ملخص كتاب قصة الايمان بين الفلسفة والعلم والقران،

نعيم الهاشمي الخفاجي

تحية لاصدقائي الكرام نضع بين اياديكم الكريمة ملخص لكتاب من تأليف نديم الجسر يتحدث عن الفلسفة وكيف الكثير من المسلمين يقرأ قشور الفلسفة ويكفر في الاسلام والله عز وجل بدون علم رغم أن الفلسفة تعطي للانسان المؤمن يقين في ايمانه مع خالص التحية والتقدير

قصة الايمان بين الفلسفة والعلم والقران، نديم الجسر
القصة تتحدث عن طالب اسمه حيران بن الاضعف البنجابي كان يدرس في بيشاور في جامعة اسلامية، وقع في حب المعرفة وبدء يقرأ الفلسفة وعندما كان يطرح اسئلته على الأساتذة والطلاب يستهزئون به وقاموا في نبذه، وتم نعته في أبشع النعوت، يقول حيران هذا التهكم زادني اصرارا وشكا أن الحقائق لاتدرك ولاتعلم إلا عن طريق الفلسفة وان العقل والدين لايجتمعان، ولولا ذلك لما نفر مني مشايخي واصدقائي، تركت دروس الدين وبدأت اقرا كتب الفلسفة فما وجدت في بلادنا سوى القليل حتى يأس مني مشايخي وخافوا أن ائثر على الطلاب اتخذوا قرار بطردي من الجامعة، هذا الخير نزل كالصاعقة على راس والدي ونصحني أن اترك الفلسفة وانصرف لدراسة علوم الدين واذا قضيت دراسة الدين بعدها انصرف لدراسة الفلسفة ويقول حيران قال لي أبي( لقد مررت مثل ما انت فيه، فمالت نفسي إلى الفلسفة، واولغت في الشك والحيرة، ولكن استاذنا الأكبر العارف بالله الشيخ أبو النور الموزون السمرقندي، والذي كان فقيها كبيرا، وعالما جليلا، وفيلسوفا عظيما نصحني مثل ما أنا أنصحك اليوم، وقال لي ( أن الفلسفة بحر، على خلاف البحور، يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحل شطآنه والايمان في لججه واعماقه) فدع عنك ذلك، يقول قلت إلى أبي وهل العقل والايمان طرفي نقيض؟
قال معاذ الله
قلت له لماذا ينكرون ذلك علينا هؤلاء الشيوخ؟
قال ان اكابر العلماء قد خاضوا في هذا الجدل العقلي ردا على الشكاكين والملحدين وألفوا في ذلك المطولات، ولكن يكرهون من الطالب هذا الولع في الفلسفة، لانه في نظرهم تزعزع الايمان، قلت له، الكليات المدنية تدرس الفلسفة كعلم فلماذا مدارس العلوم الدينية تمنع ذلك، وقلت لأبي يفترض في مدارس العلوم الدينية أن تكون على معرفة في الفلسفة للرد على الملحدين والشكاكين.
قال لي أبي أن شيخنا الموزون يقول أن قارىء الفلسفة لايكفيه القليل أثناء الحوار قال لي أبي أن شيخي الموزون في اخر حياته مال إلى الزهد ثم رحل عن البنجاب إلى وطنه سمرقند وهو اليوم في قرية قريبة منها تسمى،( خرتنك) منقطع إلى العبادة في مسجد مبني عند ضريح الأمام البخاري.
