آخر التطورات العلمية حول فيروس كورونا المستجد

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

تم اكتشاف فيروسات كورونا لأول مرة في عام ١٩٦٠ وتضم عائلة كبيرة من الفيروسات التي تصيب الانسان وكذلك الحيوانات مثل الخفافيش والجمال والقطط والماشية وغيرها. ومن النادر ان ينتقل فيروس الحيوانات الى الانسان ولكنه قد أدى الى كوارث ووفيات عديدة في السابق وفي بداية القرن الحالي في ٢٠٠٣ ثم ٢٠١٢ والان ٢٠١٩. والذي نعرفه لحد الان ان فيروسات الكورونا تنتقل عن طريق الرذاذ بالعطاس او السعال او الملامسة بما في ذلك ملامسة السطوح التي يتواجد فيها الفيروس او المصافحة.

يوجد سبعة سلالات من فيروس كورونا أربعة منها تسبب نزلات البرد البسيطة خاصة في الشتاء وتصيب الملايين من الناس خاصة الأطفال دون مضاعفات تذكر وهي:

HCoV-229E;

HCoV-NL63;

HCoV-OC43;

HCoV-HKU1

بينما ظهرت ثلاثة سلالات تمكن فيها الفيروس من التسبب بمضاعفات خطيرة أدت الى الالاف الوفيات وهي:

SARS-CoV;

MERS-CoV;

SARS-CoV-2

والأخير هو SARS-CoV-2 هو نفسه ال 2019-n-CoV. ولقد توصلنا في الطب الى اظهار بان الفيروس الذي أصاب الناس في الصين في ديسمبر ٢٠١٩ هو نفسه الذي أصيب به الالاف حول العالم. وقد بدأت الإصابات بالظهور في ولاية (وهان الصينية) التي يقطنها ١١ مليون نسمة وتعد ثالث اكبر مقاطعة صينية حيث كانت المقاطعة قد سجلت حالات من الالتهاب الرئوي غير معروف السبب اخذ ينتشر في شهر ديسمبر ٢٠١٩ مما دعا الأطباء والسلطات الصحية في الصين للتحري عن السبب فوجدوا بان ذلك يعود الى فيروس جديد متطور عن عائلة كورونا وقد قتل الفيروس الطبيب الذي كشف النقاب عنه اول مرة والذي في البداية اعتقلته السلطات الصينية وطلبت منه ان لا يثير الشائعات فهي بادئ الامر انكرت وجود وباء فيروسي ولكن بعد تفشي المرض سارعت للإفصاح والشفافية خلافا لما حدث في عام ٢٠٠٣. ولا يعرف مصدر الفيروس الأول ولكن يعتقد انه بدأ في سوق صيني للأكلات البحرية والحيوانات البرية.

وبعد أيام قليلة اخذ الفيروس بالانتشار وذلك بين الناس من شخص الى آخر خارج الصين خاصة بواسطة السفر في القطارات والطائرات. وسجلت اول حالة خارج الصين في تايلاند في ١٣ يناير ٢٠٢٠ ثم بدأت الحالات تنتشر في انحاء العالم. وفي ٢٢ يناير ٢٠٢٠ اختلف أعضاء منظمة الصحة العالمية في اعتبار الفيروس وباء ام لا؟ وقد شكلت المنظمة لجنة لمتابعة المرض وانتشاره. وبعد أيام اخذت الدول تجلي رعاياها من ولاية وهان. وبعد أسبوع قررت منظمة الصحة العالمية باعتبار الفيروس يشكل حالة طوارئ خطيرة على العالم مما جعل الدول من الدخول بإنذار من الحالة القصوى.

