سيادة المطران عطا الله حنا : ” نقول لابناء شعبنا في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها لا تقبلوا بأن يتم اغراقكم…

في ثقافة الاستسلام والاحباط والقنوط “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأننا نقول لابناء شعبنا الفلسطيني عامة ولشبابنا وابناءنا بنوع خاص بأن لا تقبلوا بأن يتم اغراقكم في ثقافة الاستسلام والاحباط والقنوط ونحن نشاهد امامنا هذا الكم الهائل من المؤامرات التي تحيط بنا وحالة التخاذل والتآمر الامريكي ومعها ايضا حلفائها في منطقتنا وفي غيرها من الاماكن .

لا ننكر على الاطلاق ان الصورة قاتمة وما ينتظرنا هو اصعب بكثير مما مررنا به حتى اليوم ، ولا ننكر ان هنالك مؤامرات هدفها تصفية القضية الفلسطينية ومسرحية واشنطن الاخيرة لم تكن المسرحية الاولى في هذا الاطار ويبدو انها لن تكون الاخيرة.

ان الرسائل التي تريد امريكا ان تصل الينا كفلسطينيين بأن اقبلوا بهذا الوضع الراهن القائم امامكم وتنازلوا عن حقوقكم ، اشطبوا القدس من قاموسكم وانسوا حق العودة فهذا ما تريده منا امريكا وحلفاءها ، وفي المقابل نحن مطالبون كفلسطينيين بان نكون على قدر كبير من الحكمة والمسؤولية والدراية فنحن لسنا على عجلة من امرنا لكي نقبل بحلول استسلامية وغير منصفة وكما انتظرنا سبعين عاما يمكننا ان ننتظر مئة عام اخرى ولكننا لسنا مستعدين للتنازل عن ثوابتنا وانتماءنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا .

ان امريكا وحلفاءها لا يريدون فقط نهب الاراضي الفلسطينية وتهويد القدس واسرلتها بل يريدون للفلسطيني ان يكون في حالة احباط ويأس وقنوط وهنا اود ان اقول لابناء شعبنا ولشريحة الشباب بشكل خاص لا تستسلموا ولا تشعروا باليأس والاحباط امام هذا الكم الهائل من المؤامرات بل اقرأوا التاريخ جيدا لكي تكتشفوا بأن كل استعمار في هذا العالم كانت له بداية وكانت له نهاية ايضا .

ونظام الفصل العنصري القائم في فلسطين لن يستمر وسوف ينهار في وقت من الاوقات كما انهار نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ، فلا يضيع حق وراءه مطالب .

اذا كنا كفلسطينيين في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها لسنا قادرين على تحرير وطننا وتحقيق ثوابتنا وامنياتنا الوطنية فما هو مطلوب منا في هذه المرحلة ان نتمسك بهذه الثوابت وان نتمسك بفلسطين وعاصمتها القدس كما وحق العودة وان نترك هذه القضية للاجيال الصاعدة ومن يظن انه قادر على شطب فلسطين من على الخارطة وتصفية القضية الفلسطينية سيكتشف عاجلا ام اجلا انه فشل فشلا ذريعا ففلسطين ليست كومة تراب او حجارة بل هي الانسان المثقف الواعي المنتمي لوطنه والمدافع عن قضية شعبه ، واولئك الذين نكبوا شعبنا وسرقوا ارضنا يريدون اليوم سرقة ثقافتنا والنيل من معنوياتنا لكي نعيش في حالة احباط ويأس وقنوط وهذا لن يحدث على الاطلاق.

حذار من الاحباط والاستسلام والقنوط وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها حيث المؤامرات تستهدفنا من كل حدب وصوب ونحن نعيش في مرحلة نحتاج فيها لمزيد من الوعي والانتماء والصدق والرصانة والوطنية الحقة ونبذ الانقسامات والتصدعات الفلسطينية الداخلية .

لا تتأثروا بما سمعتموه في البيت الابيض فهذا ليس بجديد فالادارات الامريكية المتعاقبة كانت دوما منحازة للاحتلال وما سمعناه من ترامب ليس غريبا فهذه هي امريكا وهذه هي سياساتها وهذا هو موقفها المعادي لشعبنا الفلسطيني ولامتنا العربية.

نراهن على شعبنا وعلى شبابنا بشكل خاص انهم سيواصلون مسيرة النضال والكفاح حتى الحرية واستعادة الحقوق السليبة فكلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسنا.

وقد جاءت كلمة سيادة المطران هذه لدى استقباله اليوم وفدا من طلاب جامعة بيرزيت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here