ثورة الشعب تدق أبواب الحكام الرعاع في العراق

كاظم حبيب

ما أن اعُلنَ عن تكليف رئيس الجمهورية لمحمد توفيق علاوي برئاسة الوزراء حتى نطقت ساحات وشوارع العراق الثائرة رفضها التام والواقعي لهذا التكليف الذي اقترن، بعد المماطلة والتسويف والقتل والتغييب وحرق الخيام، بعدم الالتزام بقرارات قوى الانتفاضة الشعبية الرافضة لأي من الوزراء والحكام السابقين أو من الطغمة الحاكمة الطائفية الفاسدة كلها في تولي هذا المنصب. ولم يكن هذا الرفض مفاجئا لأحد، لا للحكام الحاليين الفاسدين ولا للمجتمع المستباح بهم، بل جاء مطابقاً لرغبة وإرادة قوى الانتفاضة التي دقت الآن ساعتها، ساعة التحول الفعلي إلى ثورة سلمية مستدامة حتى تحقيق النصر المؤزر على الطغمة الضالة والظالمة وإجراء التغيير الفعلي للنظام ومجمل العملية السياسية الفاسدة والمشوهة والخاضعة لإيران.
كان محمد توفيق علاوي، الوزير السابق والدافع 5 ملايين دولار أمريكي $ زكاة فقط على ثروته دع عنك الخمس فتأملوا حجم ثروته، الذي قال في لقاء له انه رفض التكليف لأنهم ربطوا ذلك بشروط تعجيزية، منها عدم فتح ملفات الفساد وعدم التحرش بالحشد الشعبي والالتزام بتوزيع الحصص في الوزارات وغيرها وطرد القوًات الأمريكية من العراق والموافقة على مسودة الاتفاقية العراقية -الصينية العراق وغادر مباشرة إلى بيروت. هذا ما قاله بشحمة لسانه وملء فمه. فماذا حصل بعدها لكي يوافق على التكليف؟ عاد اليوم ليقول الثوار إنه وافق على التكليف وسينفذ إرادة الثوار! ولكن الثوار قالوا له ولغيره قبل ذاك وبوضوح تام انهم يرفضون تكليف القوى والعناصر التي كانت ضمن القوى الحاكمة والعملية السياسية الفاسدة، ومحمد توفيق علوي أحدهم اذ كان وزيرًا، وكان عليه ان يرفض ثانية التكليف، وعدم رفضه معناه انه استجاب وخضع للشروط التي طرحت عليه أول مرة والتي رفضها قبل ذاك ورفضها أيضاً وائل عبد اللطيف، لانها لا تدوس على كرامة المكلف فحسب، بل وتدوس على إرادة الثوار الذين يملؤون شوارع وساحات مدن الثورة الباسلة. إنها شروط إيران يا محمد توفيق علاوي، إنها شروط الإساءة للشعب والوطن دبل تصل إلى حد الخيانة الوطنية.
أما الذين وافقوا على تكليفك بهذا المنصب، إضافة إلى الحكام الأوباش، هم الانتهازيون الفاسدون الذين كانوا يوما جزءاً من العناصر المخلصة والتابعة لصدام حسن وطغمته المستبدة وقدموا “البراءة!!!” ليلتحقوا بالأحزاب والميليشيات الطائفية المسلحة ذات الولاء لإيران ولأشخاص اعطوهم الأمان وسلموهم مواقع قيادية ليساهموا في النهب والسلب كغيرهم من الساسة الأوباش في العملية السياسية الجارية. إن هؤلاء الذين ادعوا تبني المدنية والدولة المدنية، وليست هناك دولة مدنية بل توجد دولة ديمقراطية ومجتمع مدني ديمقراطي، تحولًا دفعة واحدة إلى راقصين على وتر الانتهازية السياسية الوقحة وتبنوا تكليف محمد توفيق علاوي. ولم يكتفوا بذلك بذلك، بل راحوا يشوشون على الثورة السلمية باستخدام السلاح الأبيض السكاكين والقامات والهراوات لفرض هذا المرشح على الثائرين بل وطردهم من المطعم الكردي. إن حبل الانتهازية قصير كقصر أرجل الكذبة التي ادعوها وحاولوا شق وحدة الصف الديمقراطي في العراق ولصالح النظام السياسي الطائفي القذر. إن الكثير من مرتزقة وأيتام صدام الشيعة وجدوا مكانا لهم في صفوف الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية والميليشيات الطائفية المسلحة الشيعية التابعة لإيران وهم اليوم اكثر شراسة وعدوانية ضد الثورة وقواها الباسلة ويعملون بشتى السبل إلى وأدها، ولكنهم خسئوا لن يستطيعوا تحقيق ذلك، فالثورة هي ثورة الشعب والعدو هو واحد لا غير! إن الانتقال من الولاء والوفاء للدكتاتور صدام حسين، كما في حالة حاكم عباس الزامبي وغيره ممن كانوا يوماً مرتزقة صدام حسين ثم انتقلوا ليكون الولاء والوفاء الكاذب لشخص اخر ثم ركبوا موجة المعارضة شكليا ثم تخلوا عنها ليصطفوا من جديد مع حثالة المجتمع حكام العراق الفاسدين.
لن يكون محمد توفيق علاوي سوى نسخة طبق الأصل للسفاح الخبيث عادل عبد المهدي ولن يستطيع ان يفعل غير ان يعطل عملية التغيير لفترة ويسمح للقتلة المجرمين قتل المزيد الثوار ومزيد من سرقة الأموال وثروة البلاد والمزيد من الدجل الديني، تماما كما بدأ عادل عبد المهدي خطابه البائس والمخادع حين تم تكليفه بتشكيل الوزارة من كتلتي البناء وسائرون بهدف إمرار مشاريع الطغمة الحاكمة. لن يمر محمد توفيق علاوي وسيتناول كما تهاوى السفاح قبله وقبل ان يصبح سفاحاً مثله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here