العترة تبعدك عن الغبرة

يوسف السعدي

خلال سعي الانسان الى القيام بدوره الذي خلقة الله من اجله، يبحث دائما عن خبرات الاخرين الذين نجحوا في القيام بدوره على أكمل وجه، لكي يختصر على نفسه الكثير من التجارب للوصول للحقيقة، أن خير قدوة يسير على خطاها الانسان هم العترة محمد (عليه واله أفضل الصلوات).

يتلمس الدارس والمتتبع لمنهجه انه يقطر ولاءً لأئمة أهل البيت اعتقاداً منه اعتقاداً جازماً انهم الحق الذي لا يشوبه أي شك، وسفن النجاة التي أمر الله تعالى بركوبها، وان الإسلام دين لم يكتمل في رؤاه ونظرياته ان لم نتمسك بالعِدل الآخر، فهو يقول: ((ان أطروحة أهل البيت من أهم الاطروحات الإسلامية ذات الأبعاد المتعددة، العقائدية والفكرية والثقافية والتاريخية والاجتماعية. فهم امتداد للنبوة في خط الإمامة، وولاة الأمر اللذين أوجب الله طاعتهم وولايتهم ومودتهم.

كان يراهم عدل القران الكريم الذي هو الثقل الأكبر، وأهل البيت هم الثقل الآخر الذي لن يفترق عن القران، بل هم علماء القران أيضا يفسرونه ويوضحونه ويبينونه ويكشفون غرائبه ويستخرجون كنوزه، وفي الوقت نفسه هم حملة السنة النبوية في تفاصيلها ومصاديقها، ويعرفون ما تؤول إليه الآيات والأحاديث في حاضرها ومستقبلها)).

وجد في سيرتهم وسلوكهم وأحاديثهم العلمية والتعليمية ثقافة غزيرة بكل أبعادها وان صورة الإسلام بما هو الدين الخاتم للشرائع السماوية، مشروع متكامل يعالج مشاكل الحياة وظروفها من جميع زواياها إنما تتكامل من خلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة، ، فاستهوته الموسوعات التاريخية والحديثية منذ نعومة أظفاره، واصبح الحديث عن سيرة أهل البيت ملازما له في وصاياه ونداءاته ونصائحه وإرشاداته، ومن اجل تأصيل هذه الثقافة والمفاهيم السامية في نفوس اتباع اهل البيت كان له دور ريادي في تنضيج فكرة اقامة مهرجانات واحتفالات بالمناسبات الدينية في مختلف المدن العراقية، ولتكون في ذات الوقت تظاهرة تعبّر عن مواقف المرجعية تجاه قضايا الساعة التي تجري في العراق، فهو يرى انهم خير قدوة يمكن للبشر الاقتداء بهم، وثقافتهم خير دروع يتحصن بها اتباع محمد .

سيرة حياة شهيدنا الخالد، وما زخرت به من اشراقات في كل جوانبها، والمحبة التي حضي بها في نفوس انباع اهل البيت، واستشهاده بهذه الطريقة انما هي تتويج لحياة ابتدأت وسارت واختتمت على منهج العترة المحمدية، وهي دليل واضح كيف يبعدك التمسك بالعترة عن غبره الوجه يوم القيامة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here