حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني

نبيل عودة

*بورغ: “ان صهيونية هرتسل العنصرية انتصرت على صهيونية أحاد هعام، والقومية اليهودية السائدة اليوم هي قومية المستوطنين، وانا لست منهم”* إسرائيل فنكلشتاين:” “أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان”.

ما قاله الرئيس الفلسطيني في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة عن موضوع الاعتراف بإسرائيل اليهودية جانبه الصواب بنقطة هامة، الموضوع ليس اثبات انهم يهود او غير يهود. بل طرح الحق الفلسطيني بوطنه وارضه رغم الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والتسويق الأمريكي.

بعض الحقائق حول فلسطين، وحول الادعاءات الصهيونية بالحق التوراتي والتاريخي.

تمهيد: صحيح ان المواطنين العرب يشكلون 20% أي ما يقارب 1.9 مليون مواطن، والمهاجرين الروس عدد كبير جدا أيضا، وعدد كبير منهم عادوا الى ديانتهم المسيحية، ويقدر عددهم ب 300 ألف روسي مسيحي. لكن الموضوع الأهم انهم تحولوا الى إسرائيليين نتيجة اندماجهم الاقتصادي والثقافي بالمجتمع الإسرائيلي وليس بدافع الدين اليهودي. والأمر الآخر ان اعدادا كبيرة من الشباب الروس يهودا ومسيحيين يعودون الى وطنهم روسيا حيث فرص التقدم أكبر منها في إسرائيل، وبعضهم يقولون ان موسكو هي أمريكا الجديدة. طبعا من يبقى هم فقراء اليهود او فقراء المهاجرين ولا تهمني هنا قوميتهم او دينهم بل صفتهم الانسانية.

تعالوا نراجع موقف هام جدا لشخصية إسرائيلية تبوأت رئاسة الكنيست ورئاسة الوكالة اليهودية، وأعني ابراهام بورغ وهو انسان متدين أيضا.

دعا أبراهام بورغ إلى إلغاء قانون العودة، وإلغاء تعريف إسرائيل بأنها دولة يهودية لكون ذلك مفتاح نهايتها، ونصح كل إسرائيلي باستصدار جواز سفر أجنبي، وبتفكيك القنبلة الذرية، معلناً أنه لم يعد صهيونياً، واصفا صهيونية هرتسل بالعنصرية، بل وسجل تصريحا لأول رئيس للحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون الذي قال ” ان الصهيونية كانت المنصة التي أقيمت عليها دولة إسرائيل ودورها انتهى” وقال بورغ أيضا: “ان صهيونية هرتسل العنصرية انتصرت على صهيونية أحاد هعام الإنسانية”!!

في حديث عن كتابه المثير والذي اثار ضجة كيرة في إسرائيل «الانتصار على هتلر» قال: اليهودية السائدة اليوم هي اليهودية الحريدية (السلفية المتعصبة – نبيل) وأنا لست كذلك، والقومية اليهودية السائدة اليوم هي قومية المستوطنين، وانا لست منهم “. وقال أيضا:” أننا في الأيام الأخيرة لليهودية العالمية، والصهيونية عندنا هي دائماً كارثية”. وقال: “طريقة حياتنا قتالية مع الجميع. مع الأصدقاء ومع الأعداء. قتال مع الخارج وقتال مع الداخل، يمكن القول، ليس بتوسع أو بشكل مجازي، انما بحزن وثقة، ان الاسرائيلي يفهم فقط … القوة وشدد بورغ على أن إسرائيل تعتمد على القوة فحسب، وهي قوة استعمارية، وقال «انظر إلى حرب لبنان (الثانية)، لقد عاد الشعب من المعركة وكانت هناك إنجازات معينة وإخفاقات معينة وكنت أتوقع من المسؤولين وحتى من اليمين أن يدركوا أنه عندما يمنحون الجيش تفويضاً للانتصار فإنه لا ينتصر وأن القوة ليست الحل. لكن بعد ذلك جاء دور غزة وما هو الحوار حيال غزة؟ أن ندخل إلى هناك وأن نمحوهم، ويبدو أنهم (في إسرائيل) لم يستوعبوا شيئاً». وأضاف ان «الاحتلال هو جزء صغير من الموضوع، فإسرائيل هي مجتمع خائف والخوف الأكبر، الخوف القديم هو ستة ملايين يهودي تمّت إبادتهم في المحرقة».