يتم تشخيص فيروس الكورونا بواسطة ما يعرف ب Polymerase Chain Reaction or PCR او تفاعل البلمرة التسلسلي وذلك بأخذ نموذج على شكل مسحة من داخل الانف Nasopharyngeal وأخرى من داخل الفم Oropharyngeal كما ويفضل اخذ نموذج بلغم في حالة وجود بلغم مع السعال. واذا لم يتم اخذ العينات بشكل دقيق ومضبوط تكون النتائج سلبية حتى مع وجود الفيروس. حيث يجب ادخال المسحة بشكل موازي للتجويف الداخلي العلوي للانف ثم عند الوصول للمنطقة الداخلية تترك المسحة بضعة ثواني لكي تمتص البعض من الخلايا المخاطية النسيجية الحاوية على الفيروس. ومن الخطأ الشائع القيام باخذ عينة من اللسان او اللثة لانها ستكون سالبة. طبعا يتم ذلك تحت عناية فائقة ومتشددة لمنع انتقال الفيروس للعاملين مع مراعاة واتباع تعليمات اخذ ونقل العينات بواسطة اشخاص متدربين على التعامل مع نماذج معدية لإيصالها للمختبر المختص. وتحفظ النماذج في درجة حرارة ٢ الى ٨ مئوية بواسطة وضعها في صندوق محكم الغلق داخل صندوق اخر وفي براد مثلج. يحتاج اختبار الكورونا الى أجهزة معقدة يتم تشغيلها واعداد الفحوصات بواسطة اشخاص متدربين عليها وذلك بواسطة التحري عن المادة الوراثية للفيروس بعد تكبيرها على شكل متسلسل لألاف المرات. ويوجد هناك أجهزة ممكن ان تحمل لهذا الغرض Portable versions . ليس هذا فحسب بل يحتاج الى PCR Testing Kits او (عدة) وهذا ما نفذ في الصين مما جعلهم يعتمدون على وسائل أخرى للتشخيص منها الاشعة المقطعية للصدر CT Scan قبل النماذج. ويعتبر ذلك معضلة أخرى تواجه الدول والسلطات الصحية عندما تستنزف امكانياتها بسبب انتشار المرض ولهذا يجب الاستعداد لأسوأ الأحوال مبكراً قبل فوات الأوان وحصول وفيات بالجملة. اذ يجب وضع خطط طوارئ مبكرة بدءا من التشخيص والعزل والعلاج مروراً بالوقاية التي هي اهم شيء. وقد لوحظ في بعض المستشفيات الإيرانية يضعون البخور والحرمل لطرد الفيروس وهذا شيء غريب يجب عدم الركون اليه في مثل هذه الأحوال. ان ما يحتاج اليه العالم اليوم هو وسيلة اختبار للفيروس COVID-19 سريعة وفعالة وذات كفاءة عالية لتشخيص المرض خلال دقائق وفي موقع المريض أي بدلا عن اسالها الى المختبرات المركزية البعيدة. الصين توصلت الى اختراع جهاز بسيط يعطي النتيجة خلال ١٥ دقيقة ولا يحتاج الى نماذج ومختبرات بعيدة وسهل العمل وذو فعالية جيدة. يعتمد هذا الجهاز على التحري عن الاجسام المضادة للفيروس أي ال IgM ويكفي لأخذ قطرة دم واحدة لذلك ولكنه قد لايكون موجبا في الأيام الأولى للإصابة قبل تولد هذه الاجسام التي تستغرق وقت لانتاجها من قبل الجسم. مثل هذا الجهاز السهل الاستخدام يمكن نقله للمناطق النائية واستخدامه مثل افريقيا وغيرها. وتسابق الزمن بعض المؤسسات والشركات الأخرى الامريكية والغربية لصناعة شيء مشابه. وبسبب قلة الأجهزة والعدة والأشخاص المتدربين مع ضخامة الحالات في الصين تم اعتماد الاشعة للصدر والاعراض السريرية كجزء من التشخيص في مقاطعة (هوبي) بسبب عدد الحالات التي لم يتمكنوا من اجراء الفحوصات لها كلها. وكباقي الالتهابات الفيروسية يؤدي كورونا الى انخفاض في الخلايا اللمفاوية البيضاء والكلية. اما الاشعة الصدرية فغالبا ما تؤدي الى ظهور Pulmonary Infiltrate او الارتشاح الرئوي في كلا الجانبين وهي علامة عامة في الالتهابات الفيروسية التي تصيب الرئة كما ان الاشعة المقطعية CT Scan تظهر الرئتين كلتاهما مثل الزجاج المضبب Ground Glass Appearance الحالة التي تحصل في نقص (السرفكتنت)Surfactant التي هي المادة التي تبقي الحويصلات الرئوية منتفخة لتحقيق تبادل الغازات الطبيعي. وقد لوحظ بعد اجراء التشريح على بعض الضحايا في الصين من جراء كورونا بأن الفيروس يحول الرئتين الى الياف مليئة بالسائل الذي قد ينفتق داخل الصدر وقد يصيب القلب وهذا هو سبب شعور المريض في مرحلة من اصابته وكأنه يعاني من الغرق.

