إنتصار الجيش السوري في إدلب

أحمد الخالد

حررت القوات المسلحة السورية في 29 يناير/ كانون الثاني معرة النعمان، ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب، من المجموعات الإرهابية في المعركة العنيفة ضد المقاتلين الموالين لتركيا. وتشعر أنقرة بالقلق بسبب النجاح العسكري للسلطات السورية الرسمية وانهيار مشروعها لإنشاء الجيب الإرهابي على الحدود مع سوريا.

وفي هذا الصدد، أطلقت تركيا العملية الإعلامية لغرض تشويه سمعة الحكومة السورية وحليفها الروسي بتهمة تدمير البنية التحتية المدنية وسقوط العديد من الضحايا المدنيين. وتوزع تركيا المعلومات الخاطئة حول نزوح السوريين من معرة النعمان والخسائر الكبيرة بين المدنيين.

وفي نفس الوقت، نشرت المنظمة لحقوق الإنسان المستقلة المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريرًا يفيد بأن القوات السورية قتلت شخصين فقط خلال عمليتها العسكرية تهدف إلى تحرير معرة النعمان. ويشير ذلك إلى أنه تحاول دمشق تجنب سقوط ضحايا من المدنيين، حينما تدير أنقرة الحملة الإعلامية لردع الهجوم السوري ومنع قوات الأسد من تدمير المسلحين التابعيين لتركيا الذين يعانون من خسائر ضخمة و يهربون من المدينة.

وتجدر الإشارة إلى أن ما يسمى باللاجئين من معرة النعمان هم في الواقع مقاتلون من الجماعات المتطرفة المؤيدة لتركيا الذين تم إجلاؤهم من المدينة التي حررتها القوات الحكومية.ويستمر الإرهابيون في استعمال هذه الطريقة لتجنب المسؤولية عن جرائمهم. وهدف آخر لخروج المتشددين من معرة النعمان هو ضرورة إعادة تجميع صفوفهم والتعويض عن الخسائر من أجل مواصلة الصراع المسلح ضد الشعب السوري والحكومة الشرعية لصالح تركيا.

الجدير بالذكر أن الأحداث التي وقعت مؤخرا في منطقة تخفيف التصعيد إدلب كشفت خيانة الأتراك للمجموعات المسلحة التي يسيطرون عليها. ولم يقدم الجيش التركي أي دعم عسكري للمسلحين خلال المعارك وسمح للقوات الحكومية باحتلال إحدى أهم المدن في المحافظة.

وبالإضافة إلى ذلك، يبيد الأتراك حلفائهم السوريين السابقين على الحدود السورية التركية. ويزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حرس الحدود التركي يطلق النار على المتشددين الذين يحاولون عبور الحدود فراراً من القوات الحكومية.

ومن الواضح أن تنهزم أنقرة في المعركة الأخيرة من أجل سوريا. يستخدم الأتراك اليائسين كل الوسائل، بما في ذلك حرب المعلومات ضد الأسد و إبادة الإرهابيين الذين يفرون من ساحة المعركة، سعياً إلى “حفظ ماء الوجه” بعد هزيمتهم في المغامرة السورية. يوم بعد يوم، تقترب القيادة التركية من الكارثة. فإن حتى الحملة الإعلامية المزيفة عن النزوح الجماعي للسوريين من معرة النعمان لا تنقذ الإرهابيين الموالين لتركيا من الانتقام السوري.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here