لن يكون العراق حرا ومستقلا وآمنا ما دامت ولاءات القائمين على أمره موزعة بين الدول شرقها وغربها.

احمد صادق.

إن مصير العراق اليوم وفي المستقبل تتحكم به من الشرق والغرب دول بعضها أقل شأنا منه في تاريخها الحضاري والثقافي. إن هذا الكلام هنا لن يَفُتَّ في ساعِد هؤلاء الذين يعملون لمصلحة الأجنبي في الشرق والغرب بل هم ماضون في خدمة الأجنبي وأهدافه. أولا، الفصائل المسلحة التي تحمل السلاح خارج القانون وتهدد الأمن الوطني وتسبب القلق والخوف والترقب للمواطن العراقي وتسبب الإحراج للحكومة أمام العالم حين تقوم بأعمال خطف واغتيال وقنص للمتظاهرين في بغداد أو ضرب سفارة دولة أجنبية وقواعدها العسكرية بالصواريخ، مع اختلافنا مع هذه الدولة الأجنبية وسياستها تجاه العراق، وكل هذا من أجل خدمة مصلحة إيران التي تقر هذه الفصائل المسلحة سرا أو علانية بالولاء لها. وثانيا، لن يَفُتَّ في ساعِد بعض الفضائيات المحلية التي تُسَخِّر برامجها لمصلحة بعض محميات الخليج بل هي ماضية في خدمتها لها لقاء مردود معلوم وليس لوجه الله، لتشيع الفتنة داخل العراق وتحرض المخربين الصبية والمراهقين الخارجين من ظلام المناطق المشبوهة في الباب الشرقي والبتاويين، وتفبرك الفيديوهات لتظاهرات سابقة على أنها تظاهرات يومية وتجترها ليل نهار في أخبارها لتوهم الناس أن التظاهرات لا زالت مستمرة والحشود تتوافد على ساحات التظاهرات، وتجري اللقاءات والندوات مع محللين سياسيين نزعم أن بعضهم وطنيون ولا يجب أن يتورطوا مع قنوات مشبوهة بل موالية بل مُرتَزِقَة كما هو الحال مع قناة (الشرقية،) ربما بإغراءات مادية، هذه القناة التي لا أدري بمن تستقوي في الداخل لتبقى مفتوحة وتبث سمومها وأكاذيبها بين العراقيين مستغلة حرية التعبير أبشع استغلال، ولا نرى تحركا حكوميا رسميا لإغلاقها ولجمها وبالتالي ردع مؤسسها صاحب التاريخ الأسود….

…… إن الشوارع في ساحة الخلاني والطيران والوثبة وشارع الرشيد والجسور التي فُتحت تشهد على استمرار تحسن الوضع الأمني وعودة الحياة الطبيعية شيئا فشيئا إلى هذه الأماكن، رغم الاعتداءات التي تقوم بها مجاميع (المزعطة) التي تختبئ خلف البنايات على القوات الأمنية بين الحين والآخر، وتشهد على عودة المتظاهرين السلميين إلى ساحة التحرير مصممين على تحقيق مطالبهم المشروعة. ….. ولكن كل هذه المظاهر لعودة الحياة الطبيعية وتحسن الوضع الأمني ليست شيئا يمكن أن يغير ( قناعات) هذه الفضائية المأجورة وغيرها من الفضائيات على شاكلتها في التوقف عن بث الفتنة بين العراقيين وتحريضهم بل الاستمرار في خدمة أسيادهم في إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني الذين يدفعون لهم بسخاء، كما يبدو، على حساب مصلحة العراق والعراقيين لعل نظام الحكم (الشيعي) يتغير ويخلو لهم وجه العراق!

والشيعة اليوم لا يحكمون العراق وحدهم، فالسنة والأكراد معهم في الحكم وكل هؤلاء لا يحكمون بلدا حرا ومستقلا ولا آمنا، لا اليوم ولا في المستقبل ما دامت ولاءات هذه الكتل الثلاث موزعة على إيران والسعودية وتركيا والأمريكان. ومن الصعب جدا أن تجد اليوم مسؤولا عراقيا يشترك في حكم العراق يَخُصُّ العراق فقط بولائه دون غيره لا اليوم ولا في المستقبل، وحتى لو وجد فهو ضائع بين ولاءات بقية المسؤولين العراقيين للأجانب …..!

بغداد في 22/2/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here