ساحات التظاهر تحيّد الصدر: لا ميثاق ولا وصايا على المحتجين

تراجعت اعمال العنف، التي شهدتها ساحات الاحتجاجات الاسبوع الماضي بعد سريان قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بسحب انصاره المعروفين بـ”القبعات الزرق”، فيما رفض المتظاهرون بالمقابل، ما اعتبروه “وصاية الصدر” على الاحتجاجات.

واصدر زعيم التيار الصدري، السبت الماضي، وثيقة من 18 نقطة، بالتزامن مع انتقادات وجهت لانصاره، اطلق عليها اسم “ميثاق الاصلاح”، تضمنت خطة طريق للاحتجاجات، دعا من خلالها الصدر، المتظاهرين، الى عدم التدخل بـ”تشكيل الحكومة” ومنع “اختلاط الجنسين”.

واضطر زعيم التيار الصدري، وسط موجة رفض عراقية ودولية، للعنف الذي استخدمه اصحاب “القبعات الزرق” تجاه المتظاهرين، الى سحبهم (القبعات) من ساحات الاحتجاجات. ورغم دلك يقول ناشطون ان الصدر مازال يحاول السيطرة على الاحتجاجات.

ويقول مهند البغدادي، ناشط في بغداد، لـ(المدى) ان “الصدر يريد ان يبقي سلطته الابوية على التظاهرات”، مؤكدا ان ما حدث في الاسبوعين الماضيين “اثبت للصدر وانصاره ان التظاهرات لن تقف عندهم”.

فعليا خاض المتظاهرون منذ نهاية كانون الثاني الماضي، الاحتجاجات بمفردهم (دون الصدريين)، بعد “الحياد المؤقت” الذي اعلنه الصدر تجاه الاحتجاجات، ثم الانقلاب على الساحات.

وظهر انقلاب الصدر، واضحا في مطلع شباط الحالي، (ليلة تكليف علاوي)، فيما بدأت اذرعه (سرايا السلام، والقبعات الزرق) محاولات فض الاعتصامات.

ويعلق الناشط البغدادي على شروط الصدر الاخيرة قائلا: “مقتدى الصدر يريد افراغ التظاهرات من محتواها، مرة من خلال العنف ومرة اخرى عن طريق المفاوضات والشروط”، لافتا الى ان وثيقة الاصلاح “تسري على انصاره ولسنا معنيين بها”.

واكد الميثاق، على الاستمرار بسلمية المظاهرات، و”عدم منع الدوام في المدارس كافة واما الجامعات وما يعادلها فيكون اختيارياً”، فضلا عن “إخلاء مناطق الاحتجاج من اي مظاهر للتسليح”.

وشدد زعيم التيار الصدري في ميثاقه على “توحيد المطالب وكتابتها بصورة موحدة لجميع تظاهرات العراق، والعمل على تشكيل لجان من داخل التظاهرات من اجل المطالبة بالافراج عن المعتقلين والمختطفين والتحقيق الجدي في قضية شهداء الاصلاح الذين سقطوا خلال المظاهرات، والعمل على ايجاد ناطق رسمي للمظاهرات”.

وطالب بـ”مراعاة القواعد الشرعية والاجتماعية للبلد قدر الامكان وعدم اختلاط الجنسين في خيام الاعتصام واخلاء اماكن الاحتجاجات من المسكرات الممنوعة والمخدرات وما شاكلها”، و”تحديد اماكن التظاهر” بموافقات رسمية وبالتنسيق مع القوات الامنية.

تغريدة من قم

بدوره يقول احمد المالكي، احد الناشطين في البصرة، لـ(المدى) ان “التغريدات تأتي من قم، ونحن لايمكن ان نثق برسائل موجهة من ايران”، في اشارة الى الغموض في استمرار تواجد الصدر، في ايران، رغم مواقفه السابقة، والمعروفة بانتقاد تدخلات طهران في الشأن العراقي.

وكانت مجموعة تطلق على نفسها “ابناء التيار”، طالبت الاخير بعد تصاعد الشكوك ازاء المواقف “المتناقضة” لزعيم التيار الصدري من الاحتجاجات، بالظهور علانية، بعد تسرب انباء عن “وفاة الصدر” في طهران.

ومن بين النقاط الواردة في الميثاق: “عدم تدخل المتظاهرين في امور سياسية ثانوية كالتعيينات ورفض بعض السياسات من هنا وهناك فلذلك جهات خاصة تقوم بها فضلا عن غيرها، وعدم زج الثوار في تشكيل الحكومة المؤقتة.. ففيه تشويه لسمعة الثورة الإصلاحية، وإعطاء اهمية لتجمع طلبة الجامعات ففيه نصرة للإصلاح وعدم التعدي عليهم او مضايقتهم ما داموا سلميين. والاستمرار بذلك الى حين اجراء الانتخابات المبكرة”.

ويستغرب الناشط البصري احمد المالكي، رفض زعيم التيار الصدري، تدخل المتظاهرين في تشكيل الحكومة. ويقول: “خرج المتظاهرون ضد الحكومة وضد النظام السياسي، فكيف اذاً لا نتدخل في تشكيل صورة النظام الجديد؟!”.

ويعتقد المالكي، وناشطون آخرون، ان شرط عدم التدخل بتشكيل الحكومة، فضح نوايا الصدر، وراء نشر “القبعات الزرق”، ثم سحبهم واصدار “ميثاق الاصلاح”، وهو تمرير مرشحه محمد توفيق علاوي.

ضد علاوي

وخرج متظاهرون في الناصرية، امس، مرددين شعارات ضد تولي علاوي رئاسة الحكومة. وكانت المحافظة قد اعلنت، مساء اول من امس، عطلة رسمية، بعد تصاعد الدعوات، لقطع الطرق والاضراب العام.

ودعت الناصرية، الجمعة الماضية، الى امهال الطبقة السياسية، اسبوعا لاستبدال محمد توفيق علاوي، مهددة باتخاذ خطوات تصعيدية.

ويطالب المحتجون برئيس وزراء مستقل نزيه، لم يتقلد مناصب رفيعة سابقاً، بعيد عن التبعية لأحزاب ولدول أخرى، فضلا عن رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ اسقاط النظام السابق عام 2003.

وفي بابل منح المتظاهرون، المحافظ بالوكالة حسن منديل، 27 ساعة لترك منصبه. ويتهم المحتجون في الحلة (مركز محافظة بابل) منديل بالفشل في ادارة المحافظة، وعدم اقالة الاخير، لمدراء دوائر وصفهم المتظاهرون بالتابعين للاحزاب.

بالمقابل تدفق الطلاب، في بداية الاسبوع الجديد، الى ساحة التحرير، وسط بغداد، دعما للاحتجاجات، كما خرجت مسيرات مشابهة في النجف، والديوانية، وكربلاء، والبصرة، والسماوة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here