صراع المناصب يشتد داخل مؤسسة “المليشيات” .. الفياض “مغضوب عليه” والبصري بديلاً عن العامري

صراع المناصب يشتد داخل مؤسسة "المليشيات" .. الفياض "مغضوب عليه" والبصري بديلاً عن العامري

مثّل انتخاب مجلس شورى ميليشيات الحشد الشعبي “أبو علي البصري” نائباً لرئيس هيئة الحشد الشعبي خلفاً لأبو مهدي المهندس، مفاجأة في الأوساط السياسية والشعبية، إذ أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عبدالكريم خلف، مؤخرًا الاتفاق على تسمية هادي العامري، بديلاً للمهندس، ما يعكس طبيعة الصراع داخل مؤسسة  “المليشيات”.

لكن البصري ، نفى هذا التعيين ، وأكد استعداده ، لتسلم أي منصب ، على رغم صدور بيان رسمي من مجلس الشورى يؤكد تعيينه.البصري خلفاً للمهندس

والبصري يعد من الرعيل الأول لقوات بدر المسلحة المنضوية تحت فصائل الحشد الشعبي.

وبعد مقتل رجل إيران الأول في العراق أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أميركية، أفادت مصادر، بعزم طهران على إجراء تغييرات هيكلية في قيادة الحشد الشعبي، تبدأ بتغيير رئيس الهيئة فالح الفياض، باعتباره غير مرغوب فيه لدى قادة الفصائل المسلحة ، ودخل في سجالات وخلافات سابقة مع نائب رئيس الهيئة المقتول أبو مهدي المهندس.

وبحسب مصدر في هيئة الحشد، فإن “حديثاً يدور بين قادة ألوية وفصائل وشخصيات نافذة بشأن إمكانية تغيير فالح الفياض، بشخصية موالية لإيران بشكل أكبر، لمنع أي احتكاك قد يحصل داخل الهيئة، خاصة في ظل غياب المهندس، الذي كان حلقة الوصل بين الألوية والفصائل، ومنع غير مرة الاحتكاك بالقوات الأمنية النظامية”.

وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ(باسنيوز) أن “الخيارات مطروحة حالياً، بشأن عدة شخصيات لتولي هذا المنصب، منها هادي العامري ، فضلاً عن أبو آلاء الولائي، أو شخصية مقربة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، باعتباره أصبح قريبًا من المحور الإيراني مؤخراً”.Image result for ‫خليفة سليماني مع الخزعلي‬‎

ما هي حظوظ هادي العامري؟

مراقبون للشأن العراقي، يرون إمكانية أن يكون الرجل الأكثر حظاً لتولي هذا المنصب هو زعيم منظمة بدر هادي العامري، كونه الرجل الأقرب إلى إيران وعمل سابقاً مع الحرس الثوري، في ثمانينات القرن الماضي.

وتشير تقارير إعلامية إلى أنه بعد اجتماع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقادة الحشد الشعبي مع قائد فيلق القدس الجديد العميد اسماعيل قآني، في  مدينة قم الايرانية، طلب قآني من الصدر دعم تولي هادي العامري لمنصب رئيس هيئة الحشد الشعبي في الوقت الحاضر.Image result for ‫خليفة سليماني مع الخزعلي‬‎

والسبب الأهم الذي دفع قآني للدفع بهادي العامري – بحسب مختصين –  يتمثل في قدرته على قيادة الميليشيات ، وضمان الانسيابية ، والتحكم بقادتها، وكذلك إحكام السيطرة على أموال وأسلحة الحشد الشعبي وتوظيفها وفق رؤية فيلق القدس الإيراني، خاصة وأن العامري، له تجارب سابقة، في التعامل مع المليشيات المسلحة، وتحصيل الموارد المالية لها من المنافذ الحدودية، وإدارة تلك الأموال.

ما هو موقف الصدر؟

وفي كواليس لقاء الصدر، بقادة الحشد الشعبي، في إيران مؤخراً، سرّبت وكالات أنباء، بأن الصدر، لم يبد أية ممانعة لترشيح العامري، بشرط الحصول على نصف المناصب القيادية في هيئة الحشد الشعبي، وأن يكون هناك تعزيز لدور ميليشيا سرايا السلام التابعة له .

واعتبر مراقبون عراقيون أن الصدر، وإن ميز نفسه عن قادة الفصائل المسلحة خلال الفترة الماضية، إلا أنه اقترب كثيرا منهم بسبب التصعيد الحاصل ومسألة إخراج القوات الأجنبية من البلاد، لكن هذا التقارب وقتي وليس استراتيجياً.Image result for ‫الصدر في ايران‬‎

الباحث في الشأن السياسي، وائل الشمري، يرى أن ” الصدر يعزف على وتر إخراج الوجود الأجنبي من البلاد، إذ أنه بنى شعبية كبيرة جرّاء هذا المسلك، منذ سقوط نظام صدام حسين، لذلك التقارب الحاصل مع قادة الفصائل المسلحة، وذوبان الجليد بين الجانبين، لا يعني انتهاء العداء الحاصل، وإيمان الصدر بولاية الفقيه التي يؤمن بها قادة تلك المليشيات، وإنما يمكن فهم ذلك في سياق الأزمة العراقية، التي من الممكن أن تجمع الفرقاء على طاولة واحدة”.

وأضاف الشمري في حديثه لـ(باسنيوز) أن “التسريبات بشأن اشتراط الصدر الحصول على مناصب في هيئة الحشد، تمثل جزءًا من الحقيقة، حيث يأتي في سياق تمكين سرايا السلام، في هيئة الحشد الشعبي، وهو تحول مهم، في كيان هذا التكتل، وربما يكون خلال الفترة القادمة ، وجود للسرايا بشكل واضح، وعلى مستوى القيادة”.

قادة الميليشيات يعودون إلى حضن الصدر

واجتمع زعيم التيار الصدري مع عدد من الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي في مدينة قم الإيرانية الأسبوع الماضي ، حيث أعلن نفسه “رئيساً للمقاومة”.

وقادة الفصائل المسلحة اساساً هم قريبون من الصدر، حيث انشقت كل من ميليشيات ”عصائب أهل الحق“ و ”النجباء“ عن التيار الصدري ، خلال السنوات الماضية ، بسبب الخلافات بين الجانبين على جملة من الملفات، حيث شاركت ”النجباء“ في القتال الدائر بسوريا، والقتال ضد داعش، ضمن صفوف ميليشيات الحشد الشعبي، فيما تحولت ”العصائب“ إلى حركة سياسية بتمثيل قانوني، وجناح مسلح.Related image

ودخل الصدر في سجالات حادة مع قادة الميليشيات ، منذ اندلاع الاحتجاجات العراقية قبل ثلاثة أشهر، حيث تعرض آلاف المتظاهرين إلى القتل والاختطاف والتعذيب على يد مجموعات مسلحة، تنتمي إلى الحشد الشعبي، وتحديدا كتائب حزب الله، التي كان يتزعمها المهندس، حيث واجهت اتهامات بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين.

وتحالف الصدر سابقا مع زعيم تحالف الفتح المقرب من إيران هادي العامري، لكنه فض التحالف لاحقا ، وسرعان ما عاد الصدر إلى العامري والفصائل المسلحة الأخرى ، للاتفاق على جملة من الملفات تتعلق بالتعاطي مع الأزمة الراهنة، وهو ما اعتبر تناقضا في قرارات الزعيم الشاب الذي يحظى بشعبية واسعة داخل الأوساط الشيعية.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here