وفي دراسة للحالات في مقاطعة هوبي الصينية منذ بداية الوباء وحتى 11 فبراير 2020 وجد مايلي: عدد الحلات 72314 منها 61.8% مؤكدة بالتحاليل و 22.4 % حالات لم يتم تأكيدها ولكنها مشخصة سريرياً بينما يوجد 1.2% من الحالات اي 889 حالة تكون حاملة للفيروس بدون اعراض تذكر مما يشكل خطورة نقل المرض من قبل اشخاص ليس لديهم اعراض سريرية ولكنهم يشكلون خطورة نقل الفيروس. واظهرت الدراسة بان الفيروس احتاج الى 30 يوما للانتقال من مقاطعة هوبي الى باقي اجزاء الصين وان نسبة الوفيات بلغت 2.8% وان اغلب هذه الوفيات حصلت في اشخاص فوق عمر 60 سنة وبالخصوص فوق عمر 80 سنة والاشخاص الذين يعانون من امراض القلب والمناعة والضغط والسكري والمصابين بامراض السرطان وامراض الجهاز التنفسي المزمنة. كما وظهر من الدراسة ان 80% من الحالات تكون مثل نزلات البرد او الانفلونزا بينما ظهر ان حوالي 14% من الحالات كانت اصاباتهم شديدة بحيث ادت الى ارتفاع في معدل التنفس لاكثر من 30 في الدقيقة وانخفاض في نسبة الاوكسجين في الدم لاقل من 93% مع تأثر بعملية تبادل الغازات في الرئتين. اما في الحالات القاتلة فقد ادت الى العجز التام في جهاز التنفس مصحوب بعجز في باقي اجهزة الجسم وحدوث الصدمة الانتانية Septic Shock وعجز الكلى. وقد كان نسبة 0.3% من الوفيات حدثت في الاطباء المعالجين وباقي الطواقم الطبية والصحية المعالجة بسبب معالجتهم للمرضى. وتمنح المستشفيات للمراجعين استمارة فيها اسئلة بنعم ام لا اذا اجاب المريض على نعم للحراة والسعال ينصح بارتداء قناع وقاية وتقوم المؤسسة الصحية باجراء الفحص السريع حتى لايبقى مع باقي المرضى لمدة طويلة ويتم نصحه بالبقاء على بعد اكثر من 2 متر على الاقل مع عدم المصافحة وفي الحلات المشكوك بها يقوم المعالجين والاطباء باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية انفسهم ولكي لايكونوا هم ناقلين للمرض لغيرهم.

وتتخذ معظم السلطات الصحية في البلدان عامة تدابير وقائية وللتحري عند زيارة المريض للمستشفيات على ان تأخذ كل حالة بما فيها من اعراض وبشكل عام يأخذ بالاعتبار السفر من المناطق الموبوءة مثل الصين وايران وايطاليا خلال 14 يوم مع وجود اعراض اخرى كالحمى والسعال واصابة الجهاز التنفسي.