وقال بورغ إن الفاشية «أصبحت قائمة هنا» في إسرائيل و«هناك حوار حول الترانسفير في الحكومة (الإسرائيلية) وقد تخطّينا الكثير من الخطوط الحمراء في السنوات الأخيرة وعندها تسأل نفسك ما هي الخطوط الحمراء المقبلة التي سنتخطاها أيضاً».

هل التوراة وثيقة يمكن اعتمادها؟ ام هي جزء من الأساطير المنقولة عن مختلف الأساطير من بلاد العراق وغير العراق؟ سفر التكوين مثلا هو اسطورة الخلق البابلية، وقصة الطوفان التوراتية هي نسخ لأسطورة جلجاميش.

العديد نمن الباحثين الأجانب والعرب واليهود أكدوا أن قصص التاريخ حسب التوراة اليهودية، لا تطابق جغرافية وإحداثيات المنطقة من العراق للشام ومصر، وأن الخطاب التوراتي لفق جغرافيتها، ويضيف أنه بحسب السجل التاريخي والأثري لا يتّسع تاريخ المشرق لمملكة متحدة وملوك تقدمهم قصص التوراة، وأنه عالَم خيالي من زمن غابر لم يوجد على هذا النحو أبدا بالمشرق، وأنه لم يكن هناك ما يكفي من البشر لإقامة مملكة.

عالم الآثار الإسرائيلي الشهير “إسرائيل فنكلشتاين” من جامعة تل أبيب والذي يعرف بأبي الآثار، فجر قنبلة جديدة في وجه غلاة التوراتيين الصهاينة وحكام “إسرائيل” بنفيه وجود أي صلة لليهود بالقدس، إذ أكد في تقرير نشرته مجلة جيروساليم ريبورت الإسرائيلية- 5-8-2011- “أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان”، مفككا بذلك المزاعم التي تلجأ اليها الدولة الصهيونية لترويج روايتها حول “يهودية المدينة المقدسة”، وهي تلك المتعلقة بثلاثية الأساطير المؤسسة للدولة الصهيونية؛ وهي “أرض الميعاد”، و”شعب الله المختار” و”الحق التاريخي لليهود في القدس وفلسطين”، هذه الاساطير التي اعتمد اليهود الصهاينة عليها في كل ادعاءاتهم حول حقهم في فلسطين، كما ورد من وجهة نظرهم في التوراة التي أثبتها الباحثين من الأجانب والعرب واليهود ومنهم توماس ثومبسون، مايكل برايور، كيث ويتلام، فراس السواح وغيرهم انه في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، بعد الاكتشافات الأثرية في تل العمارنة وما كشفته الحفريات الأثرية في القدس وبعض المناطق الفلسطينية الأخرى، أثبت هؤلاء بأن التوراة كتاب أدبي قصصي مبني على الأساطير والخرافات في معظمه، وليس كتاب تاريخ يمكن الاستناد اليه كمرجع للأصول التاريخية والأثنية للشعوب والأمم.

قال رافاييل جرينبرج -وهو محاضر بجامعة تل أبيب -إنه “كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئا حال واصلت الحفر غير أن الإسرائيليين في مدينة داود بحي سلوان بالقدس يقومون بالحفر دون توقف ولم يعثروا على شيء”.

في اجتماع لعلماء الآثار عقد في سان فرنسيسكو في نهاية 1997 قال البروفيسور أوسيكشين من جامعة تل أبيب الذي شارك قبل ذلك بنحو 46 عاماً في كشف أحد قصور الملك سليمان إنه غّير رأيه وهو اليوم يتفق مع تفسير فنكلشتاين ويقول “يصعب على نفسيتي الرومانسية العاطفية أن تعترف بذلك، وآمل أن يغفر لي سليمان”.

كتاب “التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها” (اقرأوا بالانترنت مقال نبيل عودة عن الكتاب) لمؤلفان عالمان يهودي إسرائيلي وامريكي يشككان بوجود الملكين داوود وسليمان وانهما اساطير توراتية، تجدون الكتاب مترجما للعربية بالأنترنت (لكن تجاهلوا مقدمة المترجم الغبية)، لمن يعرف العبرية اسم الكتاب (ראשית ישראל)، كما اسلفت نسف الباحثان وهما بروفسور يسرائيل فنكلشتاين من قسم علم الآثار بجامعة تل ابيب، ونيل سيلبرمان عالم آثار أمريكي يهودي، قصص التوراة الأساسية مثل الخروج من سيناء وعجائب موسى ورحلة احتلال يشوع بن نون لأرض الميعاد اذ تبين مثلا أنها آثار هسكوسية وليست يهودية، وكتبوا انه على الأغلب الملك سليمان وداوود هما اسطورتان، مؤكدين انه لا علاقة بين التوراة وارض إسرائيل. الى جانب مقال هام لباحث إسرائيلي من جامعة تل ابيب هو البروفسور زئيف هرتسوغ حيث أتناول تلخيص مقاله وموقفه بهذا النص.

