[القافِلُون]! [١]

[القافِلُون]!
[١]
بَين [القافُل] و [جُوكر] أَحزاب السُّلطة و [الذَّيل]
{أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}؟!
نـــــــــــــزار حيدر
ورُبما جاءَ المُصطلحُ من مفهومِ هذه الآيةِ المُباركةِ قولُ العراقيِّين [قافُل] عندما يريدُون أَن يصِفُوا أَحداً يعبدُ رمزاً ما، فهو يرفضُ النِّقاش والحِوار إِلَّا في مدحهِ والثَّناءِ عليهِ، أَو في ذمِّ مُعارضيه ومُناوئيه.
فلقد سأَلُوا مرَّة مواطناً يمنيّاً عن حالِ الأَدبِ في بلادهِ في عهدِ حُكمِ الأَئِمَّة، فأَجابَ؛ الأَدبُ عندنا على نَوعَين، في مدحِ الإِمام وفي ذمِّ مُناوئِيه!.
ومِن علاماتِ [القافُل] أَنَّهُ؛
*لا يُفكِّر بعقلهِ الذي منحهُ إِجازةً مفتوحةً أَو سلَّمهُ لـ [القائدِ الضَّرورة] الذي صدَّقهُ عندما قالَ لهُ {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}.
فلماذا يُتعِبُ [القافُل] عقلهُ بالتَّفكيرِ إِذن؟!.
*يرفُضُ أَيَّ تطوُّيرٍ في الفكرِ والرَّأي والرُّؤية إِلَّا إِذا قالَ بها [زعيمهُ الأَوحد] فما عدا ذلكَ هُراءٌ لا معنى لهُ.
*هو لا يقرأُ وإِذا قرأَ فلا يقرأُ المكتوب وإِنَّما يقرأُ الذي في ذهنهِ، أَو يدَّعي أَنَّهُ يقرأ النَّوايا.
فلقد مرَّ رجلٌ بطريقِ الحجَّاج وقال بصوتٍ مُرتفعٍ؛ [لا إِلهَ إِلَّا الله].
فأَمرَ الحجَّاجُ زبانِيتهُ بإِحضارهِ.
مَثُلَ الرَّجلُ بينَ يدَيهِ فسأَلهُ الحجَّاج؛ لِماذا قُلتَ [لا إِلهَ إِلَّا الله]؟!.
إِستغربَ الرَّجلُ مِن سؤَالهِ، فردَّ عليهِ؛ وهل قولُ [لا إِلهَ إِلَّا الله] ممنُوعٌ في بلادِنا؟!.
فأَجابهُ الحجَّاج؛ لا أَبداً ولكنَّك قُلتَ من تلكَ [لا إِلهَ إِلَّا الله] وليسَ مِن هذهِ [لا إِلهَ إِلَّا الله].
فأَمرَ الحجَّاجُ [ميليشياتهُ] فضَربت عُنُقَ الرَّجُل!.
[القافلُونَ] {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ}.
إِنَّهم يحلمُون بالقلمِ الحُرِّ الشُّجاع الذي تصدَّى لفضحهِم وتعريتهِم كوابيسَ تُلاحقهُم في مناماتهِم.
*لا يناقشُ الأَفكار والآراء وإِنَّما يُناقش الخلفيَّات والأَسماء والمُسمَّيات، ولذلك فهو يُراوحُ في مكانهِ على صعيدِ الفكرِ والثَّقافة.
*منسوبُ النِّفاقِ عندهُ مُرتفعٌ جدّاً، فعندما يصطدمُ ما في عقلهِ [القافُل] على شيءٍ ما برأيٍ عامٍّ قويٍّ جدّاً أَو بواقعٍ مُختلفٍ عن طريقةِ تفكير [الصَّنم] الذي يعبُدهُ يضطر للقَبُول بهِ على مضضٍ، نِفاقاً وليس عن قناعةٍ.
*ولأَنَّهُ مُتربِّصٌ بالآخرين، يحملُ على مَن يختلفَ معهُ ويُشهِّر بمَن لا يتَّفق معَ رأيهِ [القافُل] عليهِ، لذلكَ يلجأ بعضهُم إِلى مُداراتهِ على حسابِ الحقِّ والحقيقةِ إِتِّقاءَ شرِّهِ ولسانهِ الفحَّاش.
*يخلُط الأُمور ليجدَ الحُجَّة للإِستمرارِ في الدِّفاعِ عن فكرةِ [زعيمهِ الأَوحد].
يتستَّر خلفَ المُقدَّسات ويتلفَّع بعباءة الدِّين والمذهب لتسويقِ ما [قفُلَ] عليهِ عقلهُ.
*لا يعرفُ النِّقاش والحِوار فكلُّ جُهدهُ السَّب والشَّتم والتهجُّم والإِتِّهام والكذِب والدَّجل، وكلُّ ذلكَ من أَجلِ أَن يحمي فكرة [القائد الضَّرورة] فقط!.
وإِذا اضطرَّ فيُهدِّدُ القلم الحُر الشُّجاع برَصاص [ميليشيات أَحزاب السُّلطة].
*يريدُ أَن يقرأَ لكَ أَو يسمعَ منكَ رأياً واحداً فقط هو الذي ينسجم معَ ما يحملهُ في مُخيَّلتهِ، والذي رسمهُ لهُ [زعيمهُ الأَوحد].
*يتنقَّلُ بينَ مجموعاتِ التَّواصُل الإِجتماعي كالسَّعدانِ، مُحرِّضاً ضدَّ الأَقلامِ الحُرَّةِ بكلِّ الوسائلِ غَير المشروعةِ، ففرائصهُ ترتعِدُ إِذا فضحَ قلمٌ [عجلاً سميناً] أَو داسَ على طرفِ ذيلهِ.
يشبهُ حالهُ قَولَ الطَّاغية مُعاوية بن أَبي سُفيان لابنِ عبَّاس الذي كان يفضحَهُ بلسانِ أَميرِ المُؤمنينَ [عليهِ السَّلام] [إِكفني نفسكَ وكُفَّ عنِّي لِسانكَ، وإِن كُنتَ لابُدَّ فاعِلاً فليكُن ذلكَ سِرّاً ولا يسمعهُ أَحدٌ مِنكَ علانيةً].
أَمَّا القلم الحُر فلسانُ حالهِ قولَ أَبا ذرٍّ الذي قال [والله لقد أَلَّبتُ عليهِ حتى الأَعرابيُّ الذي في الصَّحراء].
*و [القافُل] يظنُّ أَنَّ كُلَّ النَّاس مثلهُ، أَقلامٌ تحت الطَّلب، أَو أَقلامٌ جبانةٌ تتراجعُ إِذا تعرَّضت للتَّشهيرِ والتَّسقيطِ، أَو تتغيَّر وتتبدَّل إِذا برقَ الذَّهبُ في عينها!.
القلمُ الحرُّ يتمثَّلُ أَبداً بقولِ الله تعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
*يتبع…
٢١ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
*ولِمَن أَحبَّ متابعتي في قناتي الخاصَّة على الواتس آب؛
يُرجى الإِشتراك بها من خلال الرَّابط التَّالي؛
‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here