مرشح جديد يقدم السنك عربون لوزارة في حكومة علاوي

بعد اقل من شهر على آخر محاولة فاشلة، استطاعت القوات الامنية في بغداد، إعادة افتتاح مناطق في وسط بغداد، كان قد اغلقها محتجون منذ اكثر من 4 اشهر.

وجاء الحدث، بعد ساعات فقط من اعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حل اتباعه المعروفين باسم “القبعات الزرق”، بعد اتهامات بقتل متظاهرين. ويحمل محتجون، انصار الصدر، مسؤولية تسليم بعض المناطق الى السلطة، فيما يرى آخرون، ان “صفقة مريبة” وراء ما جرى.واجتازت عجلات مدنية، امس، جسر السنك في وسط العاصمة، لاول مرة منذ اغلاقه في تشرين الاول الماضي، على اثر تصاعد الاحتجاجات.

واعلنت عمليات بغداد، عن أنه أعيد افتتاح ساحتي الوثبة والخلاني وشارع الرشيد أيضا، إلى جانب جسر السنك.وأشار بيان صادر عن العمليات، إلى استمرار القيادة “بواجباتها لتأمين وحماية مصالح المواطنين الخاصة والعامة وحركة السير في العاصمة بغداد”.

وتابع البيان: “بما أن المتظاهرين السلميين حددوا منطقة التظاهر في ساحة التحرير، فقد تم تخصيص قوة حماية لهم ولمنطقة التظاهر”.

وأضاف أن قوات الأمن العراقية “باشرت بفتح المناطق الأخرى (الخلاني، شارع الرشيد، ساحة الوثبة، جسر السنك)، وتجري الأعمال الآن لرفع العوائق وتنظيف المناطق”.

وأكدت قيادة عمليات بغداد في بيانها على “التعاون المستمر مع المتظاهرين السلميين داخل ساحة التحرير”.

وحذرت من “الاندفاع إلى خارجها أو استخدام الوسائل التي تدخل في مجال العنف ضد القوات الأمنية، لأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحقهم، وفق معايير حقوق الإنسان والقوانين النافذة”.

وقال موسى الاعرجي، وهو ناشط في بغداد لـ(المدى) ان “المناطق التي استعادتها القوات الامنية، جاءت بعد انسحاب عدد من المتظاهرين هناك”.

ويشير الاعرجي، الى ان اصحاب “القبعات الزرق” قبل حلهم، كانوا قد هددوا عددا من المتظاهرين في تلك المناطق، بـ”التعذيب” و”الاعتقال” في حال استمروا بمنع القوات الامنية من فتح الطرق.

وكانت القوات الامنية، قد فشلت في الشهر الماضي، باعادة افتتاح جسر السنك، بعد مصادمات مع المحتجين، الذين اجبروها على التراجع.

وعوضا عن ذلك، قامت عناصر من مكافحة الشغب، آنذاك بالتزامن مع اعلان الصدر موقفه المحايد من الاحتجاجات، باحراق عدد من الخيم الواقعة بين ساحتي الخلاني والتحرير، وسط بغداد.

ويقول الاعرجي: “تقليص مساحة التظاهرات لن يدوم طويلا، التظاهرات ستعود اقوى واكثر زخما بعد موجة البرد”.

وحاول بعض المحتجين، بعد وقت قصير من اعادة افتتاح السنك، غلق عدد من الطرق المحيطة بالجسر، وحرق اطارات السيارات.

وشهدت منطقة السنك، في كانون الاول الماضي، مجزرة ذهب ضحيتها نحو 100 شخص، بين جريح وقتيل، عقب هجوم شنه مسلحون على المحتجين هناك.

وسيطر المحتجون على جسر السنك، منتصف تشرين الثاني الماضي، فيما اعتلى المتظاهرون حينها المرآب هناك، واطلقوا عليه اسم جبل شهداء التحرير.