بروفسور زئيف هرتسوغ، هو عالم آثار وأستاذ في دائرة الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل أبيب، والذي أسندت إليه الحكومة الإسرائيلية العديد من مشاريع التنقيب عن الآثار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قام في تشرين أول عام 1999 بنشر مقالة في ملحق جريدة هآرتس اعترف فيها بما كان قد وصل إليه علماء آثار عالميون منذ عقود، فكتب يقول:

“إن سكان العالم سيُذهلون، وليس فقط مواطنو إسرائيل والشعب اليهودي، عند سماع الحقائق التي باتت معروفة لعلماء الآثار الذين يتولون الحفريات منذ مدة من الزمن. فبعد الجهود الجبارة في مضمار التنقيب عن “إسرائيل القديمة” في فلسطين، توصل علماء الآثار إلى نتيجة مخيفة، فلم يكن هناك أي شيء على الإطلاق يدل على وجود اليهود في فلسطين، وحكايات الآباء التوراتية هي مجرد أساطير. لم نهبط من مصر، لم نحتل فلسطين، ولا ذكر لإمبراطورية داود وسليمان. إن المكتشفات الأثرية أظهرت بطلان ما تضمنته النصوص التوراتية حول وجود مملكة متحدة يهودية بين داوود وسليمان في فلسطين.”

هذه نزر صغير من حقائق يجب ان تعتمد رسميا وليس طرح مواقف تضر بالمواقف الفلسطينية والحقوق المشروعة بتحويل الموضوع الى خلاف هول الهوية الدينية لمواطني إسرائيل.

حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني، بغض النظر عن الادعاءات الدينية الأسطورية لإسرائيل وامريكا !!.

ملاحظة: هذه المادة جمعت بعضها بتصرف من أبحاث مختلفة وقسم اساسي منها هي من ضمن مقالات لي سبق وان نشرتها.

[email protected]
نبيل عودة

*بورغ: “ان صهيونية هرتسل العنصرية انتصرت على صهيونية أحاد هعام، والقومية اليهودية السائدة اليوم هي قومية المستوطنين، وانا لست منهم”* إسرائيل فنكلشتاين:” “أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان”.

ما قاله الرئيس الفلسطيني في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة عن موضوع الاعتراف بإسرائيل اليهودية جانبه الصواب بنقطة هامة، الموضوع ليس اثبات انهم يهود او غير يهود. بل طرح الحق الفلسطيني بوطنه وارضه رغم الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي والتسويق الأمريكي.

بعض الحقائق حول فلسطين، وحول الادعاءات الصهيونية بالحق التوراتي والتاريخي.

تمهيد: صحيح ان المواطنين العرب يشكلون 20% أي ما يقارب 1.9 مليون مواطن، والمهاجرين الروس عدد كبير جدا أيضا، وعدد كبير منهم عادوا الى ديانتهم المسيحية، ويقدر عددهم ب 300 ألف روسي مسيحي. لكن الموضوع الأهم انهم تحولوا الى إسرائيليين نتيجة اندماجهم الاقتصادي والثقافي بالمجتمع الإسرائيلي وليس بدافع الدين اليهودي. والأمر الآخر ان اعدادا كبيرة من الشباب الروس يهودا ومسيحيين يعودون الى وطنهم روسيا حيث فرص التقدم أكبر منها في إسرائيل، وبعضهم يقولون ان موسكو هي أمريكا الجديدة. طبعا من يبقى هم فقراء اليهود او فقراء المهاجرين ولا تهمني هنا قوميتهم او دينهم بل صفتهم الانسانية.

تعالوا نراجع موقف هام جدا لشخصية إسرائيلية تبوأت رئاسة الكنيست ورئاسة الوكالة اليهودية، وأعني ابراهام بورغ وهو انسان متدين أيضا.

