من املاءات الإمام جعفر الصادق ع ( ت 148هـ) على تلميذه المفضل بن عمر،

مروان خليفات

حيث لم يوجد لأحد من أئمة المذاهب الأربعة ولا لأحد من أئمة السلف ولا لأحد من أئمة سائر الفرق هذا العلم ، الذي يدل على أنهم عليهم السلام بحق دون غيرهم قرناء القرآن، تحوي كلماتهم الإعجاز. من ذلك قوله عليه السلام :

(فكر يا مفضل في وصول الغذاء إلى البدن ، وفيه من التدبير ، فإن الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه ، وتبعث بصفوه إلى الكبد ، في عروق دقاق واشجة ( واصلة ) بينهما ، قد جعلت كالمصفى للغذاء ، لكيلا يصل إلى الكبد منه شئ فينكأها، وذلك أن الكبد رقيقة لا تحتمل العنف ، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف التدبير دما ، وينفذه إلى البدن كله في مجاري مهيئة لذلك ، بمنزلة المجاري التي تهيأ للماء ليطرد في الأرض كلها وينفذ ما يخرج من الخبث والفضول إلى مفائض قد أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة الصفراء جرى إلى المرارة وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال ، وما كان من البلة والرطوبة جرى إلى المثانة .

فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن ، ووضع هذه الأعضاء منه مواضعها ، وإعداد هذه الأوعية فيه ، لتحمل تلك الفضول ، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه ، فتبارك من أحسن التقدير ، وأحكم التدبير ، وله الحمد كما هو أهله ومستحقه)

التوحيد – المفضل بن عمر الجعفي – ص 19 – 20

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here