يقول حيران قال لي أبي وهو لايشعر أنني سوف أذهب الى الشيخ الموزون لذلك عديت نفسي وهربت إلى سمرقند ووصلت بعد سفر سيرا على الاقدام، وسألت عن قرية خرتنك فوصلت إليها وهي بالقرب من المدينة وصلت الى القرية قبل غروب الشمس استقبلني الأطفال وذهبت إلى كبير القرية وقلت له اريد مقابلة الشيخ الموزون، قال لي مشغول في العبادة، وهو في البساتين يأتي في اليل إلى مسجد البخاري وهو على هذا الحال منذ خمس سنوات، في الصيف ينام في روضة البخاري وفي الشتاء ينام في غرفة صغيرة، ولايدخل عليه احد، وقد حاول الكثير من الناس أن يصلوه لكن دون جدوى، طلبت منه محاولة فوافق، أهل القرية يرسلون له الطعام مع خادم المسجد من غير أن يراه، فقلت له لعل الله يقدر لي من نعمة الوصول إليه مالم يقدر إلى الاخرون، اطلب منكم المساعدة للوصول اليه، عملوا طعام للشيخ الموزون وذهبت صباحا إلى ضريح البخاري ومعي طعام الشيخ ودلني خادم المسجد المكان الذي يوضع به الطعام، وضعت الطعام، وكتبت هذه الكلمات( ما، ومن، ومم، وكيف، واين، ومتى) واخفيت نفسي خلف شجرة وبعد ساعة جاء الشيخ وكان كبيرا في السن وجاء نحو الطعام ووقعت عيناه على الورقة ثم ترنح وسقط على الأرض مغشيا عليه، فقدمت لمساعدته، وما أن استفاق جلس على حافة نهر وقال لي ياولدي افسدت علي عبادتي من أين انت؟ قلت له حيران ابن عبدالله الاضعف تلميذك في البنجاب فرحب بي وسالني عن والدي قال لي ارائك وقعت في مثل ماوقع به ابوك من قبل؟.
قلت له نعم ووالدي دلني عليك
ثم قال ياشباب هذا الجيل، أنهم المخضرمون بين مدرسة الايمان عن طريق النقل، ومدرسة الادراك عن طريق العقل، تلوكون قشورا من الدين وقشورا من الفلسفة فيقوم في عقولكم، أن الايمان والفلسفة لايجتمعان، وان العقل والدين لايأتلفان، وان الفلسفة سبيل الالحاد، وماهي كذلك ياولدي بل هي سبيل إلى الايمان بالله، من طريق العقل الذي بنى عليه الايمان كله، ولكن يابني الفلسفة بحر على خلاف البحور، يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحل شطآنه والامان والايمان في لججه واعماقه وهذا ماقلت لابيك من قبل.
يقول حيران قمت في تقبيل ايادي الشيخ وسكوت له احوالي، ثم قال لي الشيخ ياحيران ليس بالامر بالسهوله واليسر بل يحتاج الى جهد كبير وجئتني في اخر حياتي أين تسكن؟ قلت له في القرية، لامنزل لي فيها بل وصلتها امس وبت في دار شيخها، قال لايوجد بيوت في القرية بالاجرة ولايصح أن تبقى ضيفا عند شيخ القرية، أذهب للقرية واشتري لنفسك فراشا وغطاء ودفترا كبيرا وعد لتنام في المسجد سنجعل اليل للدراسة فهو اهدأ واصفى اما النهار لعزلتي لذكر الله، يقول حيران جئت للمسجد احمل فراشي قبل المغرب وجدت المسجد حاليا إلا من شيخ عجوز خادم للمسجد يشعل القناديل وهو شاهدني في الصباح سألني قلت له اريد انقطع إلى العبادة في ضريح الأمام البخاري ابتهج الشيخ العجوز وقال لي اهلا وسهلا بك، نرجوا أن لاتحرمنا صحبتك، كما يفعل الشيخ الموزون الذي جائنا مثلك منذ خمس سنوات مجاورا، والذي يخرج من الفجر للبستان ويعود عند المغرب للضريح، ولايرضى أن يراه احد من الناس، قلت له