقيقة من قبل رجال الدين ، وقضى على رمزيتهم الوهمية وقدسيتهم الزائفة ، وكان من نتائج هذه الثورة المعلوماتية شيوع التنوير وتفتح الوعي وتكاثر المتحررين من سجون الأديان والذين إختاروا التمرد والخروج الى فضاء الحرية !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here