عندما تغضب السماء


عندما تغضب السماء

عبد صبري ابو ربيع

ويلٌ لك يا آدم

لا ترتضي جنة

ولا نعيماً دائم

دفعتك ، أغرتك حواء

بالثمر المحرم

وكنت طريداً عارياً

تقتل السكون وتزرع الدم

صار وصلها صخرة عمياء

ومأتم

الدم يجري

والسماء تتكدر

وقلنا يا نار

كوني برداً وسلاما

على محطم الاصنام

وكنت يا نـــوح

جليس الطرقات

تخاطب العقول السائباتِ

والسنين تجري

مثل ســــــــراب

وهم يمرحون يضحكون

وسفينتك جنب الرحاب ِ

التنور يفورُ

والموج يخلع الاطلال والهضاب

وحواء تخلع

اثواب المســـــــــــاء ِ

ومواء القطط

تستفز الضباع والجراء ِ

استباحوك بالعجل ياموسى

ونامت عيون الضباء ِ

والزمان يشيخ

والبحر يبتلع المنافقين

صنعوا العجل

من افواه المفترين

والريح لها نغمٌ وصهيل

يشترون الحياة

بأبخس الاثمان ِ

ولحاهم تصنع الزنار

لقوارير المعابد

وانت في المهد

تستصرخ السماء

انا القيامة

وانا الحيُ الذي لا يموت

اخلق لكم من الطين

كهيئة الطيـــر ِ

قادوك الى الصليب

يدقون المسمار

في الكفين والقدمين ِ

خلصني يا ربي

من هذا الالم المهين

دمدم الرعدُ

وأسود الفضاء

وانشقت ابواب الذهول ِ

تساقطت حجارة كالسجيل

صاروا كعصفٍ مأكول

وخبت نار المجوس

قالوا هو ذا الخاتمُ

حملوا السيوف

يذبحون ويقتلون

يلبسون الدمسق والحرير

ويوم الحشر قريب

ويبقى الانسان

يحمل سيفه بين الضلوع

والسماء في كل عام

تمطر اجمل الزهور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here