انت خادم المسجد قال لي نعم، قلت له مالي أرى المسجد خاليا من المصلين قال لي هو بعيد عن القرية فلاىصلي به إلا عابر سبيل أو زائرا للضريح، بعد أن صليت المغرب والعشاء ارشدني خادم المسجد إلى مكان الماء وطلب مني اطفاء القناديل اذا لم أكن بحاجتها وان ارتج الباب بعد خروجه من الضريح، ثم وعدني وذهب وبعد أن ارتج باب المسجد، فتح الشيخ الموزون باب غرفته الصغيرة فناداني فأتيته فقال لي ادخل فدخلت وقبلت اياديه ورحب بي وسالني عن حالي وحدثني عن أبي ساعة كاملة وقال لي احضر الدفتر، قلت له نعم، قال أنا اتكلم وانت تكتب، لتراجع كلامي في النهار، حيران اسئلني قلت له هي التي كتبتها لك يامولاي، في الورقة الصغيرة، ولا اجسر على تكرارها، الشيخ اسئلتك ياحيران هذه هي التي اشغلت عقول الفلاسفة بل عقول الناس كافة منذ أن بدء الإنسان في التفكير، والفلسفة تحاول أن تجد لها جوابا، الفلسفة تريد ياحيران تعرف حقيقة كل شيء وكنهه واصله وغايته ولاتكتفي في الظواهر بل تريد النقوذ إلى البواطن ولاتكتفي في العالم المحسوس بل تريد أن تعرف ما ورائه وما كان قبله وتريد أن تعرف من الذي خلقه ومن أي شيء خلقه ومتى خلقه وتريد أن تعرف ماهو هذا الخالق، وكنه وايه، وما حقيقة صفاته، وما هو هذا الانسان وما حقيقته وما هو عقله وكيف يتم ادراكه قالوا في الفلسفة( أنها النظر في حقيقة الاشياء) وقالوا ( أنها علم المبادىء الأولى)
اما أنا فأعرفها أنها ( محاولة العقل ادراك كنه جميع المبادىء الأولى)
ياحيران أن العلم يبحث أيضا عن حقيقة الاشياء فهل العلم غير الفلسفة؟ الفرق بين العلم والفلسفة، أن الفلسفة تبحث عن اصل الكون، وعلته، وان العلم يكفي في دراسة ظواهر هذا الكون، فعالم الطبيعيات يكتفي في دراسة المظاهر الطبيعية للمادة، من غير أن يفكر في أصلها وعلة وجودها، عالم الرياضيات يبحث في الهندسة والحساب، من غير أن يكلف نفسه في معنى المكان والزمان، اما الفيلسوف فإنه يريد أن يفهم في آن واحد كنه المادة واصلها وعلة وجودها ومعنى المكان والزمان وكنه العقل وحقيقته، فيتناول بدرسه وبحثه المعقول والعقل في آن واحد، ومن البحث في الكون وعلة تكوينه( فلسفة الوجود) ومبحث ( المعرفة) حيران قال للشيخ لم أفهم وجه هذه العناية بمبحث دون مبحث.
الشيخ الموزون وجه العناية ظاهر لو تأملت فمبحث الوجود يتناول طبيعة الموجود وحقيقته واصله، وعلته، أي المخلوق والخالق، ومبحث المعرفة يتناول الآراء التي قالها الفلاسفة في كيفية حصول المعرفة ووسائلها ومبلغها من الصحة، حيران قال للشيخ أن الذي يشغل بالي يكاد منحصرا في( مبحث الوجود) دون سواه، الشيخ الموزون اجابه، أن المسالة الميتافيزيقية أعلم أنها وحدها التي تشغل بالك لايمكن دراستها إلا على ضوء ( مبحث المعرفة) لان درسنا للاراء العديدة التي قيلت في تفسير المسالة الميتافيزيقية لايتم ولايستقيم الا بعد درس طرق المعرفة ووسائلها، لذلك يكون مبحث المعرفة خادما لمبحث الوجود ووسيلة لادراك الحق في مسالة الميتافيزيقية لذلك يكون جوهر الفلسفة هو المسالة الميتافيزيقية لذلك الفلسفة كانت ولازالت في جوهرها في البحث عن الله.
