المناظرات،

الدكتور صالح احمد الورداني
—–
في أواخر السبعينيات وقع في يدي منشور وهابي يحمل عنوان : مطارق النور تبدد أوهام الشيعة لباكستاني يدعى محمد مال الله..
وهو من نشر دار إخوانية..
وكنت على علاقة بصاحبها الإخوانى..
وكان قد نشر لى اول كتبي في عام 1976م وهو كتاب يحمل عنوان : الإطعام والأمن ومنهج الدعوة الى الله من خلال سورة قريش..
وزرته يوما فوجدت كاتب المنشور الباكستاني في ضيافته..
ومن هنا بدأت أرصد العلاقة بين الإخوان والوهابيين..
ومنشور مطارق النور يتحدث عن مناظرة جرت بين ابن تيمية والعلامة الحلي..
وتم فيها هزيمة الحلي بالطبع..
والكاتب لم يشر الى مصدر هذه المناظرة..
وهو ما دفع بى للبحث عنها..
وكانت النتيجة أنني لم أجد أثرا أو حتى إشارة لها في أي مصدر من المصادر..
ثم كانت المفاجأة أثناء اطلاعي على كتاب منهاج السنة لابن تيمية..
واكتشفت أن المناظرة منقولة بالكامل من هذا الكتاب مع قدر كبير من التحريف والتقطيع في الكلام المنسوب للحلي فيه..
ولم يثبت من خلال أي مصدر أن ابن تيمية التقى بالحلى وناظره..
وكتاب منهاج السنة هو رد على كتاب منهاج الكرامة للعلامة الحلى على طريقة ابن تيمية في الرد على الخصوم..
وكان قد وقع في يدي فيما بعد منشور شيعي بعنوان مؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطيه وهو بلا ناشر وبلا تحقيق..
وهذا المنشور يحوي مناظرة جرت بين فقيه سني أشير إليه بالعباسي وفقيه شيعي أشير إليه بالعلوي في فترة حكم الملك ملك شاه بن ألب أرسلان السلجوقي (ت 485ه)
والمنشور بهذه الصورة يعد ضعيفاً ويسهل التشكيك فيه..
وفي تلك الفترة كان كتاب المراجعات هو الكتاب الرائج في مواجهة خصوم الشيعة..
إلا أن هذا الكتاب الذي يحوى مراسلات حول الإمامة بين الشيخ شرف الدين (ت1957م)وشيخ الأزهر سليم البشري (ت1916م) تم الرد عليه من قبل الوهابيين..
مع التشكيك في لقاء شرف الدين بالبشري ومحاورته أو مراسلته..
وهو ما أضعف كتاب المراجعات خاصة أن لغته لا تتناسب مع العقل السلفي السائد..
ودفع ببعض الشيعة الى إعادة تحقيقه..
والعقل السلفي او الوهابي هو عقل فارغ لا يفهم لغة الأدب والمراسلات أو المحاورات..
وكان لابد أن يخاطب بعقله ولغته..
وأن تلقي الكرة في ملعبه..
من هنا قمت بتحقيق منشور مؤتمر علماء بغداد وتحقيق منشور مطارق النور وألحقتهما بكتاب واحد وقمت بنشره..
وكانت تلك هى قصة كتابي المناظرات بين فقهاء السنة والشيعة في طبعته الاولى عام 1997م التي نفذت في فترة قصيرة ..
وصدر تحذير وهابي من الكتاب..
وصورة الكتاب في طبعته الاولى منشورة على الانترنت..
وعلى صفحته الاولى كتب أحد الوهابيين بخط يده يحذر من قراءته..
وبعد سنوات وأثناء تجوالي في الجناج السعودي بمعرض القاهرة للكتاب وقع في يدي منشور يحمل عنوان : مناظرة الامام جعفر الصادق للرافضي من نشر مكتبة وهابية في الرياض..
وهى أشبه بمحاورة تمت بين الصادق وأحد الشيعة حول أفضلية ابوبكر على علي..
وأفحم فيها الشيعي في النهاية وأقربأفضلية أبي بكر..
وبالبحث تبين أن هذه المناظرة لا أصل لها وإن كان المحقق الوهابي قد عرض صورا من مخطوطة المناظرة..
إلا أن المهم في الأمر أن الاستدلالات القرآنية التي احتج بها الصادق على الرافضي ضعيفة وواهية..
وهى استدلالات لا تليق بإمام كالصادق وقيمته العلمية..
وفوق هذا كانت جميع الروايات التي استشهد بها لاثبات قيمة ابي بكر وعلوه ضعيفة وموضوعة وحار فيها المحقق..
فازددت يقيناً أن هذه المناظرة من وضع الوهابيين..
وقررت أن ألحقها يكتاب المناظرات..
وكانت تلك هى الطبعة الثالثة من الكتاب في عام 2017م قبل رحيلي من مصر بفترة وجيزة..
أما الطبعة الثانية فكانت في بيروت من قبل أحد دور النشر التابعة لايران والتي كان يديرها معمم من رموز المعارضه العراقية آنذاك..
وهو أحد رموز المنظومة الحاكمه في العراق الآن..
إلا أن الملفت هو أنني لم أجد اهتماما بالكتاب من الدوائر والمؤسسات الشيعية..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here