تعيين بديل عن المهندس يربك العلاقة بين فصائل الحشد

يواجه فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، ضغوطاً وتهديدات قد تفقده منصبه، بسبب خلافات على اختيار خليفة لنائب الهيئة السابق أبو مهدي المهندس، الذي قتل في غارة اميركية، مطلع العام الحالي قرب مطار بغداد.

ويفضل الفياض اختيار شخصية “معتدلة” للمنصب، وهو خلاف ما تراه طهران التي قدمت مرشحا مقربا منها يوصف بـ”المتشدد”، تم تمريره بمساعدة فصائل موالية لايران، ابرزها عصائب اهل الحق ومنظمة بدر، بحسب مسؤولين.

كذلك رفضت أربع فصائل في الحشد الشعبي تابعة للمرجعية الشيعية، تنصيب المقرب من ايران، والمعروف باسم “ابو فدك”، القيادي في كتائب حزب الله، مؤكدة انها قدمت مقترحات الى رئيس الهيئة وتنتظر قراره.

في الاسبوع الماضي، قال ابو علي البصري، مسؤول عمليات الحشد، للوكالة الرسمية، ان هيئة الحشد الشعبي اتفقت على تعيين “أبو فدك عبد العزيز المحمداوي بمنصب رئيس هيئة الأركان خلفاً للحاج أبو مهدي المهندس”.

واستحدث منصب “رئيس الاركان”، في الهيكلية الاخيرة، التي اصدرها رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، في ايلول الماضي، والتي تسببت في جدل حينها، حول وضع “المهندس” – قبل مقتله- في التشكيلة الجديدة، بعد الغاء موقع نائب رئيس الحشد – الذي كان يشغله الاخير- دون سبب واضح.

ويقول قيادي سابق في الحشد، ان فالح الفياض، كان من اشد المعترضين على تعيين “ابو فدك”، لكن “طهران فرضت الاسم وهددت الفياض”.

و”ابو فدك”، هو عبد العزيز المحمداوي، ويلقب بـ”الخال”، ويعتبر من اشد المقربين للجنرال الايراني قاسم سليماني، الذي قتل في الغارة الاميركية مع ابو مهدي المهندس.

ويؤكد القيادي في الحشد لـ(المدى)، والذي طلب عدم نشر اسمه، ان “ايران هددت الفياض بابعاده عن رئاسة الهيئة وتسليمها الى هادي العامري، رئيس منظمة بدر، في حال رفض تسمية الخال”.

ووفق المسؤول السابق، ان العامري، كان مرشحا قويا بعد مقتل المهندس لرئاسة الهيئة، لكن طهران تراجعت في اللحظات الاخيرة، تقديرا لموقف الفياض، الذي تسبب في 2018 بكسر تحالف النصر، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وتحويل دفة الحكم الى قوى الحشد.

وتنظيميا عمل “ابو فدك” مع منظمة بدر عام 1983، وكلف بمهام الاستخبارات لمنظمة بدر كمساعد لهادي العامري. وفي عام 2004 رفض التخلي عن السلاح، وشكل مجاميع خاصة ضد القوات الاميركية مرتبطة ماليا بمنظمة بدر.

ويضيف القيادي السابق: “الفياض كان يرغب بتسمية شخصية معتدلة بديلا عن المهندس، وليست متشددة ومتطرفة ومعروفة بالعنف”.

في عام 2006 عاد “الخال”، للعمل مع المهندس وارتبطت عناصره المسلحة مع الجنرال سليماني وشكل تنظيم كتائب حزب الله، بمساعدة عماد مغنية (القيادي في حزب الله اللبناني- قتل عام 2008)، كمجموعات خاصة، مدربة ومجهزة بشكل متطور، لقتال الأميركان. ورجع اسمه “ابو فدك” مع حادثة اختطاف الـ26 صياد قطري، (اعلنت الداخلية العراقية، اطلاق سراحهم عام 2017 بعد سنة من الاختطاف، دون ذكر هوية الخاطفين).

واعتبر “الخال”، بحسب ناشطين، المسؤول عن الحوادث التي وقعت أثناء الاحتجاجات الأخيرة في بغداد، من بينها الهجوم الذي نفذه مسلحون على المحتجين في منطقة السنك والسفارة الأميركية، نهاية العام الماضي . ومؤخرا، شكلت بعض الفصائل الموالية لطهران، لجنة لاختيار بديل عن المهندس. وفي كانون الثاني الماضي، تسرب اسم ابو علي البصري، مسؤول الحركات في الحشد، لكن الهيئة نفت تسمية الاخيرة للمنصب الشاغر. وفق التسريبات، ان اللجنة مكونة من “الخال” نفسه، والبصري، وزعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، وشقيقه ليث الخزعلي، والمسؤولين في الحشد، وابو منتظر الحسيني، وابو ايمان الباهلي (المتهم باخطاف ناشطين)، والنائبين احمد الاسدي وعدنان الفيحان. ورفض عدد من القياديين في الحشد ونواب عن تحالف الفتح (المظلة السياسية للحشد) التعليق على آلية اختيار “ابو فدك” خلفا للمهندس، فيما قال اعلام الهيئة لـ(المدى) بان اختيار المحمدوادي “هو امر داخلي كما يحدث في وزارة الداخلية او الدفاع”، رافضة التعليق على الحادث.

اعتراض فصائل المرجعية

يوم السبت الماضي، قال بيان مشترك أصدرته أربعة فصائل هي لواء أنصار المرجعية ولواء علي الأكبر وفرقة العباس القتالية وتشكيلات فرقة الإمام علي القتالية بيانا مقتضبا قالت فيه “ليس لنا علم بأي تنصيب لمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الآن”. وأضاف البيان أن اختيار بديل المهندس “يحتاج لسياقات قانونية، غير متوفرة الآن في ظل حكومتين، إحداهما تصريف أعمال، والأخرى لم يكتمل تكليفها”.

وتابع البيان أن “القوات المشكلة من قبل العتبات (مراقد الأئمة) قدمت رؤيتها لرئيس الهيئة (الحشد) وتنتظر الإجابة عليها بشكل رسمي”.

ولم توضح الفصائل ما الذي تضمنته رؤيتها، لكن بعض التسريبات، المحت الى ان تلك الفصائل هددت بالانسحاب من هيئة الحشد الشعبي.

وشهدت الهيئة، في الاشهر الاخيرة من العام الماضي، خلافات حادة بين جناحي الفياض والمهندس، على خلفية قصف مواقع تابعة للفصائل، والموقف من حادثة السنك التي تسببت بسقوط نحو 100 متظاهر بين قتيل وجريح.

ويقول المسؤول السابق في الحشد الشعبي، ان “قضية الخال لم تحسم حتى الان، ولم نشاهد وثيقة موقعة من الفياض على تسليم المحمداوي منصب رئيس الاركان”، مؤكدا ان هناك جدلا في الجهة التي ستوافق على تعيين “ابو فدك” خصوصا مع تحول الحكومة الى تصريف اعمال، وعدم اختيار حكومة جديدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here