تصعيد متظاهري الناصرية يضطر الشرطة للسماح بدخول متظاهري النجف

ذي قار / حسين العامل

احتفى متظاهرو محافظة ذي قار يوم أمس الأول السبت ( 22 شباط 2020 ) بضيوفهم من ثوار النجف وسط ساحة الحبوبي بالناصرية

وذلك بعد ساعات من الفعاليات التصعيدية التي اضطرت قيادة شرطة ذي قار للسماح بدخولهم بعد منعهم في بادئ الأمر ، فيما جدّد متظاهرو محافظة ذي قار المطالبة بإقالة قائد شرطة المحافظة العميد ناصر الاسدي ومحاكمته ، وذلك على خلفية تورطه بقمع التظاهرات في وقت سابق ومنع ثوار النجف من دخول الناصرية ووصفه لهم بالعناصر التخريبية المثيرة للفوضى.

وقال الناشط الإعلامي عقيل الزاملي للمدى إن ” قائد شرطة ذي قار بات يتعمّد الاحتكاك بالمتظاهرين لخلق حالة من التوتر وهذا ما حصل عند منعه ثوار النجف من دخول الناصرية والوصول الى ساحة التظاهرات بالحبوبي”، وأردف أن ” منع ثوار النجف من دخول الناصرية استفز ثوار الناصرية واضطرهم الى التصعيد وقطع الطرق والجسور وهو ما جعل قيادة الشرطة توافق فيما بعد على دخولهم “.

وأوضح الزاملي أن ” الناصرية تعتبر عاصمة الثورة وأن منع تنسيقيات المحافظات ومتظاهريها من الوصول إليها من دون مسوغ قانوني يعد استفزازاً للمتظاهرين ويؤدي الى المزيد من التصعيد والتوتر في المحافظة “، منوهاً الى أن ” ساحات التظاهر في المحافظات المنتفضة تقوم بين وقت وآخر بتشكيل وفود تضامنية وتبادل الزيارات وتنسيق المواقف فيما بينها وهذا عُرف ثوري يجمع أبناء الوطن الواحد ولا مبرر لمنعه من قبل قيادة الشرطة”.

وأشار الناشط الإعلامي الى أن ” المتظاهرين في ذي قار وبعد ما جرى جدّدوا المطالبة بإقالة قائد الشرطة لتورطه بقمع التظاهرات على جسر فهد عند طريق المرور السريع والفشل في حماية المتظاهرين من الاغتيال وساحة التظاهر من الهجمات المتكررة ، فضلاّ عن منع ثوار النجف من دخول الناصرية ووصفهم بالعناصر التخريبية المثيرة للفوضى”.

ومن جانبهم أصدروا ثوار ساحة الحبوبي بياناً حول الأحداث جاء فيه إن ” ما فعله ناصر الاسدي قائد شرطة ذي قار مع أهلنا القادمين من مدينة النجف الأشرف هو خرق للدستور الذي كفل حرية التنقل والسفر داخل العراق وخارجه وفق المادة ( 44 / أولاً) “، وأضاف أن ” ثوار ساحة الحبوبي تدين هكذا عمل يفرق بين العراقيين دون مبررات قانونية أو دستورية ولا يمكن السكوت عليها “.

وطالب بيان ثوار ساحة الحبوبي “بإقالة قائد الشرطة ومحاكمته بسبب جرائمه وتماديه وذلك حفاظاً على السلم الاجتماعي واستقرار المحافظة على حد قول البيان “، واستذكر البيان جملة من الأعمال التي قام بها قائد الشرطة في مجال قمع التظاهرات وتورطه بقتل 3 متظاهرين وإصابة أكثر من 100 آخرين وحرق 28 خيمة في واقعة جسر فهد التي جرت نهاية كانون الثاني من العام الحالي .

وفي غضون ذلك شهد مركز مدينة الناصرية فعاليات تصعيدية للاحتجاج على قرار قائد شرطة ذي قار القاضي بمنع ثوار النجف من دخول الناصرية حيث قام عدد من متظاهري ساحة الحبوبي بقطع جسر الحضارات وتقاطع بهو البلدية بالإطارات المحروقة ، فضلاً عن التلويح بالتظاهر أمام سيطرة البطحاء التي منعت النجفيين من الدخول وهو ما اضطر قيادة الشرطة الى السماح بدخولهم ، حيث جرى استقبالهم من قبل حشود المتظاهرين في ساحة الحبوبي والاحتفاء بترديد الأهازيج من قبيل ( يا هلا بهل ضيف يا مية هله ) و ( اسمع ذي قار اشكالت ما ننطي الخطار ).

