قوى شيعية تطرح الأغلبية لتمرير حكومة علاوي بسبب الاعتراضات

أعلن تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن رئيس مجلس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي أوشك على الانتهاء من تسمية أعضاء حكومته الجديدة، مشيرا إلى أن القوى الشيعية ستلجأ إلى خيار الأغلبية السياسية لتمريرها في مجلس النواب بعد تمسك العديد من الكتل بمبدأ المحاصصة.

وردت القوى السنية على مساعي القوى الشيعية قائلة إنها تحضر لإسقاط حكومة علاوي وعدم منحها الثقة في مجلس النواب، مؤكدة على أن مفاوضاتها مع رئيس مجلس الوزراء المكلف وصلت إلى طريق مسدود.

ويتحدث حسن جلال الكناني، النائب عن تحالف سائرون لـ(المدى) قائلا ان “رئيس مجلس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي سينتهي من تشكيل حكومته الأسبوع المقبل”، لافتا إلى أن “القوى الشيعية تسعى لتمرير حكومة علاوي في مجلس النواب وفق مبدأ الأغلبية النيابية وليس التوافق السياسي”.

وكلّف رئيس الجمهورية برهم صالح بداية شهر شباط الجاري وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة العراقية، بعد اتفاق بين تحالفي الفتح وسائرون.

ويطالب الكناني الكتل السياسية بـ”إعادة جدار الثقة مع الجماهير عبر الابتعاد عن مبدأ المكاسب والمحاصصة في تقسيم الوزارات”، مشيرا إلى أن “الجهات السياسية معنية في تشكيل حكومة مهنية مستقلة بعيدة عن الأحزاب”.

وهدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة له على تويتر بالتبرؤ من حكومة محمد توفيق علاوي، على خلفية الضغوط الحزبية والطائفية التي يتعرض لها رئيس مجلس الوزراء المكلف. وقال ان هذا يعني ازدياد عدم القناعة بحكومته، وهو ما سيؤدي إلى رفع اليد عنها.

ويضيف النائب عن محافظة واسط أن “أكثر من 70% من القوى السنية مع تمرير الكابينة الحكومية حال عرضها في مجلس النواب”، مبينا ان “دعم الكتل الشيعية لرئيس مجلس الوزراء المكلف مشروط بتقديم حكومة مستقلة”. وتمكن رئيس مجلس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي من اختيار عشرة وزراء من كابينته الحكومية المؤلفة من ثلاثة وعشرين وزارة، وسط خلافات كبيرة بينه وبين غالبية الكتل السياسية التي ابدت تمسكها بحصصها الوزارية وترفض منحه الحق في حرية اختيار الحقائب.

ونشر بهاء الاعرجي تغريدة على (تويتر) قال فيها: “بعد أن إلتقى رئيس الوزراء المكلف بالمستقيل، أبلغ الثاني الكتل السياسية بأنه لن يستمر في منصبه ولو لدقيقة واحدة بعد مرور 30 يوماً من تأريخ التكليف”.

واضاف الاعرجي، أنه “بذلك يحل رئيس الجمهورية محله وفقاً للمادة 81 من الدستور”، معتبرا أن “هذه وسيلة للضغط على تلك الكتل لقبول منهجية علاوي بالإصلاح”.

وبحث رئيس حكومة تصريف الاعمال، عادل عبد المهدي، الثلاثاء مع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي جهود تشكيل الحكومة.

وجاء في بيان لمكتب عبد المهدي انه “جرى التداول في تطورات الأوضاع في البلاد والحراك السلمي ودعم جهود تشكيل الحكومة الجديدة والتأكيد على ضرورة تعاون جميع القوى لتسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف في الاسراع باختيار الكابينة الوزارية وتعزيز عمل مؤسسات الدولة”.

وبدوره يصف كامل الدليمي النائب السابق في تصريح لـ(المدى) مفاوضات تشكيل الحكومة بأنها معقدة وصعبة وصلت إلى مرحلة “عنق الزجاجة”، مشيرا ان “المباحثات والحوارات بين علاوي والكتل السياسية انتهت إلى طريق مسدود اثر إصراره على اختيار طاقمه الوزاري بمفرده دون الرجوع للمكونات”.

وتأتي هذه الإنباء منسجمة مع ما صرح به بهاء الاعرجي نائب رئيس مجلس الوزراء السابق لـ(المدى) في عددها الصادر يوم الأحد الماضي بالقول: “اشكك بـإمكانية وصول محمد علاوي إلى مرحلة عرض كابينته الحكومية على مجلس النواب لمنحها الثقة في ظل التقاطعات والخلافات والاعتراضات التي تبديها غالبية الكتل السياسية على عملية اختيار الوزراء”.

ويضيف الدليمي أن “ترشيح وزراء بلا موافقة من قبل المكونات يقابله عدم تصويت ممثليها في مجلس النواب على حكومة محمد توفيق علاوي”، لافتا إلى ان “ما زاد من ردة فعل المكونات هو رفض علاوي الكشف عن هوية الوزراء للكتل السياسية والمكونات”.

ويعتبر النائب السابق عن الانبار ان “تشكيل الحكومة بهذه الطريقة ينم عن طموح علاوي في البقاء لفترة سنتين وليس تشكيل حكومة مؤقتة أو انتقالية تعمل على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة استجابة لمطالب المرجعية الدينية والمتظاهرين”.

ورجحت اللجنة القانونية البرلمانية اول من امس في تصريح لـ(المدى) عدم التزام الكتل السياسية بإجراء الانتخابات المبكرة”، لافتة إلى ان المضي بهذا الاجراء يتطلب اتفاق جميع القوى والأحزاب السياسية على حل مجلس النواب بعد اكمال قانون الانتخابات واقرار قانون الموازنة. وبشأن لقاء رئيس الجمهورية برهم صالح مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يقول الدليمي وهو يشغل صفة مستشار في البرلمان ان “الحلبوسي ابلغ برهم صالح ضرورة تشكيل حكومة قائمة على التفاهم”، كاشفا عن أن “القوى السنية ستجتمع منتصف الاسبوع المقبل لإعلان موقفها الرافض لتشكيل حكومة علاوي بهذه الطريقة المتبعة”.

وكان بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب قال إن الحلبوسي استقبل رئيس الجمهورية برهم صالح وأكد الطرفان على أهمية تشكيل حكومةٍ قويةٍ تمثل كلَّ مكونات الشعب وأطيافه، ولها رؤية واضحة لتنفيذ الخطوات الإصلاحية، وتكون قادرة على تلبية متطلبات المواطن وحاجاته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here