لا.. أغنيك .. ولا أخليك تستجدي

محمد علي مزهر شعبان

فن الوصول الى السلطة تحت لافتة الغاية تبرر الوسيلة، وكأن ” ميكيافيلي” قد أورث فتوسع إرثه، وعمً حتى غلف الابصار بالتوهان . أي فن أتيت به يا صاحب كتاب ” الامير” حتى أضحيت في السطر الاخير، وكم امسيت قصاد التابعين صغير ؟ بعد مخاض عسير، صدر المرسوم بتعيين الموسوم السيد محمد توفيق علاوي، حمدنا نعمة راعي الدستور، بعد ان قلب وجوه المتقدمين، وفحص أوراق المرشحين، وفق شروط وثوابت، أن لا يكون المتقدم من ورثة السلطة، وأن لا يثير الجدل بين المتخاصمين، ولا شابت في سجله التاريخي شائبة . فطوي الرئيس سجل خدمة ” السيد علاوي” في حضوره كنائب ووزير، واسقط من توزيره تلكم الشروط، فلا بأس ولا ضير لانهاء ازمة، وحل إشكالية أوشكت ان تصل للانفجار . إنها وزارة تصريف أعمال محدودة في زمنها، مقيدة في عملها، تبكر لانتخابات، وتمضية عمل المؤسسات، وتلبية ما قدر للمتظاهرين من مطالبات … ناس ارتضت لما ألت اليه الامور، وغردت على صفحاتها، بأن القادم الجديد، هو إرادة الشعب وقد أجمعت الكتل المتناحره على مرشح أعدوه خلاصة تسويه .

وفجأة تهيج مجاميع وتبح أصوات من حشود المتظاهرين وتتدافع أجساد، تندد وترفض، وأغلقت الشوارع وإسودت الافاق بالدخان بعد الاعلان، بأن المرشح لا يمثلنا وهو من ورثة السلطه، وتلاحقت الاحتجاجات ساحة تظاهر تتبعها ساحة . اذن أي إرادة شعب تلك ؟ هل من صوغ الامر كان بظنه أنه سيمرر الامر؟ هل المتظاهرين لا يعرفوا ماذا يريدون ؟ هل مباركة أمريكا وبعثة الامم كانت رسالة لمن وصفوا” جواكر” واتباع الاهداف والميول ممن كانوا صوتها، بأن السفينة رست على شواطيء ما يبتغون ؟ ما هوية الممتنعون والراضون، وما بعد المسافة بين الاثنين ؟ بل أن ما يصدمك ان “فائق دعبول” تخيل أنه حصان طراوده، فدخل من جحر” الواويه” وطالب باحراق الناصرية، بعد ان فقد الامل، وظن أن ورقته هي ” الجوكر” وان النصر يلوح ببارقاته، وان له قداسة أوت اليها القلوب والخواطر، وكاني به تخيل ان تغريداته ” كبعر امنا، ريحه ريح الجنه”

اولادنا في ساحات التظاهر، قدموا لنا مرشحا، نتوسم عفته، ونظافة يده، وفن ادراته، وامكانيته في مثل هكذا أزمة، تحتاج الى” كاريزما” مشحونة بكل القدرات، وتتصف بكل المؤهلات، لادارة البلاد . ( هي شنو يمعودين .. لا أغنيك ولا أخليك تجدي ) اتدركون اننا ذاهبون الى المتاهة ؟ اتدركون ما مخطط لنا، ربما سنكون على درب اليمن، حكومة شرعية، مقرها “أربيل” تجمع من يؤسس لهذا الخراب، ومن حاك خيوطها في ازقة البيت الابيض والامارات والرياض ؟ لتجمعنا بعد حين خيم الامم المتحده وراء الشمس، وتشتعل الفتن فيما بيننا . عووا ادركوا اللعبة .. فاما نرضى بهذه التسوية والتسويق، وهي دون محال ايلت لتعاكسات، واما تقدموا لشعبكم مرشحا يرضي الجميع، وهو المحال . اذن احتكموا الى العقل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here