بيان صحفي:تعليقات رئيسة وزراء الدنمارك حول معاداة السامية تعكس كرها للإسلام

(مترجم)

قبل عدة أيام، كانت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتيه فريدريكسين، في زيارة رسمية لفلسطين المحتلة. وقد قابلت رئيس كيان يهود ريوفين ريفلين في القدس المحتلة، كما قامت أيضا بالمشاركة في إحياء الذكرى الـ75 لتحرير أوشفيتز.

إن إحياء ذكرى ضحايا إبادة جماعية في دولة أُقيمت على إبادة جماعية لشعب فلسطين الأصيل، ليس فقط ضربا من ضروب النفاق، بل إنه استهزاء بالضحايا. وما يزيد الأمر عارا هو قيام مجرم حرب مثل بنيامين نتنياهو، وهو المسؤول عن قتل الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء في غزة، بإلقاء خطاب عند النصب التذكاري.

وقد اختارت ميتيه فريدريكسين قبل مغادرتها أن تقوم باتهام المسلمين في الدنمارك بأنهم معادون للسامية. فقد ادعت أن “مهاجرين” من بلاد معيّنة ساهموا في زيادة معاداة السامية في الدنمارك. وقد أشارت بكل وضوح إلى البلاد الإسلامية. وإنه لمن المثير للسخرية أن أمرا كمعاداة السامية، والتي تملك جذورا أوروبية عميقة متأصلة، يتم عرضها على أنها ظاهرة إسلامية. خصوصا عندما نأخذ بعين الاعتبار أن النازيين الجدد الذين خربوا شواهد قبور اليهود في بلدة راندرز كانوا من الدنماركيين الأصليين. وهذا الأمر أيضا تكرر عندما قام بعض الأشخاص بتعليق ملصقات لنجوم صفراء على صناديق بريد دنماركيين يهود.

أما الدول التي هاجر منها المسلمون فلها تاريخ مختلف تماما عندما يتعلق الأمر بمعاداة السامية. فعندما هرب اليهود من الاضطهاد الأوروبي، كمحاكم التفتيش الإسبانية، لم يجدوا أي مكان يستقبلهم ويرحب بهم سوى بلاد المسلمين، والتي حكمها الإسلام في ذلك الوقت.

إن كراهية اليهود موجودة في الدنمارك منذ قرون. ففي عام 1819 كان اضطهاد اليهود شديدا لدرجة اقتضت استدعاء الجيش إلى كوبنهاغن ووضع المدينة في حالة طوارئ. أما الصحف الدنماركية الكبيرة مثل بوليتيكين، وجيلامدز بوستين، وبيرلينغسكي فقد كانت مواظبة على استثارة آراء معادية لليهود في القرن العشرين. فمعاداة السامية كانت الأمر الطبيعي، تماما كما هو كره الإسلام هو الأمر الطبيعي هذه الأيام. أما قيام أوروبا بعكس ماضيها المظلم من معاداة السامية على المسلمين فهو ليس فقط أمرا غير واقعي وجهلاً تاريخيا، بل هو التلاعب بحد ذاته.

وكجزء من هذه الدعاية فإن رئيسة الوزراء تريد إظهار رفض المسلمين للاحتلال الصهيوني على أنه معاداة للسامية من خلال استعمال تعريف خاص، من شأنه أن يصم أي شخص ينتقد كيان يهود. إلا أن دعوة المسلمين لتحرير فلسطين ليست هي دعوة لقتال كل اليهود، وإنما هي دعوة لإزالة كيان يهود الغاصب. كما أن حق المسلمين في المقاومة المسلحة للاحتلال في كل فلسطين لا يقل أبدا عن المقاومة الدنماركية التي قاتلت الألمان في أربعينات القرن العشرين.

ويجب اعتبار أن الحكم الصادر ضد منذر عبد الله في المحكمة الوطنية حكما سياسيا، والذي يجرّم أي تصريح ضد كيان يهود، حيث أدين بسبب خطبة جمعة، كانت عن احتلال كيان يهود الوحشي لفلسطين، ولم تكن الخطبة عن اليهود بشكل عام. وفي الخطبة تم ذكر أنه ومن أجل إزالة الاحتلال لا بد من شن هجوم عسكري ضد الاحتلال. إن هذا ليس بإعلان للحرب على اليهود، إنه فقط وجهة النظر الإسلامية الصحيحة لأي احتلال عسكري، سواء أكان لفلسطين أو كشمير أو أفغانستان.

إن معاداة السامية كانت ولوقت طويل أداة سياسية لقمع أي صوت ضد احتلال فلسطين، لكن المسلمين لا يمكنهم القبول بذلك مهما كانت الأحكام السياسية التي ستصدر.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here