الوفد الفتحاوي في غزة: تمثيل صوري أم احد أشكال الوحدة الوطنية ؟

مراد سامي Image preview

في خطوة وصفت بالتاريخية , وفي لحظة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن، وجّه الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس دعوة إلى قيادات الفصائل الفلسطينيّة بجميع أطيافها للاجتماع من اجل الاتفاق على رد فلسطيني موحد على صفعة القرن التي تحاول الإدارة الأمريكية تمريرها بمباركة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نيتنياهو .

حركة حماس الإسلامية رحبت بدعوة أبو مازن, حيث قام رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنيّة، بالاتصال بالرئاسة برام الله للتأكيد على استعداد الحركة الإسلامية للتنسيق مع فتح سياسيّاً وميدانيّاً لتقويض الصفقة الأمريكية المرفوضة شكلا و مضمونا .

المغازلة الإعلامية بين فصيليْ المقاومة طيلة الأيام الأخيرة جعلت عددا من المحللين السياسيين يتنبؤون باقتراب انتهاء سنوات الانقسام و العداوة بين مجمل القوى السياسية الفلسطينية .

الأخبار التي تصلنا من فلسطين تشير إلى تواصل التوتر بين حركتي فتح و حماس , فبعد تأجيل زيارة الوفد الفتحاوي لغزة أكثر من مرة بسبب ممطالة السلطة التابعة لحماسس , يزور وفد عن فتح هذه الأيام القطاع في أجواء مشحونة و متوترة تمظهرت بامتناع حماس عن إرسال أي ممثل رسمي لاستقبال القيادات الفتحاوية ما يجعل إمكانية الخروج باتفاق من اللقاءات المنتظرة شبه معدومة .

عزا بعض الخبراء عدم اصرار فتح على عقد الاجتماع مبكرا الى تخوف الحركة من استغلال حماس لهذا الحدث لتلميع صورتها باعتبارها راعية المصالحة الأولى .

قيادات داخل فتح وصفت زيارة الوفد بالغير مجدية , فرغم التقارب في الموقف من صفقة , إلا أن حجم الاختلافات بين الفصلين يمنع حصول أي اتفاق حقيقي من شأنه ان يغير واقع المشهد السياسي الفلسطيني المحكوم بمنطق التفرد و انعدام الثقة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here