أخرج الشيخ الموزون كتابا كبيرا لفلاسفة اليونانيين قال هؤلاء يبحثون عن الله.
حيران قال للشيخ كيف تقول أنهم يبحثون عن الله؟ الشيخ الموزون نعم المفكرون يبحثون عن الأله الحق، الم اقل لك أن جوهر الفلسفة هو البحث عن الله، حيران قال للشيخ أنا قرأت لهؤلاء الفلاسفة اليونانيين الاوليين وجدتهم كفار؟
الشيخ الموزون أنهم كافرون في بآلهة اليونانيين واما الآله الحق فهم يبحثون عنه فمنهم من يهتدي اليه، ومنهم من يعجز عقله عن تصوره، فطاليس يبدء بالعقدة الكاذبة، التي لايزال عقول كل الفلاسفة بل كل البشر فيرى( أن العالم لايمكن أن يكون مخلوقا من العدم المحض، وان كل بداية ليست في الحقيقة سوى تغير، فيجب افتراض مادة ازلية نشأت عنها كل الموجودات وهذه المادة الازلية هي الماء، واعتقد ان الماء أصل الوجود.
ولكن إنكسيمينس يرى أصل الوجود الهواء لان الهواء اكثر من الماء مرونة وقابلية للتحول لانه يرد يصير ماء يسخن يصير بخار، أن هؤلاء الفلاسفة عقولهم لم تصدق أن هذا الكون من خلق أولئك الآلهة السكيرين الكذابين المحتالين الزناة فاخذوا يبحثون عن الآله الحق الذي( ليس كمثله شيء) من حيث لايشعرون، ثم جاء
فيثاغور الذي لم يقبل في اقوال الفلاسفة الاخرين وبحث عن الارقام وقال الاعداد هي الصفة الواحدة المشتركة التي يتصف بها كل مافي الكون.
وهذا ( اكزنوفنس) احد فلاسفة اليونان سخر من آلهة اليونانيين التي كانت تاكل وتشرب وتموت وقال( أن الناس هم الذين اخترعوا الآلهة وتصوروها بمثل هيئاتهم، ولو كانت الثيران اوالاسود أو الجياد تعرف ثورا أو اسدا أو جوادا لرسمت لنا الآله على اشكالها، ثورا أو اسدا أو جوادا، كلا ثم كلا انه لايوجد غير اله واحد وهو ارفع الموجودات ليس مركبا على هيئتنا ولايفكر مثل تفكيرنا بل كله بصر وكله سمع وكله فكر.
وقال اكزنوفنس رؤية هذا الإله في عقولنا مستحيلة.
وأيضا قال ( ما من انسان يعرف الله معرفة دقيقة، حتى لو شائت المصادفة لانسان أن يقول في وصف الله، الحق كل الحق فهو نفسه لن يعرف انه يقول الحق.
لذلك أن الشيخ الموزون قال إلى حيران يجب قراءة اراء الفلاسفة السابقين ويجب الربط بين سلاسل التفكير، ثم قال الشيخ الموزون ثم يأتي ( بارمنيدس) الذي يرى ان الماء والهواء والاعداد أو اي آخر لاتصلح أن تكون اصلا للاشياء، لان هذه الأشياء متغيرة ونحن لانعرف عنها إلا صفاتها الظاهرية.
وكل هذه الصفات يعتريها التغير والفناء إلا صفة واحدة وهي صفة الوجود فهذا الوجود الدائم هو الذي يصح أن نتخذه اصلا الكائنات.
حيران وماهو الوجود؟
أن بارمنيدس يصفه لنا أنه وجود ازلي لايتغير ولايفنى وليس له ماض ولامستقبل بل هو يستوعب الازل والابد.
بارمنيدس يرى ان الاشياء التي نراها ونحسها هي من الوجود بل ويعتبرها مظاهر وهمية لانها فانية والوجود خالد.
