أردوغان يخفي ضحايا كبار الضباط الأتراك في ليبيا

حسن منصور، صحفي ليبي مستقل

أكد كل من وسائل الإعلام الليبية وكبار المسؤولين، خاصةً مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا غسان سلامة، أن الجيش الوطني الليبي قصف الميناء البحري في طرابلس. قامت قوات المشير خليفة حفتر بقصف مدفعي على السفينة التركية تنقل الأسلحة والمعدات العسكرية لدعم حكومة الوفاق الوطني.

هذه الحادثة هي أول حالة المواجهة المباشرة بين المشير الليبي والسلطان التركي. من الواضح أن هذه الخطوة اتخذتها القوات الليبية أحبطت تطلعات أردوغان. لم تتوقع أنقرة أن يكون لدى خليفة حفتر شجاعة كافية للرد بحزم على تصرفات الأتراك.

عندما وافق البرلمان التركي على طلب أردوغان بإرسال القوات التركية إلى ليبيا لدعم الحكومة العميلة برئاسة فايز السراج، فكان يتوقع مهمة سهلة. ولكن أخطأ وحولت العملية العسكرية المحفوفة بالمخاطر مذبحة كبار الضباط الأتراك.

وزعمت المصادر المطلعة في حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً أن القصف الأخير للجيش الوطني الليبي على ميناء طرابلس ألحق أضرارا جسيمة بالعتاد العسكرية التي أرسلت تركيا لصالح قوات حكومة الوفاق و أودي بحياة 6 ضباط أتراك. وكان أحدهم عقيد في المخابرات العسكرية التركية “أكخان” الذي كان يشرف على تسليم الأسلحة للحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.

الى جانب ذلك، أصيب نائب قائد القوات التركية في ليبيا العميد “خليل سويسال” المعروف باسم “المخلب الأسود” ومساعده الشخصي وعقيد في الأركان العامة التركية “كمال”.

ويحاول أردوغان إخفاء العدد الحقيقي من القتلى والجرحى بين العسكريين الأتراك في ليبيا. ويتجلى ذلك بشكل خاص في المقارنة مع تمجيد الجنود الأتراك الذين لقوا حتفهم خلال العمليات العسكرية في سوريا. تصر أنقرة على أن الأتراك لا يشاركون في الإشتباكات في ليبيا، ولا يقومون إلا بمهام المدربين والمستشارين. في الوقت نفسه، يُظهر تجاهل الخسائر البشرية في صفوف قواتها أن هناك مغالاة في تقييم القدرة القتالية للجيش التركي، وأن أردوغان يبذل قصارى جهده للحفاظ على صورته كـ”أمير الحرب العثماني العظيم” الذي كان يحاول خلقه لفترة طويلة.

إن طغيان الزعيم التركي يكلف الكثير لتركيا والمنطقة بأسرها. فإن أردوغان يهدد نخبة القوات المسلحة التركية ويغض الطرف عن الخسائر بينها في محاولة لتنفيذ النوايا الإمبريالية وإرضاء إخوانه المسلمين الليبيين. ويذكّر الجيش التركي حتماً أردوغان بموقفه المهمّل وتبقى ذلك مسألة وقت فقط. وعندما تأتي هذه اللحظة، لن تفوت الدول المجاورة لتركيا فرصة للانتقام من السلطان الفاشل مع مراعاة سوء سلوكه سابقاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here