الفياض يتلقى عرضاً بشأن مناصب حساسة في الحشد

ترجمة: حامد احمد

منذ سبعة اسابيع تقريبا قتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الجنرال الايراني قاسم سليماني بغارة اميركية قرب مطار بغداد الدولي.

منذ ذلك الوقت تشهد اوساط الحشد تنافسا فيما بينها لاختيار من يخلف المهندس لمتابعة امور الحشد في العراق، وتتمثل تلك المنافسة بين الفصائل الموالية لايران والفصائل الموالية لمرجعية السيستاني .

عدة قياديين شيعة ذكروا لموقع مدل ايست آي الاخباري، انه اذا لم تعمل الحكومة على تقليص النفوذ الايراني في جهاز الحشد فان جميع الفصائل المرتبطة بالنجف تهدد بالانسحاب منه .

وكان المرجع الديني علي السيستاني، هو من تولى بنفسه تشجيع تشكيل الحشد في بادئ الامر عند اصداره فتوى في 2014 تدعو العراقيين للتطوع لمقاتلة داعش الذي احتل في ذلك الوقت ثلث مساحة العراق .

ويؤكد محللون انه اذا ما انسحبت فصائل مرتبطة بمرجعية النجف من الهيئة فان الفصائل الاخرى الباقية المدعومة من ايران ستفقد قدرتها على درء أو صد أي انتقاد محلي وعالمي واتهامات بانتهاكات حقوق الانسان وفساد .

المحلل العراقي عبد الواحد طعمة قال “تسعى النجف الى تقليص خروقات توريد اسلحة ايرانية الى مؤسسات حكومية عراقية، في محاولة لابعاد العراق عن صراعات اقليمية ودولية. ولذلك فان هذا جزء من تنافس مستمر بين قم والنجف .”

ومضى المحلل طعمة بقوله “النجف ترى في الفراغ الذي حصل بعد مقتل سليماني والمهندس فرصة كبيرة لتولي زمام امور مؤسسة عسكرية مهمة وابعادها عن ايدي قياديين موالين لايران، وارجاعها عمليا لسلطة عراقية .”

اعادة السيطرة على الحشد الشعبي وفصائله المسلحة، خصوصا تلك الموالية لايران، كانت من بين احدى اكبر التحديات التي واجهت كل من حكومتي رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي ورئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على مدى الست سنوات الماضية .

محاولات سابقة بذلت لإعادة صياغة تشكيل فصائل الحشد لجعله تحت سيطرة الحكومة المركزية بشكل اكثر فاعلية قد تعرقلت وجوبهت بالرفض.

قياديين في الحشد قالوا للموقع الاخباري ان غياب المهندس وسليماني قد أرخى قبضة ايران على الحشد وخلق مساحة لقادة موالين للنجف لمحاولة ملء هذا الفراغ.

واضاف القادة انه خوفا من اندلاع “معركة شيعية ــ شيعية” غالبا ما كانت النجف تبقى صامتة عن هيمنة ايران على الحشد. ولكن لم يعد الامر كذلك الان .

ووفقا لقياديين، فان وفدا برئاسة ممثل السيستاني احمد الصافي وقياديين من اربعة فصائل كبيرة موالية للنجف وهي كل من فرقة أبو الفضل العباس وفرقة الامام علي ولواء انصار المرجعية ولواء علي الاكبر، قد التقت بقائد الحشد فالح الفياض لعرض مطالبهم .

واستنادا لقياديين اثنين حضرا اللقاء مع الفياض، فانه كان من بين المطالب التي قدمت قائمة بمناصب عليا في الحشد تريد هذه الفصائل شغلها .

وتضمنت القائمة ما يلي: سكرتارية الهيئة وهو المنصب الثاني المالي والاداري الاكثر نفوذا، ومساعد رئيس هيئة الاركان للعمليات وهو المنصب المشرف على ادارة العمليات، ومدير قوات الاحتياط الذي يشرف على المقاتلين المكلفين بحماية الاضرحة المقدسة والمرجعية الدينية، وكذلك منصب قيادة عمليات مناطق الفرات الاوسط والرمادي والموصل .

وقال احد الحاضرين في الاجتماع لموقع مدل ايست آي “نحن نحاول ارجاع الامور لوضعها الطبيعي. الحشد يجب ان يكون مواليا للعراق اولا وفي مقدمة كل شيء، ويجب ان يكون خاضعا للقيادة العراقية، بعيدا عن قضايا الفساد والمكاسب الاقتصادية والاجندات الاقليمية .”

واضاف قائلا “نعتقد ان هذا هو الوقت المناسب. وبإمكاننا تحقيق ذلك الان وسنفعل .”

استنادا لقيادي عراقي بارز من المقربين للحرس الثوري الايراني قال ان مقتل سليماني ترك فراغا في تولي مهام القيادة الميدانية لايران في منطقة الشرق الاوسط.

ووفقا لتعليمات جديدة فقد اوكلت حقيبة سوريا للرئيس الايراني حسن روحاني، وحقيبة لبنان لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر، اما العراق الذي ليس له قائد محلي الان فقد قسم بين اثنين، الحقيبة السياسية للعراق تم تسليمها للسفير الايراني السابق لدى بغداد حسن دنائي فر، في حين تم تسليم الملف العسكري العراقي لقائد وحدة العمليات لفيلق القدس حامد عبد اللهي، المساعد السابق لسليماني .

واضاف القيادي العراقي قائلا “لقد ابلغ الايرانيون عددا من قادة الفصائل انهم سوف لن يقوموا بتقديم اي مساعدات مالية او اسلحة لهم بعد الان”، مشيرا الى انهم ابلغوهم ايضا الابتعاد عن اي مواجهة مادية مع مصالح اميركية في العراق، والالتزام بدلا من ذلك بتسليط ضغط سياسي بقدر الامكان.

عن: موقع مدل ايست آي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here