دعوة الى ثوار تشرين للتحول من حب التضحية وإنتظار قتلهم الى محاربة العدو

خضير طاهر
في مجمتعاتنا بسبب الثقافة السياسية – الدينية المغلوطة تسودها قناعة (( مازوخية )) بالمعنى النفسي الشامل وليس الجسدي ، تتمثل في حب التضحية وتلقى الضربات والسجون والتعذيب والإعدامات والقتل .. ومن ثم التمجد والتفاخر بما يحصل للفرد أو الجماعة من إضطهاد وقمع وقتل على أيدي السلطة ومن معها ، وإعتبار الأمر نضالا بطوليا ، بينما هو في حقيقة الأمر هزيمة امام العدو وخسارة بشرية ومادية .. وهذه الرومانسيات الثورية عائق خطير في أخذ زمام المبادرة والإنتقال الى الفعل ومحاربة العدو من أجل التغيير .
ثوار تشرين الأبطال هم أبناء هذه الثقافة السياسية المغلوطة .. ووقعوا في خطأ تقدير الواقع وكيفية المجابهة مع العدو لتنفيذ مطالبهم ، وراحوا ضحية المفاهيم البراقة مثل : سلمية الثورة في مواجهة أجهزة السلطة والميليشيات وخلفها إيران .. وبالتالي الذي حدث هو إنتظار العدو يأتي لإرتكاب جرائم الخطف والقتل وحرق الخيم … وهذا منافيا لمستلزمات وشروط الثورة ، فلا يوجد تطابق مابين الثورة من أجل محاربة الفاسدين والعملاء وإرادة التغيير .. وبين مفهوم سلمية التظاهر الذي هو مفهوم يتطلب واقعا سياسيا وجغرافيا مغاير لما هو موجود في العراق ، فنحن لسنا في فرنسا أو بريطانيا أو سويسرا أو المانيا حيث دول المؤسسات والقوانين وإحترام حياة البشر … بل نحن في العراق المحكوم من قبل الميليشيات الوحشية التي تدافع عن كرسي السلطة وسرقاتها وأطماعها المستمرة في أموال النفط ، وكذلك تدافع عن المصالح الإيرانية !
فالثوار امام خيارين :
– الخيار الأول : الإكتفاء بالتظاهرات وإنتظار الخطف والقتل من قبل عدوهم لغاية تسرب الى نفوس أكثرهم الخوف والملل والحاجة الى الهدوء والإستقرار والعمل والدراسة وعندها تنطفيء شعلة الثورة وتضعف وتتلاشى نتيجة إصرار نظام الميلشيات على مواصلة جرائمه ورفض التنحي عن السلطة .
– والخيار الثاني : هو التحول والإنتقال من الحراك السلمي السلبي الذي كبدهم الخسائر البشرية والمعنوية دون نتيجة ، الى القيام بالثورة الحقيقية والمبادرة الى الفعل وتغيير الواقع بقوة السلاح وإعلان الحرب على سلطة الأحزاب وميليشياتها .. وما ينتج من خسائر بشرية جراء الحرب المسلحة هو نتيجة طبيعية للثورة ولابدها منها ، فأنت امام قوى ميليشياوية متوحشة مستعدة لإرتكاب أبشع المجازر ضد الثوار وعموم الشعب ، ورسالة وواجب الشرفاء من أبناء الشعب القيام بواجبهم الوطني في التصدي لهذه القوى الشريرة وتطهير البلد منها .
ان الثورة لها ثمن ، ويجب ان يُدفع هذا الثمن في ساحة المواجهة ومهاجمة أعداء الوطن .. وليس في إنتظار الموت في حراك سلمي تُرك من دون دعم دولي أعزل ينتظر نحره .. هذه ليست ثورة بل إنتحار جماعي .. وعهدنا بالثوار البواسل لديهم طاقات هائلة من الشجاعة والمبادرات والقدرة على شن الهجمات على عدوهم وإنزال العقاب الصارم به .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here