دعا أبراهام بورغ إلى إلغاء قانون العودة، وإلغاء تعريف إسرائيل بأنها دولة يهودية لكون ذلك مفتاح نهايتها، ونصح كل إسرائيلي باستصدار جواز سفر أجنبي، وبتفكيك القنبلة الذرية، معلناً أنه لم يعد صهيونياً، واصفا صهيونية هرتسل بالعنصرية، بل وسجل تصريحا لأول رئيس للحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون الذي قال ” ان الصهيونية كانت المنصة التي أقيمت عليها دولة إسرائيل ودورها انتهى” وقال بورغ أيضا: “ان صهيونية هرتسل العنصرية انتصرت على صهيونية أحاد هعام الإنسانية”!!

في حديث عن كتابه المثير والذي اثار ضجة كيرة في إسرائيل «الانتصار على هتلر» قال: اليهودية السائدة اليوم هي اليهودية الحريدية (السلفية المتعصبة – نبيل) وأنا لست كذلك، والقومية اليهودية السائدة اليوم هي قومية المستوطنين، وانا لست منهم “. وقال أيضا:” أننا في الأيام الأخيرة لليهودية العالمية، والصهيونية عندنا هي دائماً كارثية”. وقال: “طريقة حياتنا قتالية مع الجميع. مع الأصدقاء ومع الأعداء. قتال مع الخارج وقتال مع الداخل، يمكن القول، ليس بتوسع أو بشكل مجازي، انما بحزن وثقة، ان الاسرائيلي يفهم فقط … القوة وشدد بورغ على أن إسرائيل تعتمد على القوة فحسب، وهي قوة استعمارية، وقال «انظر إلى حرب لبنان (الثانية)، لقد عاد الشعب من المعركة وكانت هناك إنجازات معينة وإخفاقات معينة وكنت أتوقع من المسؤولين وحتى من اليمين أن يدركوا أنه عندما يمنحون الجيش تفويضاً للانتصار فإنه لا ينتصر وأن القوة ليست الحل. لكن بعد ذلك جاء دور غزة وما هو الحوار حيال غزة؟ أن ندخل إلى هناك وأن نمحوهم، ويبدو أنهم (في إسرائيل) لم يستوعبوا شيئاً». وأضاف ان «الاحتلال هو جزء صغير من الموضوع، فإسرائيل هي مجتمع خائف والخوف الأكبر، الخوف القديم هو ستة ملايين يهودي تمّت إبادتهم في المحرقة».

وقال بورغ إن الفاشية «أصبحت قائمة هنا» في إسرائيل و«هناك حوار حول الترانسفير في الحكومة (الإسرائيلية) وقد تخطّينا الكثير من الخطوط الحمراء في السنوات الأخيرة وعندها تسأل نفسك ما هي الخطوط الحمراء المقبلة التي سنتخطاها أيضاً».

هل التوراة وثيقة يمكن اعتمادها؟ ام هي جزء من الأساطير المنقولة عن مختلف الأساطير من بلاد العراق وغير العراق؟ سفر التكوين مثلا هو اسطورة الخلق البابلية، وقصة الطوفان التوراتية هي نسخ لأسطورة جلجاميش.

العديد نمن الباحثين الأجانب والعرب واليهود أكدوا أن قصص التاريخ حسب التوراة اليهودية، لا تطابق جغرافية وإحداثيات المنطقة من العراق للشام ومصر، وأن الخطاب التوراتي لفق جغرافيتها، ويضيف أنه بحسب السجل التاريخي والأثري لا يتّسع تاريخ المشرق لمملكة متحدة وملوك تقدمهم قصص التوراة، وأنه عالَم خيالي من زمن غابر لم يوجد على هذا النحو أبدا بالمشرق، وأنه لم يكن هناك ما يكفي من البشر لإقامة مملكة.

عالم الآثار الإسرائيلي الشهير “إسرائيل فنكلشتاين” من جامعة تل أبيب والذي يعرف بأبي الآثار، فجر قنبلة جديدة في وجه غلاة التوراتيين الصهاينة وحكام “إسرائيل” بنفيه وجود أي صلة لليهود بالقدس، إذ أكد في تقرير نشرته مجلة جيروساليم ريبورت الإسرائيلية- 5-8-2011- “أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان”، مفككا بذلك المزاعم التي تلجأ اليها الدولة الصهيونية لترويج روايتها حول “يهودية المدينة المقدسة”، وهي تلك المتعلقة بثلاثية الأساطير المؤسسة للدولة الصهيونية؛ وهي “أرض الميعاد”، و”شعب الله المختار” و”الحق التاريخي لليهود في القدس وفلسطين”، هذه الاساطير التي اعتمد اليهود الصهاينة عليها في كل ادعاءاتهم حول حقهم في فلسطين، كما ورد من وجهة نظرهم في التوراة التي أثبتها الباحثين من الأجانب والعرب واليهود ومنهم توماس ثومبسون، مايكل برايور، كيث ويتلام، فراس السواح وغيرهم انه في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، بعد الاكتشافات الأثرية في تل العمارنة وما كشفته الحفريات الأثرية في القدس وبعض المناطق الفلسطينية الأخرى، أثبت هؤلاء بأن التوراة كتاب أدبي قصصي مبني على الأساطير والخرافات في معظمه، وليس كتاب تاريخ يمكن الاستناد اليه كمرجع للأصول التاريخية والأثنية للشعوب والأمم.

