الساسة في العراق ليسوا عراقيون

نعم الساسة في العراق ليسوا عراقيون فهم الطبقة المجموعة الوحيدة التي0 تنطبق عليها الآية القرآنية الكريمة بشكل كامل التي تقول ( تراهم جميعا وقلوبهم شتى) لا شك ان كل المجتمعات متكونة من مكونات مختلفة وهذه الحالة مصدر قوة وعامل دفع للوحدة والعمل الجاد لبناء الوطن وسعادة الشعب الا في العراق فانها مصدر ضعف وتفرقة وعنف وفساد وتدمير للعراق وشقاء للعراقيين لأن كل مكون من هذه المكونات في هذه البلدان ينطلق من مصلحة من فائدة كل البلد ومن مصلحة وفائدة كل أبنائه اما في العراق فكل مجموعة تنطلق من مصلحتها الخاصة ومنفعتها الذاتية وعلى حساب مصلحة العراق والعراقيين وما هذا التشدق بالطائفة القومية العشيرة الحزب الفكر ما هو الا وسيلة لخداع وتضليل أبناء الطائفة القومية الحزب الفكر لسرقت ثروته وتعبه وعرقه وبالتالي تسهل الوصول الى الكرسي الذي يمنحه القوة والنفوذ

ولو تعمقنا في معرفة حقيقة دعاة القومية والطائفية والدينية والعشائرية والمناطقية وحتى الحزبية والفكرية لاتضح لنا بشكل واضح وجلي أنهم بعيدين كل البعد عن هذه الادعاءات الا ان طمعهم وجشعهم و أنانيتهم وجهلهم وحبهم لمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية دفعتهم الى مثل هذا السلوك المشين والتصرف السيئ الذي يقتل النزعة الانسانية العراقية والروح العراقية الحضارية ويحول العراقي الى وحش كاسر ظلامي

من حق الانسان ان ينتمي الى قومية الى دين الى مذهب الى حزب الى فكر معين ومن حقه ان يرى فيه الوسيلة التي تبني العراق وتسعد الانسان العراقي ومن حقه ان يدعوا الى تنفيذ وتطبيق برنامجه نهجه لكن بشرط ان لا يفرضه بالقوة على الآخرين كما يجب عليه ان يحترم برنامج ونهج الآخرين ويثق بهم وأنهم لا يقلون أخلاصا وأمانة وصدقا عنه

أثبت الواقع بالدليل الواضح والبرهان الساطع ومن خلال مسيرة التاريخ ان المجموعة الجهة التي ترى نفسها انها الوحيدة الصحيحة السليمة وتدعوا الى فرض نفسها بالقوة وتتهم الجهات الأخرى بانها كاذبة غادرة خائنة او اقل منها صدقا وأخلاصا وكفاءة انها وما حدث في تاريخ البشرية من جرائم ومفاسد ووحشية الا نتيجة لوجود مثل هذه المجموعات

لهذا نرى كثير من الأفكار والمعتقدات رغم صلاحيتها واستقامتها ودعوتها للمحبة والسلام والوحدة بين البشر جميعا الا أنها أصيبت بانتكاسة كبيرة شوهت حقيقتها حيث منحتها صورة مغايرة ومخالفة لصورتها الحقيقة ومن هذه الافكار والمعتقدات الدين الاسلامي

مثلا ان الاسلام ذات نزعة انسانية حولته الى دعوة للعشائرية

الاسلام دين سلام حولته الى دين حرب وعنف

الاسلام دين حياة ومحبة حولته الى دين موت وكره

الاسلام دين علم حولته الى دين جهل

الاسلام دين عدل حولته الى دين ظلم

وهكذا ضاع الاسلام وضاعت قيمه ومبادئه الانسانية السامية وعدنا الى وحشية وظلام وظلم الجاهلية

فأصبحت الأديان القوميات الطوائف الأحزاب التيارات الجمعيات شبكات عصابات هدفها تضليل الناس واصطيادها هدفها سرقة الشعب وحماية اللصوص والظالمين والحصول على المناصب المهمة التي تدر ذهبا أكثر كما اصبح هدف الذي ينتمي الى مثل التجمعات الدينية السياسية القومية الفكرية هو الحصول على المال والنفوذ والقوة وتحقيق الرغبات الشخصية والمنافع الذاتية الغير شرعية وهكذا سادت الفوضى وعم الفساد والعنف في كل مجالات البلاد ومن القمة الى القاعدة رغم ما يتظاهر الكثير من هؤلاء بدعوات التقوى والأيمان و الشرف والأخلاق السامية فلا المتدين التزم بقيم الدين ولا المدني التزم بقيم المدنية الجميع لصوص اهل فساد ورذيلة

المعروف ان السياسي مهمته اقامة العدل وازالة الظلم والا فانه لص استخدم السياسة لتضليل الشعوب ومن ثم سرقتها وهذا من اخطر اللصوص ضرا وفتكا في البلاد والعباد ولولا وجود هذا السياسي اللص لما وجد اللص العادي من هذا يمكننا القول لا يمكن القضاء على اللص العادي الا بالقضاء على اللص المسئول

لان المسئول الفاسد هو الذي يخلق الفاسد وهو الذي يفسد الصالح كان الامام علي يرد على الذي يساومه على كرسي المسئولية يرفع حذائه الممزق بوجه ويقول خلافتكم امامتكم لا تساوي فردة هذا الحذاء اذا لم أقم عدلا وازيل ظلما

وهذا يعني ان مهمة الانسان السياسي اقامة العدل وازالة الظلم والا فانه لص قاتل بثوب سياسي

فاللص لا يمت لشعب لوطن لقومية لدين لحزب ومن هذا يمكننا القول ان الساسة في العراق لا يمتون للعراق لشعب العراق لشعب بصلة يعني انهم ليسوا عراقيون

يعني أنهم لصوص ارتدوا ثوب السياسة لانها الوسيلة الأهم بل الوحيدة التي تحقق رغباتهم الخسيسة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here