أيها العراقيون أحذروا أصحاب الكلمة المنمقة والعبارة المزوقة

نعم ان الكثير من اصحاب الكلمات المنمقة والعبارات المزوقة ليست في صالح الحياة والانسان بل في صالح أعداء الحياة والانسان وفق المثل المعروف كلمة حق يراد بها باطل لهذا على الأحرار المخلصين ان يكونوا على يقظة وحذر من هذه المظاهرات والدعوات الضالة المضلة الدعوات التي ظاهرها الجنة وباطنها جهنم التي ظاهرها الرحمن الرحيم وباطنها الشيطان الرجيم لأن أصحابها عبيد اراذل لا يملكون شرف ولا كرامة كما يملكون من وسائل التضليل والخداع وحالات الترغيب والترهيب ما تمكنهم من اختراق دعوات قوى الخير وركوبها والسيطرة عليها وتوجيهها وفق ما يريدون وما يبتغون

لهذا على قوى الخير والنور ان توحد نفسها وترص صفوفها ولا تدع اي فرصة لأعداء الحياة والانسان التي تتحين الفرص لاختراقها وركوبها والقضاء عليها

ولو عدنا الى التاريخ لظهر لنا بشكل واضح ان أهل الفساد والرذيلة و أعداء الحياة والانسان هم الأكثر صراخا وعويلا والأعلى صوتا بمثل هذه الشعارات والكلمات والعبارات المزوقة والمنمقة الكاذبة والمزيفة منذ الطاغية فرعون وما قبله مرورا بالطاغية معاوية وحتى الطاغية صدام وما بعد صدام

وهذا يعني ليس من السهولة فهم حقيقة هؤلاء بمجرد الاستماع الى شعاراتهم وكلماتهم وعباراتهم وتظاهراتهم واحتجاجاتهم فكثير من هؤلاء يستخدمون هذه الشعارات وهذه الكلمات وهذه المظاهرات وسائل تضليل وخداع للجماهير ومن ثم ركوبهم والسيطرة عليهم والصعود على أكتافهم ومن ثم الوصول الى أهدافهم السيئة ونواياهم الخبيثة والضحية الشرفاء والمخلصين والأحرار من أبناء الشعوب وأعتقد ما أصاب الشعوب العربية من ظلم وظلام خير دليل على ذلك منذ أكثر من 1400 عاما والعرب لم يتقدموا خطوة واحدة الى الأمام ولم يرتفعوا درجة واحدة الى الأعلى لا يعني لا يوجد فيهم أحرار أهل عقل وحكمة وقدرة على التحدي والصمود بل لهم من القوة والتحدي وعشقا للحياة الحرة ما يفوق ما لدى الشعوب الأخرى الكثير الا ان صعوبة تغيير الواقع المتخلف العشائرئ الصحراوي خلق قوى ظلامية وحشية مفترسة مكنها من ذبح اي فكرة تنير العقل وتحرره من العبودية بل مكنها من السيطرة على اي فكرة جديدة والاستحواذ عليها فبدلا من الارتفاع الى مستواها لها القدرة على انزالها اي (الفكرة العقيدة) الى مستواها مما مكنها من مواجهة أصحاب الفكرة والقضاء عليهم وجعلت تلك الفكرة العقيدة في صالحها وهذا ما حدث عندما اعتنقت الاسلام فانها لم ترتفع الى مستوى الاسلام بل انزلته الى مستواها وطبعته بطابعها وهكذا كل معتقد كل

دين كل فكر تعتنقه حتى الديمقراطية والتعددية والاشتراكية بدلا من الارتفاع الى مستوى تلك الأفكار والتطبع بطابعها والتخلق بأخلاقها تنزلها الى مستواها وتفرض أعرافها و أخلاقها عليها وهذا ما فعلته بالاسلام الذي جاء رحمة للعالمين فجعلته شقاء وعذاب للعالمين

الغريب تمكن الفاسدون والمنافقون من اختراق المجموعات التي تدعوا الى بناء حياة حرة وخلق انسان حر وركوبها والسيطرة عليها والسير وفق رغباتها الخاصة ومنافعها الذاتية وهكذا ضاعت القيم والمفاهيم والأخلاق الانسانية ولم نعد نفرق نميز بين الصادق والكاذب بين الشريف والوضيع بين الحكيم الشجاع وبين الجاهل الجبان بين العبد وبين الحر ولا تزال هذه الحالة هي السائدة وهي الغالبة

مع العلم ان الكثير منا يرغب ويتمنى تجاوز هذه الحالة لكننا نعجز عمليا

نعود الى المظاهرات والاحتجاجات التي بدأت في العراق في 1-شهر العاشر رغم ان المظاهرات بدأت قبل عدة سنوات فكانت مظاهرات واضحة المعالم والأهداف ومعروفة الجهات والشخصيات التي توجهها وتقودها سواء التي حدثت في المناطق السنية او الكردية او الشيعية

لكن هذه المظاهرات اي التي بدأت في الاول من شهر تشرين في عام 2019 تختلف عن سابقتها انها حصرتها في المدن الشيعية فقط وكان الهدف منها خلق حرب شيعية شيعية و تدمير المدن الشيعية وذبح الشيعة بأيدي بعضهم البعض والاساءة الى المعتقدات الشيعية والرموز المقدسة الشيعية وتهديم مراقد ائمة أهل البيت وذبح كل من دافع عن العراق والعراقيين وكل من قاتل داعش الوهابية والصدامية في الوقت نفسه تدافع عن صدام وكل أعوان صدام وكل من ذبح العراقيين الاحرار وكل من اسر واغتصب العراقيات وكل من هدم وخرب المعالم الحضارية والانسانية والتاريخية في العراق مثل صدام وزمرته وال سعود وكلابهم الوهابية

فهم ضد ايران لأنها وقفت الى جانب الشعب العراقي وحمت أرضه وعرضه ومقدساته وهم مع ال سعود لانها أرسلت كلابها الوهابية والصدامية ثيران العشائر جحوش صدام عبيد المجالس العسكرية الطريقة النقشبندية داعش القاعدة وغيرها الكثير من الضواري المتوحشة لذبح العراقيين واسر العراقيات وتدمير العراق بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة بحجة انهم مجوس كفرة محتلين

من هذا يمكنني القول ان المظاهرات التي تنال تأييد ومناصرة ال سعود وكلابها وعبيدها أنها مظاهرات مرفوضة وغير مقبولة لان هدفها تدمير العراق وذبح العراقيين مهما كان جمال شكل العبارات والشعارات التي تطرحها وان ال سعود ودواعشها هم الذين يقودوها وهم الذين يسيروها وكل ما نسمعه مجرد تضليل وخداع كلمة حق يراد بها باطل

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here