أين هيبة الدولة عندما تقوم احدى المليشيات بتهديد رئيس الجمهورية ؟

في عراق المليشيات الارهابية الموالية الى أيران . تجاوزت كل الحدود في المنطق والعقل , بهذا الاستهتار الوقح والصلف بالتهديد رئيس الجمهورية بالطرد والقتل , بفعلها هذا الشائن والمتهور , يعني انها فوق القانون . وتفرض نفسها على الدولة بتهديد حامي الدستور والقانون . لقد تعودت هذه المليشيات الوقحة ان تفرض سيطرتها على المواطن والدولة , ضمن الشلل والفوضى السائدة في العراق . فهي تقوم بفرض سطوتها على الجميع لانها اصبحت هي الدولة , والدولة هي , بفرض غرامات وفديات و ( خاوات ) وجزية . على المواطنين ومن يرفض الدفع المالي نصيبه الخطف والاغتيال . وعلى المحلات والشركات ضريبة مالية , ومن يرفض تقوم بعمليات الحرق والنهب والتخريب الى ممتلكات المواطنين . واخيراً حجز عشرات الشاحنات في اجبارها على دفع ( الخاوة ) وإلا لا يسمح لها بالعبور . هكذا تتصرف المليشيات ذيول ايران في العراق . بأنها تتصرف كأنها هي الحاكم الفعلي على العراق . ولهذا ليس غريباً ان يأتي التهديد الى رئيس الجمهورية , لكنه يعطي الصورة الكاملة الى الانحدار الذي وصل اليه العراق في ظل الاحزاب الشيعية , حتى ضاعت القيم والاخلاق والمعايير . وبماذا يفسر تكريم الجلاد الذي ارتكب مجزرة دموية في محافظة ذي قار , وراح ضحية المجزرة الرهيبة 56 شهيداً ومئات الجرحى , يكرم المجرم ذي قار ( جميل الشمري ) بمنصب عسكري رفيع . فأين هيبة الدولة بالمحافظة على سلامة المواطنين ؟ والقصاص من المجرمين القتلة ؟ . والدفاع عن القانون والدستور من القتلة الخارجين على كل الاعراف الانسانية والقانونية ؟. سوى انها تعطي لنفسها وصف دولة عصابات وحشية وارهابية , تمتهن الاجرام والقتل . وهي تفعل يومياً بالقتل والاغتيال حتى بلغ عدد الضحايا حسب تصريح رئيس الجمهورية اكثر من 600 متظاهر , في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقها الشرعية حسب الدستور الذي يسمح بالتظاهر السلمي وحرية التعبير . لكن هذه المليشيات لا تعرف سوى لغة الدماء والقتل . لذلك قامت بحرية كاملة مدعومة من حكومة عادل عبدالمهدي ومن مكتبه الخاص , في استخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين واغتيال نشطاء الحراك الشعبي . لان الحكومة والاحزاب الشيعية فشلت في كل الحلول والمعالجات , وباتت مشلولة مهددة بالسقوط والانهيار , لذلك تقوم هذه المليشيات الارهابية التابعة الى ايران , في عملية القتل والقمع الدموي , في سبيل مد طوق النجاة الى الحكم الطائفي , والى الاحزاب الشيعية وانقاذها من السقوط المحتم . رغم ان اغلب المتظاهرين هم من ابناء الحشد الشعبي ودافعوا عن الوطن في محاربتهم تنظيم داعش الارهابي , وقدموا الآف الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن , ولكن في الاخير بعد انتصارهم الكبير على داعش المجرم , رجعوا بخفي حنين , بينما قياداتهم تنعموا بالامتيازات والاموال والجاه والنفوذ, فقد باعوا اولاد الخايبة بسعر زهيد , وارتمت هذه القيادات الخائنة والفاسدة في احضان ايران واصبحوا ذيولها الطويلة , وتدافع عن مصالح ايران وتتنكر الى مصالح العراق الوطنية . بذلك خانوا العهد والمسؤولية وصعدوا على اكتاف الشهداء لمنافعهم الخاصة . واستولوا على الدولة حتى القوات الامنية تخشاهم ولا تتدخل , حينما يمارسون القتل والاغتيال والاختطاف .
ان هذه المليشيات اسقطت هيبة الدولة والعراق , وجعلته في موقف حرج وخطير في الداخل والخارج .
وقبل ايام اجتمعوا في ايران في مباركة سيدهم الاكبر خامئني , وبتخطيط من ايران , حتى لا يفلت العراق منها , لانها وضعت العراق في جيبها واصبح هو موردها المالي الاساسي , وبغير الاموال العراق التي تتدفق بالمليارات الدولارية بلا حساب , لكان نظام خامئي آيل بالانهيار والسقوط , لذلك يجدون ان التظاهرات وثورة الشباب , هي الحجرة والعقبة التي تمنعهم من ابتلاع العراق . لذلك قرروا بنزول بتظاهرة حسب ما يدعون ( مليونية !!!! ) من مليشياتهم في يوم الجمعة المصادف 24 – 1 – 2020 . بحجة المطالبة بطرد الوجود الامريكي , ولكن هدفها الحقيقي هو الهجوم على المتظاهرين وافراغ ساحات التظاهر . حتى يحققون الهدف الحقيقي بانقاذ نظام الحكم الطائفي , واعطى اكسير الحياة الى الاحزاب الشيعية التي فقدت رصيدها كلياً في الشارع والسياسة . هكذا خطط صقور المليشيات التابعة الى ايران في غرضهم الخبيث والشيطاني , ولكن قوة وعزم وصلابة صمود المتظاهرين بهذا الزخم الشعبي الواسع هيهات ان يفلحوا , لا يمكن كسر متانة الثورة وهي تقترب من النصر النهائي على طحالب ايران , أن هذه المحاولة التي خطط لها في ايران , ستفشل كما فشلت محاولاتهم السابقة , وقد جربوا كل المحاولات الدموية والخبيثة , وتخرج ثورة الشباب منها , اكثر قوة وعزماً وارادة صلبة , لانها ثورة وطن . ثورة كرامة . وان ارادة الشعب اقوى من جرابيع ايران . وان المشرع الايراني يعاني الموت البطيء , وسيموت ولا يمكن ان يعود الى الحياة
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here