مقاتلات F-16 تلازم الأرض بسبب جماعات الكاتيوشا وداعش يستعيد نشاطه

شهر مضى تقريبا، على توقف طائرات الـ”اف 16″ عن التحليق بسبب هجمات صاروخية على مواقع خبراء التشغيل الاجانب. وشهدت مناطق في شمال بغداد بالتزامن مع تلك الاحداث، ارتفاعاً في نشاط تنظيم داعش، كما حذرت شخصيات رفيعة في الدولة من “عودة التنظيم”.

ووفق مسؤولين، فان بعض القوى السياسية “تتكتم” على ما يجري في البلاد، من اجل المضي في مشروع “طرد القوات الامريكية”.

وقرر مجلس النواب، الشهر الماضي، إلزام الحكومة بإنهاء الوجود الأجنبي، لكن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، قال انه يحتاج “فرصة للتفاوض”.

لكن هذا الكلام على ما يبدو، لم يعجب بعض الفصائل المسلحة، المعروفة باسم “جماعات الكاتيوشا”، التي استمرت بقصف مواقع عسكرية وسفارة واشنطن في بغداد.

واغضبت تلك الافعال، عبد المهدي، الذي قال نهاية الشهر الماضي، عقب قصف المنطقة الخضراء، بانه يرفض “العمل الانفرادي” في اخراج القوات الاجنبية.

وتسببت ضربات تلك الجماعات، بحسب مسؤول امني في شمال بغداد، الى ان تتوقف طائرات الـ”اف 16″ عن التحليق، منذ اكثر من 3 اسابيع.

واثناء توقف عمل تلك الطائرات، رصد المسؤولون الامنيون، تصاعد في حركة تنظيم “داعش” في المناطق التي توصف عسكريا بـ”الهشة امنياً”.

ووفق لجنة الامن والدفاع في البرلمان، فان طائرات الـ”اف 16″، سلاح ستراتيجي مهم في عملية الحرب ضد الارهاب.

ويقول مسؤول امني في نينوى، لـ(المدى) ان “حركة داعش ازدادت في منطقة الحضر، جنوب الموصل، حيث يهاجم القرى بشكل شبه يومي”.

وفي نهاية الاسبوع الماضي، اشتبكت قطعات من الحشد الشعبي، مع مسلحين تابعين للتنظيم في الحضر.

وقال الحشد، ان قواته “تصدت لمحاولة تسلل لعناصر داعش في صحراء الحضر جنوب نينوى”.

واضاف الحشد في بيان صدر الاربعاء الماضي، انه “تم تفجير سيارتين مفخختين قبل وصولهما الى الساتر الامني”.

ويستغل “داعش” وجود 108 قرى، فارغة تماما من سكانها الذين هجروها بسبب هجمات التنظيم، من اصل 159 قرية تابعة للحضر، للتحرك بسهولة في تلك المناطق.

وتواجه القرى “الصامدة” الباقية، التي لم يهجرها سكانها، هجمات متكررة تستهدف في العادة “مخاتير” ومتعاونين مع الحكومة. بحسب الادارة المحلية في القضاء.

ويقول المسؤول الامني، الذي طلب عدم نشر اسمه، انه “اضافة الى وجود فلول داعش في مناطق هشة امنيا، فان التسلل عبر الحدود السورية مازال مستمراً”.

غياب الـ”أف 16″

ويعتمد العراق، بحسب المسؤول الامني، على التحالف الدولي وطائرات الـ”اف 16″ في مراقبة ومعالجة الاهداف الارهابية، التي تقوم بمهمات يومية.

وكان آخر تحليق لطائرة الـ”اف 16″ في العراق، هو يوم 21 من كانون الثاني الماضي، حيث نفذت مهمة قرب جبل حمرين، استنادا لبيان من وزارة الدفاع.

وسجلت القوات الامنية، منذ لحظة توقف تحليق الـ”اف 16″، هجمات ضد القوات الامنية في صلاح الدين وديالى.

كما عاد مشهد السيطرات الوهمية، حيث نصب مسلحون، نهاية الشهر الماضي، حاجزا للتفتيش، وخطفوا 7 اشخاص في شمال بعقوبة.

وفي مطلع شباط الحالي، قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ان خطر تنظيم “داعش ما يزال يحيط بمناطق عديدة”.

بالمقابل أكد المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش مايلز كاكينز، الجمعة الماضية، أن تنظيم داعش ينشط في عدد من مناطق العراق، مشيراً إلى أنه “تم استهداف داعش في جبل قرجوغ وحدود الموصل”.

