انقلاب الثامن شباط الأسود أسس لبدايات سلسلة مجازر متواصلة حتى الآن

بقلم مهدي قاسم

أسس و رسخ انقلاب الثامن من شباط الفاشي الأسود بدايات لمجازر دموية التي اُرتكبت
في العراق لأسباب سياسية و فئوية انتقامية والتي ذهب ضحيتها عشرات آلاف من الوطنيين العراقيين كان كل ذنبهم أنهم وقفوا إلى جانب ثورة و 14تموز المجيدة و دافعوا عن منجزاتها الملموسة والمثمرة لصالح الفقراء بالدرجة الأولى ، إلا إننا في هذه العجالة لسنا بصدد تقييم
إنجازات ثورة تموز ، إنما التطرق إلى كيفية انفلات القتلة الشباطيين الفاشيين من المساءلة والعقوبة القضائية ، ذلك بسبب التستر على ملفات هذه المجازر والجرائم الرهيبة وعدم نبشها و الوقوف عندها جنائيا وقضائيا إنما القفزفوقها نحو مرحلة سياسية جديدة ، وهي المجازر
التي أصبحت سمة مميزة و ظاهرة مرافقة لكل مرحلة سياسية جديدة اعقبت في العراق ، الأمر الذي شجّع أصحاب السلطة الجدد أن يقدموا على ارتكاب مجازر إضافية بهدف الحفاظ على حكمهم و امتيازات سلطتهم ، إذ لو جرت محاكمة مجرمي انقلاب الثامن من شباط والحكم عليهم بإحكام مشددة
لما تمكن البعثيون من العودة مجددا إلى السلطة لمواصلة جرائم القتل و حملات الإبادة ضد معظم المكّونات العراقية ، بحيث بات العراق تحت سلطتهم الثانية بلد المقابر الجماعية من كثرة المجازر و الإعدامات ، حتى محاكمة رؤوس النظام السابق وعلى رأسهم الطاغية البائد لم
تكن واسعة ومفصلة وشاملة على كل الجرائم التي ارتكبوها ، بقدر ما كانت نابعة من انتقام طائفي فحسب ، ناهيك عن عدم محاكمة الممثلين السياسيين للدواعش الإرهابيين ، و هكذا يكاد أن يكون العراق البلد الوحيد في العالم الذي يكرر التاريخ نفسه على نفس الوتيرة من الدموية
والوحشية ، و عبر مراحل متصلة بسلسلة مجازر متواصلة بدليل : قبل أن تجف دماء متظاهري النجف فها هي ذكرى مجازر الثامن من شباط الأسود تحل علينا و بتوقيت عجيب ، كأنها حدثت في الأمس القريب !، وكل هذا ، بسبب عدم فتح سجلات هذه المجازر الكثيرة وعدم مقاضاة مرتكبيها ومعاقبتهم
العادلة ، و هكذا ستمرت مجازر أصحاب القبعات الزرق أيضا بدون معاقبة قضائية لكونها ستكون هي الأخرى جزء من الصفقات السياسية كما هي الحال دائما ، لتقوم فيما بعد فئات أخرى و بكل برودة دم و عدم خوف ، بارتكاب مجازر أو جرائم قتل جماعية مماثلة ، لكونها تعلم مسبقا بأنها
وعبر صفقات ومساومات سياسية ستجري عملية التستر عليها أو غض النظر عنها بذريعة تخطي مظلوميات الماضي وعدم اجترارها تجنبا لتأزيم و تعكير الأوضاع السياسية ــ مثلما صرح نوري المالكي مبررا التحالف مع خميس الخنجر و أضرابه من عرّابي الدواعش ..!!

و ضمن هذا السياق فلو أُجرم و عوقب مقتدى الصدر على أفعاله وأعماله الإجرامية السابقة
والقديمة ، بما فيها ضلوعه المباشر في مقتل عبد المجيد الخوئي و غيرها من جرائم أخرى لما كان يعطي الان أوامره لقطعانه المتوحشة من أصحاب القبعات الزرق بقتل المتظاهرين في ساحة التحرير و النجف و كربلاء ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here