قال رافاييل جرينبرج -وهو محاضر بجامعة تل أبيب -إنه “كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئا حال واصلت الحفر غير أن الإسرائيليين في مدينة داود بحي سلوان بالقدس يقومون بالحفر دون توقف ولم يعثروا على شيء”.

في اجتماع لعلماء الآثار عقد في سان فرنسيسكو في نهاية 1997 قال البروفيسور أوسيكشين من جامعة تل أبيب الذي شارك قبل ذلك بنحو 46 عاماً في كشف أحد قصور الملك سليمان إنه غّير رأيه وهو اليوم يتفق مع تفسير فنكلشتاين ويقول “يصعب على نفسيتي الرومانسية العاطفية أن تعترف بذلك، وآمل أن يغفر لي سليمان”.

كتاب “التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها” (اقرأوا بالانترنت مقال نبيل عودة عن الكتاب) لمؤلفان عالمان يهودي إسرائيلي وامريكي يشككان بوجود الملكين داوود وسليمان وانهما اساطير توراتية، تجدون الكتاب مترجما للعربية بالأنترنت (لكن تجاهلوا مقدمة المترجم الغبية)، لمن يعرف العبرية اسم الكتاب (ראשית ישראל)، كما اسلفت نسف الباحثان وهما بروفسور يسرائيل فنكلشتاين من قسم علم الآثار بجامعة تل ابيب، ونيل سيلبرمان عالم آثار أمريكي يهودي، قصص التوراة الأساسية مثل الخروج من سيناء وعجائب موسى ورحلة احتلال يشوع بن نون لأرض الميعاد اذ تبين مثلا أنها آثار هسكوسية وليست يهودية، وكتبوا انه على الأغلب الملك سليمان وداوود هما اسطورتان، مؤكدين انه لا علاقة بين التوراة وارض إسرائيل. الى جانب مقال هام لباحث إسرائيلي من جامعة تل ابيب هو البروفسور زئيف هرتسوغ حيث أتناول تلخيص مقاله وموقفه بهذا النص.

بروفسور زئيف هرتسوغ، هو عالم آثار وأستاذ في دائرة الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل أبيب، والذي أسندت إليه الحكومة الإسرائيلية العديد من مشاريع التنقيب عن الآثار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قام في تشرين أول عام 1999 بنشر مقالة في ملحق جريدة هآرتس اعترف فيها بما كان قد وصل إليه علماء آثار عالميون منذ عقود، فكتب يقول:

“إن سكان العالم سيُذهلون، وليس فقط مواطنو إسرائيل والشعب اليهودي، عند سماع الحقائق التي باتت معروفة لعلماء الآثار الذين يتولون الحفريات منذ مدة من الزمن. فبعد الجهود الجبارة في مضمار التنقيب عن “إسرائيل القديمة” في فلسطين، توصل علماء الآثار إلى نتيجة مخيفة، فلم يكن هناك أي شيء على الإطلاق يدل على وجود اليهود في فلسطين، وحكايات الآباء التوراتية هي مجرد أساطير. لم نهبط من مصر، لم نحتل فلسطين، ولا ذكر لإمبراطورية داود وسليمان. إن المكتشفات الأثرية أظهرت بطلان ما تضمنته النصوص التوراتية حول وجود مملكة متحدة يهودية بين داوود وسليمان في فلسطين.”

هذه نزر صغير من حقائق يجب ان تعتمد رسميا وليس طرح مواقف تضر بالمواقف الفلسطينية والحقوق المشروعة بتحويل الموضوع الى خلاف هول الهوية الدينية لمواطني إسرائيل.

حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني، بغض النظر عن الادعاءات الدينية الأسطورية لإسرائيل وامريكا !!.

ملاحظة: هذه المادة جمعت بعضها بتصرف من أبحاث مختلفة وقسم اساسي منها هي من ضمن مقالات لي سبق وان نشرتها.

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here