يذكر أن قائد شرطة محافظة ذي قار العميد ناصر الاسدي، أصدر في يوم السبت ( 22 شباط 2020 )، بياناً أوضح فيه أسباب منع وفد يمثل معتصمي محافظة النجف من دخول المحافظة الى ورود معلومات أمنية من قيادة شرطة النجف ومن تنسيقيات ساحة اعتصام الحبوبي وساحة تشرين تفيد بوجود عناصر تخريبية قادمة لإثارة الفوضى ومن غير المرغوب بهم في النجف وبناءً على طلب هذه الجهات تم إصدار الأوامر بمنع دخولهم للمحافظة.

وبدورهما نفيا كل من قيادة شرطة النجف والمتظاهرون في ساحة الحبوبي ما ورد من مزاعم عن وجود عناصر تخريبية بين وفد ثوار النجف حيث نفى قائد شرطة النجف قيامه بتزويد شرطة ذي قار بأي معلومات أمنية إطلاقاً ضد المتظاهرين ، وأضاف في بيان صدر عن إعلام مديرية شرطة النجف ” نشعر بالأسف والأسى من وصف أبناء مدينة الإمام علي عليه السلام (بالمنبوذين) فمثلما النجف الأشرف مدينة تحتضن جميع العراقيين والأديان والقوميات كذلك ذي قار مدينة لجميع العراقيين.

فيما ذكر بيان للمتظاهرين في ساحة الحبوبي تابعته المدى أن “ساحة الحبوبي كانت على موعد مع متظاهري محافظة النجف الأشرف كجزء من تنسيق المواقف ما بين ساحات الاحتجاج في عموم المحافظات المنتفضة لإدامة الزخم و توحيد الجهود والمطالب”، وأضاف إن ” ما قام به قائد الشرطة يتعارض مع القيم والأعراف العشائرية و حسن الضيافة التي تتمتع بها محافظة ذي قار”.

ونفى البيان قيام تنسيقيات ساحة الحبوبي بتزويد قيادة شرطة ذي قار بمعلومات عن متظاهري النجف مؤكداً أن ” ساحة الحبوبي لا توجد فيها تنسيقيات من الأساس ” ، وأضاف ” وعليه فإن ساحة الحبوبي تطالب بإقالة قائد الشرطة بسبب ما قام به من فعل مشين أساء لسمعة أهالي المحافظة”.

وبدوره استنكر محافظ النجف لؤي الياسري، ، تصريحات قيادة شرطة ذي قار ضد شباب النجف الذين وصلوا إلى مدينة الناصرية يوم السبت ، لزيارة شباب ذي قار في ساحات التظاهر.

وذكر بيان لمكتب المحافظ تابعته المدى يوم (22 شباط 2020)، إن “النجف وذي قار العزيزة هما نبض الوطن، وما تضمن بيان شرطة ذي قار مرفوض وغير مقبول تجاه شباب النجف، الذي وصفهم بالمخربين والمنبوذين، خصوصاً أن قيادة شرطة النجف الأشرف نفت إعطاء أي معلومات عن الشباب النجفي الذي ذهب إلى الناصرية”. وأضاف البيان “بدورنا كحكومة محلية في النجف نطالب باعتذار رسمي لشبابنا النجفي، وكذلك مطالبتنا من وزير الداخلية بفتح تحقيق عن الاتهامات غير المرغوب بها من قبل قيادة شرطة الناصرية التي مسّت شبابنا النجفي”. ويشار الى أن الفعاليات الاحتجاجية في محافظة ذي قار شهدت صباح يوم الاثنين ( 10 شباط 2020 ) تصعيداً كبيراً وسط مدينة الناصرية ، وذلك للضغط باتجاه إقالة قائد شرطة المحافظة وتحقيق المطالب الأخرى التي نادوا بها منذ أكثر من أربعة أشهر، وفيما اتهموا قائد الشرطة بالتحزّب وارتكاب جرائم قتل بحق المتظاهرين في واقعة جسر فهد والخط السريع والحبوبي ، أعلنت دائرة صحة ذي قار عن استشهاد أحد المتظاهرين .

وتشهد مدينة الناصرية التي تضم ساحة الحبوبي ، موقع الاحتجاجات الرئيس في المحافظة، حملات مستمرة من العنف كان آخرها هجوم دموي من قبل مسلحين مجهولين على خيام الاعتصام في الساحة المذكورة ومواجهات دامية بين القوات الأمنية والمتظاهرين دارت يومي السبت والأحد 25 و 26 كانون الثاني 2020 قرب جسر فهد على الطريق السريع ومركز مدينة الناصرية وأسفرت عن سقوط أكثر من 110 متظاهرين ما بين جريح وشهيد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here