ويقول المسؤول الامني في شمال بغداد، ان “بعض القوى المقربة من الحشد الشعبي، تتعمد تضليل الحقائق عن الوضع الامني وعن حاجتنا الى التحالف الدولي، حتى لا يضر بمشروعها لإخراج القوات الامريكية”.

من جهتها تنفي القيادة العسكرية، توقف عمل طائرات الـ”الف 16″، على الرغم من تأكيدها في وقت سابق، انسحاب الخبراء من قاعدة بلد.

وأعلنت العمليات المشتركة، قبل ايام، عن تمكن الفنيين العراقيين من تجهيز وتسليح طائرات “أف 16” وشن غارات على أهداف لتنظيم “داعش”، بالتزامن مع تقارير غربية حذرت من سيطرة فصائل مسلحة على تلك الطائرات.

وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح للوكالة الرسمية، إن “الفنيين العراقيين استطاعوا بما اكتسبوه من مهارات فنية، تسليح وتجهيز طائرات الـ أف 16 و الـ 159 بالإضافة إلى طائرات سيسنا كرفان، والسوخوي 25 “.وأضاف الخفاجي أن “عملية التجهيز والتسليح تعطي القدرة والإمكانية للفنيين العراقيين بتجهيز أعقد سلاح في العالم”.

ولفت إلى أن “الطائرات المذكورة استطاعت بعد تسليحها بأيد عراقية تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف لعصابات داعش الإرهابية”، مؤكداً أن “إدارة الطائرات حاليا تتم بأيدي محلية في قصف أهداف عصابات داعش الإرهابية”، دون ذكر تواريخ او الأماكن التي جرى فيها القصف.

التحالف الدولي

واصابت عدة صواريخ “كاتيوشا”، قبل اكثر من شهر، قاعدة بلد الجوية شمال بغداد والتي تضم خبراء في تشغيل الطائرات الامريكية التي استوردها العراق في صفقة عقدت قبل 9 سنوات.

واكد مصدر امني، وقتذاك لـ(المدى)، ان عددا كبيرا من الخبراء والمستشارين الأميركيين وعناصر شركتي “لوكهيد مارتن وساليبورت” المتخصصة بتشغيل طائرات إف 16 العراقية، غادروا القاعدة منذ الهجوم الاخير.

واضاف المصدر حينها: “خلال الاسبوع الماضي اكتمل الانسحاب الكلي الى قاعدتين اخريين واحدة في شمال البلاد والثانية في بغداد”، مبينا ان ذلك الانسحاب “اوقف عمليات تحليق الطائرات الـ(اف 16) بشكل كامل”.ويمتلك العراق 36 طائرة من طراز “اف 16″، كان قد استوردها من الولايات المتحدة بصفقة ابرمها عام 2011، بقيمة تفوق الـ4 مليارات دولار. وتسلم العراق آخر وجبة من الطائرات، منتصف العام الماضي، بحسب وزارة الدفاع.

واستناداً للمصدر، ان “انسحاب الخبراء من قاعدة بلد يعني توقف العتاد الخاص والصواريخ الخاصة بالطائرة”، مضيفا ان شروط التعاقد تقوم على ان “توفر الولايات المتحدة الذخيرة والتدريب والتشغيل والاتفاق على الاهداف، فيما الطيارون هم عراقيون”.

وفي نهاية الشهر الماضي، تخبطت الحكومة والقيادة العسكرية، في توضيح مهمة التحالف الدولي في العراق، عقب تلك الهجمات.

ونفى المتحدث العسكري لرئيس الحكومة اللواء عبد الكريم خلف، أن تكون بلاده قد استأنفت العمل مع التحالف الدولي، بعد ساعات من تسرب معلومات عن اتفاق عبد المهدي مع التحالف لاستئناف عملهم.

بعدها بيومين اعلن مسؤولو التحالف الدولي، عن استمرار العمل ضد تهديد تنظيم “داعش” في جميع أنحاء العالم بناءً على طلب أو موافقة مسبقة من البلد أو الدولة التي يوجد فيها فرع أو شبكة للتنظيم، محذرين في الوقت نفسه من عودة ظهور التنظيم في العراق وسوريا.

بدوره يقول هريم اغا، عضو لجنة الامن في البرلمان، ان “قوات التحالف مستمرة في عمليات التدريب وصيانة طائرات (اف 16)”.

ونفى اغا في اتصال مع (المدى) امس، “نية التحالف الدولي بمغادرة العراق”. واضاف “مازلنا بحاجة الى تلك القوات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here