بدوره يقول احمد سامي، وهو ناشط آخر في بغداد، ان عودة القوات الامنية الى محيط ساحة التحرير، جاء بصفقة سياسية.واشار سامي في اتصال مع (المدى) امس الى ان “المرشحين المحتملين لحكومة محمد علاوي، وعدوا بعض المحتجين في منطقة السنك بوظائف وامتيازات اخرى مقابل انسحابهم”، رافضا بالوقت نفسه ذكر اسم المرشحين.

بعد خلع “القبعات الزرق”

وجرت تلك الاحداث، بعد اقل من 24 ساعة، على اعلان مقتدى الصدر، حل اصحاب “القبعات الزرق”، المكلفين سابقا بحماية التظاهرات قبل ان ينقلبوا على المحتجين.

ويقول ناشط في بغداد كان يعمل بشكل قريب مع “القبعات الزرق”، ان الاخيرين “لن يغادروا ساحات الاحتجاجات، وبدأوا منذ الان باعلان انفسهم كمتظاهرين عاديين”.

وقال الصدر، امس، في تغريدة على (توتير) إنه “حسب ما وصلني من الثقات.. أن الثورة بدأت تدريجياً بالعودة الى مسارها الأول على الرغم من وجود خروقات من بعض المخربين ودعاة العنف.. وأملي بالثوار انهم سيعملون على إقصاء هؤلاء بصورة تدريجية وسلمية.. ومعه فإني أعلن حل القبعات الزرق ولا أرضى بتواجد التيار بعنوانه في المظاهرات إلا إذا اندمج وصار منهم وبهم بدون التصريح بانتمائهم”.

وأوضح أن “بعض الثوار السلميين استطاع أن يزيل المخاوف ويتحلى بالشجاعة ويعلن البراءة من المخربين والمندسين.. فانا أؤيد ذلك مطلقاً وادعو القوات الأمنية لفرض الامن من جهة وإبعاد المخربين ولحماية الثوار السلميين من أي جهة تعتدي عليهم ولو كانوا من ينتمون لي ظلماً وزوراً”.

لكن بعد وقت قصير من التغريدة الاخيرة، طعن اشخاص يدعون انتماءهم للصدر، شابة في احدى خيم التحرير، بذريعة أنها “شتمت” مقتدى الصدر.ونشرت عدد من الصفحات المقربة من الصدريين على مواقع التواصل الاجتماعي، اسم خيمة تابعة لاحدى الجامعات، على انها تقوم بـ”اهانة الصدر”.

ويقول الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ(المدى) ان “القبعات الزرق يعملون بمهمات استخبارية، وهم يراقبون ويصورون كل من يدخل ويخرج من الساحة، وخصوصا النساء والعوائل”.

واضاف الناشط، انه اثناء عمله مع القبعات قبل ان يقرروا الانسحاب في المرة الاولى من الاحتجاجات في الشهر الماضي، كانت الكثير من الاشياء المريبة تحدث.

وبين الناشط، ان اصحاب القبعات “قد اعتقلوا عددا كبيرا من مجاميع تحمل سكاكين ويتاجرون بالمخدرات قرب ساحة التحرير، لكن لا نعلم مصيرهم، ولم يسلموهم للشرطة”.

واشار الناشط، الى ان “القبعات الزرق”، بدأ دورهم في 25/ 10 كحماية للمتظاهرين، ثم تحولوا الى النشاط السياسي في منتصف تشرين الثاني، حين بدأوا بالحديث عن مرشحين لخلافة عبد المهدي.

ومنذ تلك اللحظة، بدأ انصار الصدر، يضيقون على المعارضين في ساحة التحرير، ويهاجمون الخيم التي تنتقد مرشحيهم، وفق ما يقوله الناشط.

ويؤكد الناشط، ان “انصار الصدر لن يتركوا الساحات، وسيجدون طرقا اخرى للسيطرة على الاحتجاجات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here