البيان المركزي لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الـ 51

22 شباط 1969، فجر جديد في تاريخ الثورة والشعب والوطن

51 عاماً في النضال من أجل تقرير المصير والاستقلال والعودة

· بالخروج من أوسلو واستنهاض المقاومة الشاملة نفشل «خطة ترامب – نتنياهو»

■ في 22 شباط يحتفل شعبنا وقواه السياسية والقوى الصديقة بانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي شكلت حاجة ضرورية وموضوعية لإحداث النقلة التاريخية في مسار الكفاح المشروع لشعبنا، في اعادة بناء شخصيته الوطنية، وبناء حركته الوطنية المعاصرة، وتسليحها ببرنامج نضالي واقعي وثوري، يشكل أساساً لاستقطاب أوسع التأييد على المستوى العالمي، لحقوقه الوطنية المشروعة، في تقرير المصير، والاستقلال والعودة.

■ خاضت الجبهة في عامها الواحد والخمسين غمار نضالات شديدة التعقيد، جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا وقواه السياسية، في ظل ظروف صعبة تصاعدت فيها الهجمة الأميركية – الإسرائيلية لتصفية القضية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، واستعادة المفاهيم والقيم الإستعمارية والكولونيالية لفرض الواقع الإحتلالي الإستعماري الاستيطاني حلاً دائماً لقضيتنا الوطنية عبر شطب كل عناصرها وتحويل الدولة الفلسطينية إلى معازل تفصل بينها الطرق الإلتفافية والجسور والمعابر، والحواجز والمواقع العسكرية، تحت الهيمنة الكاملة للسلطات الإسرائيلية، بما يقود إلى شطب الهوية الوطنية للشعب والهوية الوطنية للأرض، وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

■ تصدت الجبهة للهجمة الأميركية – الإسرائيلية في اتباعها كل أشكال النضال، في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، في الضفة الفلسطينية وفي القلب منها القدس، وفي قطاع غزة، وفي أقطار اللجوء وبلدان المهاجر، قدمت في سياق ذلك اسهاماتها النضالية المميزة في ميدان العمل السياسي، والمواجهة الميدانية للاحتلال والاستيطان، والدفاع عن قطاع غزة ضد الحصار، وصون حقوق اللاجئين وقضاياهم الإجتماعية وفي مقدمهم حقهم في العودة إلى الديار والممتلكات، وقدمت في سبيل ذلك التضحيات الغالية من شهداء وأسرى وجرحى، تقدموا الصفوف في المواجهات الشاملة؛ رافعين رايات فلسطين، ورايات منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ورايات الجبهة الديمقراطية، رايات البرنامج الوطني في العودة وتقرير المصير والاستقلال والحرية والسيادة.

■ شهدت القضية الوطنية خلال العام المنصرم من حياة الجبهة، أحداثاً كبرى، ستكون لها آثارها على مستقبل النضال الوطني، تحملت خلالها الجبهة المسؤولية الوطنية كاملة، رغم ما تعرضت له من ضغوط وحصار سياسي ومالي، في رهان فاشل لتطويق دورها النضالي واضعافه، لكن الجبهة، بمناضليها قادة وكوادر وقواعد وتياراً جماهيرياً، تحدت الضغوطات، وقاومت كل أشكال الحصار، بما فيها الحصار المالي الخانق وحافظت على مواقعها المتقدمة في صف المعارضة الوطنية لاتفاق أوسلو وسياساته، ومن أجل التحرر من قيوده، والانتقال بالحالة الفلسطينية من مربع الرفض اللفظي والكلامي المجاني، إلى الاشتباك في الميدان وفي المحافل الدولية مع الإحتلال وخطة ترامب – نتياهو، بما في ذلك سحب الإعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، ومقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي، واسترداد سجل السكان والأراضي من الإدارة المدنية، ومن أجل الولاية القانونية على كامل أراضي دولة فلسطين، وتصحيح العلاقات الداخلية بين فصائل م.ت.ف والحركة الفلسطينية عموماً وإنهاء الإنقسام وتوطيد أركان الوحدة الداخلية واصلاح الأوضاع في المؤسسات الوطنية في م.ت.ف. لصالح تكريس مبادئ الشراكة الوطنية بديلاً للتفرد والاستفراد، بما في ذلك تشكيل مجالس ادارة مستقل للصندوق القومي الفلسطيني، مرجعيته الوحيدة، قرارات المجلسين الوطني والمركزي، بديلاً لسياسات تصفية الحسابات السياسية عبر فرض الحصار المالي على الفصائل والهيئات الوطنية.

■ إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وفي العيد الواحد والخمسين لانطلاقتها ترحب بكل المواقف العربية والمسلمة والعالمية عموماً، في رفضها «خطة ترامب، نتنياهو» أساساً للحل، وتمسكها بالمعايير الدولية وقرارات الشرعية الدولية، والحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، كما أقرتها قرارات مجلس الأمن، والجمعة العامة، وباقي المؤسسات، في العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة والحرية، وتؤكد أن هذا يشكل أساساً متيناً يجب البناء عليه للانتقال إلى المجابهة الميدانية للاحتلال، والاستيطان، و«خطة ترامب – نتنياهو»، عبر وقف الرهان على العودة إلى المفاوضات البائسة العبثية، تحت سقف أوسلو، والخروج من اتفاقات أوسلو، وبروتوكول باريس وقيودهما، بكل ما يتطلب ذلك من خطوات واجراءات نصت عليها قرارات المجلس الوطني (30/4/2018) والمركزي (في دورتيه 27و28)، وسلوك طريق الانتفاضة والمقاومة الشعبية، ونقل القضية إلى الأمم المتحدة، بطلب انعقاد مؤتمر دولي بموجب قرارات الشرعية الدولية، واشراف مباشر من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبسقف زمني محدد، وبقرارات ملزمة للجانب الإسرائيلي تكفل لشعبنا حقوقه الوطنية المشروعة كاملة، كما ومواصلة المعركة الوطنية في المحكمة الدولية لإدانة ومقاضاة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال، ونزع الشرعية عن الاحتلال، وعزل دولة إسرائيل، وادارة ترامب، وافشال خطة الثنائي الأميركي – الإسرائيلي لشطب القضية والحقوق الوطنية لشعبنا.

■ والجبهة الديمقراطية وهي تعبر نحو العام الثاني والخمسين من عمرها النضالي، بقياداتها وكوادرها، وقواعدها، وتيارها الجماهيري، تملؤها الثقة الكاملة بصمود شعبنا، وثباته، وعدالة قضيته وحقوقه الوطنية، وفي ظل الالتفاف الدولي حول هذه الحقوق، كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية، وفي ظل الإجماع الدولية على رفض صفقة ترامب – نتنياهو، تجدد العزم والاصرار على المضي قدماً على الطريق الذي رسمه شهداؤها وشهداء شعبنا الأبرار، وحمل مشاعلهم المناضلون في مواقع النضال في الأرض المحتلة وفي سجون الإحتلال، ومناطق الشتات واللجوء والمهاجر، تحمل راية اليسار الفلسطيني الوضاءة دوماً، تنير الطريق نحو الأهداف الوطنية المقدسة، كما رسمتها مؤسساتنا الوطنية بقيادة م.ت.ف الائتلافية، العودة وتقرير المصير والاستقلال والحرية، ودحر المشاريع المعادية، وفي مقدمها خطة ترامب نتنياهو عبر الخروج من اتفاقيات أوسلو والتحرر من قيوده، وخوض حرب الاستقلال على هدى قرارات المجلسين الوطني والمركزي.

عاش العيد الواحد والخمسون للانطلاقة المجيدة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ببرنامجها الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا المناضل

المجد للشهداء – الشفاء للجرحى – والخلود للوطن

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

اللجنة المركزية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here