اثبتت الدراسات الحالية بأن فيروس كورونا المستجد COVID-19 يمكنه ان يبقى حياً على السطوح وفي الأبواب وربما حتى في العملة النقدية والمناشف وصنابير المياه واللحوم ووسائل النقل لمدة تصل الى تسعة أيام او اكثر مما يسهل عملية انتقاله عبر الوسائل غير المباشرة. اما في الأجواء الباردة بدرجة حرارة ٤ مئوية فيمكن لفيروسات الكورونا ان تعيش على السطوح لمدة ٢٨ يوم بينما يكون بقاء الفيروس لمدة اقل في درجات الحرارة ما بين ٣٠ الى ٤٠ درجة مئوية. والسؤال هنا هو كيف يمكن ان يتم قتل او تثبيط فيروس الكورونا؟ اثبتت الدراسات بأن تثبيط الفيروس او قتله يكون باستخدام غسل اليدين بالماء والصابون او باستخدام المطهرات بشكل جيد مثل الكحول الطبي ويمكن ان يتم تطهير السطوح بواسطة الكحول الطبي ٧٠٪ او الصوديوم هابوكلورات ٠.١٪ . ولايوجد لحد الان لقاح ضد المرض ولكن بعض المؤسسات الطبية المختصة تحاول ايجاد لقاح ولكن يبدو ذلك صعب جدا وذلك لطبيعة الفيروس المعقدة التي تبدو وكأنها ثلاثة فيروسات في فيروس واحد. وافضل طرق الوقاية هو غسل اليدين بالماء والصابون لمدة على الاقل 20 ثانية وان لم يتواجد الماء والصابون فبواسطة المسح جيدا بالكحول الذي نسبته لاتقل عن 60% كحول مع عدم لمس الانف والفم والعيون او حكها بواسطة اليدين ان لم تكن مغسولة. وينصح عدم مخالطة الاشخاص المصابين او المشكوك باصابتهم وفي حالة اصابة الشخص نفسه ينصح بالبقاء في المنزل وعدم الاختلاط. كما ويجب استخدام المناديل الورقية اثناء العطاس او السعال ورمي هذه المناديل في الاماكن المخصصة والتي فيها غطاء يتم غلقه. ويجب عدم السعال او العطاس على السطوح او يدات الابواب او اليدين لان الفيروس يبقى حيا لساعات طويلة وينتقل من ملامسة السطوح او المصافحة ولكن يتم ذلك بالعطاس على الذراع المثني. كما ويجب مسح السطوح التي يتم لمسها باستمرار مثل سطوح السلالم المتحركة والابواب وغيرها بشكب متكرر وجيد بسوائل معقمة.

بالنسبة للعلاج فهو حاليا فقط علاج الاعراض والمضاعفات التي تحصل مثل الالتهابات الثانوية اما البحوث فهناك دراسات لاستخدام الادوية المضادة للفيروسات مثل ادوية فيروس الايدز والانفلونزا او استخدام (الاجسام المضادة وحيدة النسيلة) او Monoclonal Antibodies. ولقد استخدم في الصين لمجموعة من المرضى الذين اصيبت الرئتين لديهم بذات الرئة الكورونية دواء (الكلوروكوين) Chloroquine بجرعة 500 ملغم مرتين باليوم لمدة 10 ايام ولكن ذلك يحتاج الى دراسات اكبر ليثبت فعاليته العلمية. وفي جامعة تكساس الامريكية توصل فريق هو متخصص بهذه العائلة من الفيروسات من معرفة تركيب ال COVID-19 ومحاولة استخدام اجسام مضادة من الاشخاص الذين اصيبوا وتعافوا وذلك لو نجح يعتبر لقاح سلبي اي قد يعطى للحالات المرضى بالسرطان او المناعة القليلة او المصابين في حالة شديدة. وتتسابق المؤسسات المختصة بمحاولة إيجاد لقاح ومن اجل القيام بذلك نحن بحاجة الى معرفة تركيب الفيروس خاصة فيما يتعلق بالجزء الذي يرتبط بالخلية المصابة وهي الشعيرات الشوكية البروتينية الخارجية للفيروس والتي يستخدمها للالتصاق بجدار الخلية ثم ادخال مادته الوراثية فيها. ويمكن عند معرفة هذا الجزء ان يتم صنع لقاح يمنع التصاق الفيروس بالخلية الا ان فيروس كورونا المستجد يبدو انه يستخدم اكثر من أسلوب للدخول الى الخلية مما يجعل إيجاد لقاح اصعب كثيرا. ولكن حتى مع افضل الحالات فلايمكن تصنيع اللقاح وتجربته قبل على اقل تقدير عام الى عامين اذ انه يستوجب أولا فهم طبيعة تركيب الفيروس و كيفية التصاقه بالخلية لانتاج وسيلة لمنع وقوع ذلك الالتصاق وكسر شوكة الفيروس.

