العاقل لا يلدغ من جحر مرتين

لا شك ان العراقيين لدغوا من اتفاق الصدر والعامري عندما اتفقا على اختيار السيد عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة العراقية والتي فشلت فشلا ذريعا وكانت سببا في تفاقم مشاكل ومعانات العراقيين وسببا رئيسيا في نشر الفوضى في كل المجالات وعند البحث عن أسباب هذه الحالة و من ورائها بموضوعية ودقة يتضح لنا بشكل واضح وجلي ان وراء هذا الفشل وهذه السلبيات وهذه المفاسد وسوء الخدمات هو العامري والصدر لأن نواياهما كانت غير صادقة كان الهدف من هذا التصرف اي الاختيار المصالح الخاصة

من الطبيعي ان العراق يمر بمرحلة حرجة جدا وصعبة للغاية لا يمكن لشخص لمجموعة وحتى لمكون ان ينقذه ويعبر به الى شاطئ البر و الأمان بل يحتاج الى وحدة صادقة تضم جهود ونشاط كل العراقيين الأحرار الصادقين المخلصين الذين يعتزون بأنسانيتهم بعراقيتهم من كل لأطياف والألوان والمناطق كما يحتاج الى صرخة عراقية واحدة يطلقها كل هؤلاء العراقيين الصادقين المخلصين (انا عراقي وعراقي انا)

وفي مقدمة هؤلاء جميعا تكون صرخة الصدر والعامري لانهما يمثلان الثقل الاكبر والصوت الاعلى في هذه الصرخة لهذا يتحملان المسئولية الأكبر في نجاح الحكومة وفي فشلها

المعروف جيدا ان الحكومة الناجحة دليل على وجود معارضة ناجحة والعكس صحيح وبما ان العراق لا توجد فيه معارضة ناجحة يعني لا توجد فيه حكومة ناجحة فالمفروض بالصدر والعامري ومن معهما هما المعارضة الناجحة والمعارضة الناجحة مهمتها خلق حكومة ناجحة فقط وليس خلق حكومة فاشلة كما هي مهمة المعارضة الفاشلة في العراق خلال ال 16 عاما الماضية

للاسف الشديد هذا لم نره عندما اتفقا الصدر والعامري على اختيار عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة المؤسف والمؤلم ان الصدر والعامري تخليا عن مهمتهما عن واجبهما عن مسئوليتهما بعد اختيار عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة وتركاه في حيرة لا يدري ماذا يفعل حسب قول الشاعر

القاه في اليم مكتوفا وقالا له اياك اياك أن تبتل بالماء

كان المفروض بهما ان يتفقا مسبقا على خطة واحدة على برنامج واحدة لحكم البلاد لبناء العراق لسعادة العراقيين ويعرضان تلك الخطة ذلك البرنامج على عادل

عبد المهدي لدراستها وفهمها ومعرفة قدرته على العمل بموجبها وتطبيقها و فاذا وصلوا الى قناعة يتم أختياره

وعند اختياره لقيادة البلاد يكونان معه في كل حركة يقوم بها وفي كل قرار يتخذه وفي كل وجهة نظر يطرحها لأنهما يملكان اكبر عدد من المؤيدين والمناصرين والأتباع

المعروف انهم جميعا يتصفون بالصدق والأخلاص والنزاهة والتضحية ونكران الذات والا لا قيمة لهذا العدد ولا اهمية اذا لم يتصفوا بهذه الصفات ويتميزوا بهذه المميزات

فالقائد النزيه الانسان يمتاز بنزاهة الذين حوله وصدقهم وتضحيتهم فالذين امتازوا بالذكر الحسن وعظمتهم شعوبهم وخلدتهم وجعلت من قلوبهم قبورا لهم لانهم خلقوا حولوا رجال تميزوا بالتضحية ونكران الذات وحب الحياة والانسان

الأن يعيدان الكرة مرة أخرى ويتفقان على اختيار السيد محمد علاوي رئيسا للحكومة العراقية خلفا للمستقيل عادل عبد المهدي قيل ان احدهما قال ان الشعب هو الذي اختار السيد محمد علاوي لا شك ان الشعب هو الذي اختار محمد علاوي لانه جاء بموافقة أغلبية أعضاء البرلمان وان الصدر والعامري يمثلان ألكتلة الأكبر في البرلمان وهذا يعني انهما يتحملان فشل ونجاح حكومة السيد محمد علاوي

لهذا على السيدين الصدر والعامري ان يغيرا الأسلوب الذي تعاملا به مع السيد عادل عبد المهدي بأسلوب جديد مع السيد محمد علاوي ومع كل المخلصين الصادقين المحبين للعراق والعراقيين ويضعوا الخطة والبرنامج لبناء العراق وسعادة العراقيين بعفة ونزاهة و أمانة بعيدة عن المصالح الخاصة والفئوية الضيقة ويكونا معه لا كقادة وأنما كمتطوعين محبين مساعدين له في مهمته وفي خدمة الشعب غايتكم خدمة الشعب وسعادته تطبيق الدستور والقانون

اما التخلي عنه والبحث عن زلاته وسلبياته فقط فهذا دليل على ان النوايا غير سليمة ويومها تتحملان ما يحدث من سلبيات ومفاسد وفشل

لهذا على الشعب ان يكون حذرا يقظا

والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here