ذو النورين (2)،

د، صالح أحمد الورداني
جاء في تأريخ الخلفاء للسيوطي :
أخرج الماليني بسند فيه ضعف، عن سهل بن سعد قال: قيل لعثمان: ذو النورين؛ لأنه ينتقل من منزل إلى منزل في الجنة، فتبرق له برقتين، لذلك قيل له ذلك..
وجاء في الإستيعاب لإبن عبد البر:وقد أجمعوا أن عثمان بن عفان يقَالُ له ذو النورين..
وكتب العقائد لم تجمع على تسمية ذو النورين..
اما البخارى ومسلم وكتب السنن فلم تشر الى فكرة ذو النورين من قريب ولا من بعيد..
وما جاء في الكتب البعيدة كالمعجم الكبير للطبراني ومصنف إبن إبي شيبة والسنة لإبن أبي عاصم فضعيف وموضوع..
جاء في البخاري باب مناقب عثمان وهو الحديث الوحيد:
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ البَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا..
فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاَءِ القَوْمُ..؟
فَقَالُوا: هَؤُلاَءِ قُرَيْشٌ..
قَالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ..؟
قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ..
قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي..
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ..؟
قَالَ: نَعَمْ..
قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ..؟
قَالَ: نَعَمْ..
قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا..؟
قَالَ: نَعَمْ..
قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ..
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ..
أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ..
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ :إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَسَهْمَهُ..
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ..
فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ..
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ اليُمْنَى:هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ..
فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ:هَذِهِ لِعُثْمَانَ..
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الآنَ مَعَكَ..
وجاء في الترمذي بَاب فِي مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ بِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ..
قَالَ: فَبَايَعَ النَّاسَ..
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ..
فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ..
قال:هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ..
وجاء في الترمذي ايضا:لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ وَرَفِيقِي – يَعْنِي فِي الجَنَّةِ – عُثْمَانُ..
قال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالقَوِيِّ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ..
وحكم الألباني أنه ضعيف..
قال الألباني: ضعيف..
وهذا كله يؤكد لنا أن الرواة على الرغم من اختراعهم العديد من الروايات لإثبات تسمية ذو النورين وخلق مناقب لعثمان إلا أن محاولاتهم هذه باءت بالفشل..
ولم يسلم أحد بصحة هذه الروايات..
وكان حال عثمان أشبه بحال معاوية الذي لم تصح فيه منقبة..
وحتى رواية البخاري التي سلم بها الجميع ليست في صالح عثمان..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here