ويلزم لعزل المصابين داخل المستشفيات ان يكونوا في غرف خاصة ذات ضغط سالب Negative Pressure Rooms وذات ابواب مغلقة ويفضل ان ينفتح بابها الى غرفة مجاورة تستخدم للتحضير والتعقيم وليس بشكل مباشر للخارج مع استخدام ملابس خاصة تحمي العاملين والاطباء بشكل تام. اما المرضى الذين لايحتاجون ادخال للمستشفى فيجب ان يعزلوا في بيوتهم بشكل تام وتتم متابعتهم من قبل الصحة العامة والامراض المعدية حتى تختفي الاعراض كلها ويفضل اعادة الاختبارات للتحقق من ان المريض خالي من الفيروس قبل التحاقه مرة ثانية بالعمل او الدراسة والاختلاط. ومن الاهمية معرفة ان الاصابة لاتعطي وقاية بل يبقى المصاب الذي تعافى كغيره متعرضا للاصابة مرة ثانية.

وبالقارنة مع SARS-CoV; في عام 2003 فقد قتل ذلك الفيروس 774 مريضا بينما اصب 8098 اما MERS-CoV; فقد قتل 862 مريضا واصاب 2506 في عام 2012 اما COVID-19 فانه لحد الان قتل في الصين وحدها ما لايقل عن 1873 واصاب اكثر من 75000 لحد منتصف فبراير ولايزال ينتشر. وهذه الارقام تبين ان COVID-19 هو اقل فتكا ولكنه اسرع انتشارا.

أخيرا وكمعلومة مفيدة يستخدم العلماء في مجال الصحة العامة والامراض المعدية ما يعرف ب R0 or R “naught” لحساب مدى انتشار المرض. وال R0 تعتمد على حساب عدد الإصابات التي يمكن للشخص المصاب ايقاعها خلال فترة اصابته بالمرض. فاذا كانت النتيجة هي اقل من واحد معناها بان انتشار المرض قليل وان المرض يمكن السيطرة عليه بسهولة. واذا ما اخذنا الامراض الأخرى فان ال R0 مثلا للانفلونزا العادية يبلغ ٢ الى ٣ وبالنسبة للحصبة ١٢ الى ١٨ وال MERS-CoV فقط واحد بينما SARS-CoV بين ١.٤ الى ٢.٧ بينما COVID-19 تكون النسبة هي ١.٤ الى ٤.٠٨ أي ان الحالة مفتوحة لان تكون خطرة وفي كل الأحوال ليست سهلة السيطرة عليها. وعند تعامل السلطات الصحية مع المرض فانهم يحاولون تقليل ال R0 الى اقل من واحد مما يعني ان الانتشار سوف يضمحل وينتهي ويموت المرض والعكس صحيح أي كلما ارتفعت ال R0 اصبح الامر اخطر مما يعني اتخاذ تدابير اكثر صرامة للحد من الانتشار. فبالنسبة لل SARS-CoV عام ٢٠٠٣ كانت ال R0 ٢.٧٥ ثم بعد شهر واحد انخفضت الى اقل من ١ مما مهد للمرض من التوقف وانتهى انتشار الفيروس. ولكن بسبب عدم معرفتنا حول عوامل عديدة تدخل ضمن R0 مثل فترة العدوى وعدد الحالات التي كانت بسيطة ولم يتم تسجيلها وعدد الأشخاص الذين هم فقط حاملين للفيروس وعوامل أخرى لها علاقة بالفيروس نفسه هذه كلها تجعل التبوأ بما سيئول اليه الوضع غير واضح وحتى تتضح هذه الأمور تبقى ال R0 غير دقيقة وهذا ما يوضح اختلاف الأرقام حولها ما بين المؤسسات والجامعات في الصين وخارجها.

نتمنى السلامة للجميع ويجب توخي الحذر وعدم السفر خلال هذا الضرف.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here