مسؤولية الحكام الشيعة اليوم في محاولات الأعداء إعادة الحكم الدكتاتوري إلى العراق.

احمد صادق.
نقول أن أعداء العراق في الداخل وأعوانهم ومموليهم في الخارج هم الذين يقفون اليوم خلف المخربين المأجورين، يحركونهم في الشارع ويحاولون حرف التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة عن مسارها لصالحهم وهم أنفسهم الذين اندسوا في كل تظاهرة سلمية حدثت منذ الأشهر الأولى لسقوط النظام السابق في نيسان 2003 وحتى اليوم. هذه التظاهرات السلمية التي بدأت برفض التضييق على الحريات التي كفلها الدستور العراقي مرة ومرة أخرى تطالب بالإصلاح السياسي وإلغاء نظام المحاصصة الحزبية ومرة ثالثة تدعو لمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ومرة رابعة وخامسة حتى وصلت إلى تظاهرات تشرين الأخيرة التي فاض الكأس فيها ولم يعد في القوس منزع. أولئك الذين يقفون خلف المخربين المأجورين ليحرقوا ويدمروا ويعطلوا الأعمال العامة والخاصة للمؤسسات الحكومية والناس، يستغلون الحرية والديمقراطية التي كفلها الدستور العراقي وحق التظاهر السلمي في أعمالهم التخريبية للانقلاب على الحرية والديمقراطية من أجل أن يرجع العراق إلى ما كان عليه قبل نيسان 2003 والعودة إلى حكم الدكتاتورية والتسلط الحزبي، تماما كما فعل (هتلر) مؤسس الحزب النازي في ألمانيا بعد أن فاز حزبه النازي بمستشارية ألمانيا في انتخابات عام 1933 مستغلا مبادئ جمهورية فايمار التي تنص على تولي الحكم بصفة قانونية عن طريق الانتخابات. وعمل (هتلر) بعد فوزه ” للتخلص من هذه الجمهورية وتنصيب نفسه دكتاتورا على البلاد،” .. وليبدأ التحضير للحرب العالمية الثانية 1939-1945…..

….. وما كان لأعداء العراق في الداخل وأعوانهم ومموليهم في الخارج أن يستمروا في محاولاتهم للعودة بالعراق إلى الحكم الدكتاتوري لو أن الحكام، واقصد الحكام الشيعة خاصة، الذين جيء بهم من خارج الحدود ومعهم من كان داخل الحدود ليستلموا حكم العراق، قد ساروا سيرة حسنة بالعراق والعراقيين على مدى السنوات التي مضت على وجودهم في الحكم، وبدلا من ذلك تكالبوا على المناصب وتكالبوا على نهب ثروة العراق وعم الفساد المالي والإداري مرافق البلاد الرسمية الأمر أثار سخط العراقيين وغضبهم حتى ضج أكثرهم بالشكوى من الأوضاع التي آلت إليها البلاد، فلا خدمات أساسية لحياة الناس كافية إن لم تكن معدومة ولا بُنى تحتية ولا عمران ولا أعمال للعاطلين عن العمل ولا تعيينات لآلاف الخريجين إلا بالانتماء إلى حزب من الأحزاب المشاركة في الحكم أو بدفع الرشاوى …. كل هذا استغله أعداء العراق في الداخل والخارج واستفادوا منه لتأجيج الشارع وتحريض العراقيين إلا أنهم لم يفلحوا كثيرا لأنهم فقدوا رصيدهم الشعبي بسبب تاريخهم الدكتاتوري الدموي إلا بين أعوانهم الباقين، فتحولوا إلى الاندساس في التظاهرات السلمية التي كانت تخرج بين فترة وأخرى مطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات وإلغاء المحاصصة الحزبية …. هذه المطالب التي لا تهم ولا يلتفت إليها أعداء العراق من قريب أو بعيد بل أن ما يهم ويعملون عليه بجد ونشاط هو زعزعة الوضع السياسي والأمني ونشر الفوضى في البلاد على أمل العودة إلى الحكم مرة أخرى بطريقة الانقلابات التي اعتادوا عليها في الماضي ولا تزال وسيلتهم في الوصول إلى الحكم. …..

…… إن أعداء العراق في الداخل وأعوانهم ومموليهم في الخارج لن ينتهوا من محاولاتهم المستميتة للعودة بالعراق إلى ما قبل نيسان 2003 ما دامت هذه الطبقة الحاكمة الشيعية في العراق اليوم مستميتة هي الأخرى للبقاء في السلطة رغم كل ما فعلته بالعراق وبالأكثرية من العراقيين المتضررين، وليس المنتفعين بها ومنها، بسبب فشلها في الحكم وفسادها على مدى السنوات الماضية وبسبب رفضها الاستماع إلى صوت العقل وإصلاح ما أفسدته طوال السنوات الماضية وتحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين والتخلي عن نظام المحاصصة الحزبية المقيت وفسح المجال للقوى الوطنية الشابة لتولي مسؤولية البلاد عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة وقطع الطريق على أعداء العراق في الداخل والخارج للعودة بالعراق إلى حكم الدكتاتورية قبل سقوط ذلك الحكم الظالم في نيسان 2003.

بغداد في 8/2/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here