هذا الفيلسوف خطى 2000 سنة للامام، الفلاسفة لايريدون أفكار الموجودات وانما يبحثون عن اصل كامل ثابت غير متغير، جاء تلميذه مليسوس قال ( كل حادث لابد له من مبدء وليس الوجود حادثا، لانه لو كان حادثا لكان من اللاوجود).
وجاء هرقيط وقال : ان الاشياء كما نراها في تغير دائم وتقلب مستمر لاتستقر على حالة واحدة لحظة واحدة وان هذا الإستقرار النسبي الذي نشاهده هو وهم وعجز منا عن رؤية التغير، لكن هرقليط يقول أن أصل الكون نار تحولت الى هواء وتحول الهواء ماء والماء إلى يابس ثم يعود اليابس إلى ماء فهواء ونار، وكانه راى حياة الحيوان ترافقها الحرارة فزعم أن الروح نفسها عبارة عن نار.
وجاء ( امبدوقلس) صاحب نظرية العناصر الأربعة والذي أراد أن يوفق بين راي بارمنيدس وهرقليط، نظرية العناصر الأربعة بقيت مسيطرة حتى القرن الثامن عشر فزعم أن الوجود يتكون من أربعة عناصر( التراب والماء والنار والهواء) وجميع الاشياء مزيج من العناصر الاربعة، عندما يتكلم عن سر القوة التي تحرك الذرات يفكر بشكل سليم حيث قال( أن مادة الكون موات لاحياة فيها ولاحركة لها من ذاتها ولابد من التسليم بأن حرمتها منبعثة من قوة خارجة عنها، وأيضا يقول ( أن حركة المادة عبارة عن اتصال وانفصال وهما ضدان لاينشآن من قوة واحدة، بل لابد لهما من قوتين أحدهما تدفع والأخرى تجذب وهاتان القوتان هما الحب والنفور، وان العناصر الأربعة متصلة بقوة الحب ففرقتهما قوة النفور إلى أربعة ثم استجمع الحب قوته، واخذ في التاليف بين العناصر الأربعة فتكونت الاشياء التي نراها، ثم جاء ( ديموقريطس) الذي قال ان الكون يتألف من عدد لايتناهى من الذرات وهي متشابهة ومتجانسة ازلية ابدية متحركة بذاتها من فراغ ومن حركتها واختلافها تتكون الاشياء فتكون العالم بأسره.
حيران قال لشيخه ليس في تكوين العالم المادي من الذرات شيء بعيد عن العقل ولكن من الذي قال خلق الذرات ومن الذي حركها؟
الشيخ كل فيلسوف يأتي من بعده فيلسوف يفند ارائه وقال ان هدى الله بلسان الرسل أقدم من اليونان وفلسفتهم، بل أنني ارجح أن كثير من فلسفة الاقدمين في مصر والصين والهند هي بقايا نبوئات نسيها التاريخ فحشر اصحابها في عداد الفلاسفة ولعلهم من الرسل وإتباع الرسل.
والظاهر من اقوال اناكساغورس أنه كان يحوم حول هذا الايمان حين ادرك الله بعقله السليم أن هذا النظام المحكم لايمكن أن يصدر إلا من عقل حكيم ولذلك عد اناكساغورس أول من فتح باب الفلسفة الروحية واتى برأي يحوم حول الحق وهذا ما جعل ارسطو يقول عنه ( انه الوحيد الذي احتفظ برشده أمام هذيان الفلاسفة).
حيران قال الحمد لله وصلنا إلى مطلع الفلسفة التي تتسامى عن الهذيان.
الشيخ الموزون قال لاريب أن الفلسفة تسير نحو الحق ولكن بخطى بطيئة يعرفها احيانا رهط الشكاكين، كالسوفسطائيين الذين كانوا يقضون بجدلهم العجيب على كل تفكير سليم.
