ثقافة الاجيال في بلاد المهجر

شهاب وهاب رستم

بلدان المهجر يجتمع فيها العديد من المهاجرين ومن جنسيات مختلفة ، يواجهون صعاب الحياة في الغربة والبعد عن الموطن الذي جاؤا منه ليدخلوا صعاب الحياة في البلد الذي وطأوا اقدامهم على اراضيها . بلد المهجر يستقبل القادمون الباحثون عن لقمة العيش والبحث عن حياة اقتصادية افضل، يستقبل القادمون من أجل العمل لتحسين وضعه الاقتصادي لذلك ومنذ دخوله للبلد يبحث عن العمل ياي شكل من الاشكال. بلد المهجر يستقبلون كذلك اللاجئون السياسيون الذين ذاقوا الامرين من حكام بلدانهم بسبب معارضتهم لأنظمة بلدان التعسفية وهذه الأنظمة ولا تترك لهم إلا خيارين ، اولها تسليم رقيتهمم للسجان والدخول الى السجون والمعتقلات التي لا يتحملها الحيوان قبل الانسان والثانية البحث عن الأمان في بلد من البلدان التي تمنح اللجوء لمثل هؤلاء .

كلا الحالتين ، القادم لاسباب اقتصادية والسياسي الباحث عن الأمان يواجهون صعاب الحياة في المهجر او بلد اللجوء . عليهم الدخول الى المدراس لتعليم اللغة والبحث عن العمل بشكل خاص القادم من اجل تحسين وضعه الاقتصادي لذا تجده يعاني من ضيق الوقت ويتسرع في الامور ويحاول قطع الاشواط باسرع وقت ممكن للوصول الى هدفه والعودة بثروة للبدء بمشاريعهُ او مشروع الحلم الذي يتغرب من اجله ولا علاقة له بالتواصل مع المجتمع الجديد والاندماج في هذا المجتمع او محاولة التكييف مع

التكيف معه مع هذا المجتمع . . اما السياسي فإنه يعاني من الغربة ومن الاخبار من خلال متابعاته اليومية وتواصله الوطن ومع الحزب السياسي المنتمي اليه … وهذا لا يدعه ان يتواصل بشكل جيد مع التعليم او الاندماج مع المجتمع الجديد ، منهم من ينعزل عن المجتمع ويبقى متواصلاً مع الاحدث في بلده وينسى انه في عالم جديد امامه الفرص لينتج منه ما يفيده ويفيد المجتمع الذي جاء منه وكذلك هناك من يتكيف مع المجتمع الجديد ويتواصل في الوقت ذاته مع مجتمعه ولا ينسى علاقاته العائلية والمجتمعية او السياسية فيخرج في النهاية بنتيجة جيدة يمكنه التواصل مع المتغيرات العالمية العلمية والادبية ، بل من الممكن ان يقدم خدمة للانسانية من خلال وجوده في بلاد اللجوء .

الأولاد القادمين مع عوائلهم

ا

ما الأولاد القادمين مع ذويهم الى هذه البلدان فتختلف الامر معهم ، الصغار يتكيفون منذ البدء بالدراسة في المدارس ويتعلمون اللغة بشكل جيد ، اما الاولاد ( الشباب) ، فهم الحد الاوسط بين الصغير والوالد المعبأ بالعادات والتقاليد والعقيدة المذهبية والسياسية والانتماء المجتمعي والعشائري عند الكثيرين منهم وعدم القدرة بالانسلاخ من كل هذه القيم التي ترسخت في داخلهم منذ الصغير (حتى ان أحدهم سمعته يقول انا لست سيارة لافراغي من بنزين البلاد التي جئت منه لمليء خزاني ببنزين هذا البلد ) . الشباب يتقبلون الكثير من المجتمع الجديد مع الاحتفاظ بما جاؤا به من بلدانهم ، مرة يفكر بما يفرض عليه من عادات وتقاليد العائلة ومرة يتمرد ويحاول الاندماج مع البيئة الجدية والحرية التي يجده في كل مكان لا يقيد بالعادات او حتى لا يسأل من هو ومن اين هو قادم بسبب التعددية والتقبل للآخر من قبل الشباب الموجودين معه في المدرسة والشارع والمكتبة , واينما ذهب لا يقيد حريته الفردية.لكنه يبقى يعاني من وجهة علاقاته العائلية مرتبطة باحترام القيم المجتمعية والعائلية وشروط الخروج والدخول من البيت … ومن جهة يميل الى المجتمع الى العلااقت مع الباب في المجتمع الجديد ، لذلك يكون غير مستقراً في وضعه النفسي وفي علاقاته مع الاولاد من مجتمعه القديم والاولاد في المجتمع الجديد ..كما يبقى تحت تأثير العائلة ( الأب)

فيم اذا كان منفتح في حياته على الحياة ويتقبل بالتظورات الاجتماعية او يكون منكمشاً ولا يتقبل بالجديد ويبقى يعيش متقوقعاً في ثيابه الذي جاء به للمجتمع الجديد ..!!

الأولاد الصغار والمولودين في المجتمع الجديد

العائلة التي تطأ قدماه بلد المهجر او اللجوء بكل تأكيد يختلف عن مسقط رأسه حتى ولو كان هناك علاقات ومشتركات في حياته مع هذا المجتمع اكريليكياً ومذهبياً ومن ناحة اللغة .. فما البال اذا كان يختلف بشكل جذري من كل هذه المفاهيم … الطفل الصغير يفتح عينه في رياض الاطفال والمدرسة والحارة على اناس غير الذين كان اهله ، يتأثؤ بهم ، يتعلم لغتهم ، اللعب معهم ، عاداتهم بكل تفاصيلها ، طريقة حياتهم واسلوب كلامهم وطروحاتهم الفكرية واللغوية ، تربيتهم .. وهنا لا بد ان أن نؤكد أن للمدرسة دور كبير ومؤثر عليهم اكثر من دور العائلة .. لذا تجد الطفل يقلد كل ما يراه بادق تفاصيله بل يكون جزء من هذه التفاصيل وينمو فيها … حتى ثقافته يأخذه من هذا المجتمع .. لغته الاصلية لا تتعدة العشرين بالمائة وحنينه لبلد العائلة تكون معدومة او لا تتجوز العشرة بالمائة اذا كان الاب والام يهتمان بغرس ثقافتهم في الطفل ، اما اذا ترك الطفل على هواه فيندمل مائة بالمائة في كل الامور الثقافية والسياسية والاجتماعية وينسى انه كان من مجتمع بثقافة مختلفة عما هو عليه .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here