السوفسطائيين جماعة برعوا في تعليم الناس قلب الحقائق بالجدل الكاذب.
واشهر فلاسفة السوفسطائيين ( بروتاغوراس) واضع المحور الذي تدور عليه سخافات السوفسطائيين بقوله المشهور( أن الانسان مقياس كل شيء)
الفلاسفة اجمعوا أن الحقيقة تدرك بالعقل لابالحس، لان الحواس خادعة، فجاء بروتاغوراس ينكر المعرفة بالعقل ويزعم أن الاحساس هو المصدر الوحيد للمعرفة، وبما أن الناس يختلفون بالاحساس اذن ادراك المعرفة بالاحساس مستحيل، ثم جاء السوفسطائي( غورجياس) حيث انكر وجود الاشياء وقال بإستحالة المعرفة والتعارف والتفاهم بين الناس وانتهت الى الهذيان.
حيران سأل شيخه كيف خلق الهذيان سقراط الحكيم؟
الشيخ، سقراط هو الذي أسس وبنى فلسفة المعرفة التي لاتزال تسيطر على العقول السليمة منذ أكثر من الفي عام، سقراط رد على اكاذيب السوفسطائيين، وفضحهم بالحوار والمعرفة وقال ( لايعقل أن تكون المعرفة مبنية على الحواس، لأن الحواس تختلف بإختلاف الأفراد والظروف والأحوال)
جاء افلاطون ايد كلام استاذه سقراط وقال( أن المعاني الكلية ليست مما يمكن ادراكه بالحواس وانما يكون ادراكا بالعقل وحده فالجمال والقبح مثلا هما معنيان ندركهما في أشياء كثيرة مختلفة في مظاهرها واشكالها)
أن افلاطون أول الفلاسفة القائلين في وجود الله ( يقول أن العالم آية في الجمال والنظام، ولايمكن ابدا أن يكون هذا نتيجة علل اتفاقية، بل هو من صنع عاقل، كامل، توخى الخير، ورتب كل شيء عن قصد وحكمة)

قصة ابن الطفيل

الغاية من القصة أن العقل يتدرج في المعرفة من المحسوسات الجزئية إلى الأفكار الكلية، أن العقل الانساني قادر من غير تعليم وارشاد على ادراك وجود الله، أن العقل قد يعجز عندما يريد معرفة وتصور الازلية والعدم المطلق، أن العقل سواء ثبت عنده قدسية العالم أو حدوثه فإن الغاية من كلا الاعتقادين معرفة الله، أن الانسان قادر بعقله أن يدرك أسس الفضائل والاختلاف والقضايا الاجتماعية والتحلي بها واخضاع الشهوات لسيطرة العقل وعدم ترك الأمور لغريزة الجسد، أن ماتريده الشريعة الإسلامية ومايدركه العقل يلتقون بنقطة واحدة، الشرع يخاطب الناس على قدر عقولهم دون مكاشفتهم بحقائق الحكمة واسرارها.
خصومة المؤمنين
تطرق بها إلى الغزالي وكيف وقف ضده المتطرفين ونعتوه في نعوت قاسية( ابن تيمية نعته انه احد افراخ الهنود)

بين دارون والجسر
دارون صاحب نظرية النشوء والارتقاء، دارون ليس فيلسوف وانما عالم طبيعيات كبير دفع( مذهب التحول) دفعة جريئة إلى الأمام عام 1859نشر كتابه ( أصل الأنواع بطريق الانتخاب الطبيعي) فاصبح صاحب مذهب يسمى في ( الداروينية) الفيلسوف الذي اتخذ من مذهب التحول والنشوء والارتقاء أساسا لوضع فلسفة شاملة هو هربرت سبنسر صاحب مذهب( التطور)
الكثير من الذين يهتمون بقراءة كتب الفلسفة من الشباب البسطاء لايعرفون حقيقة اراء دارون من الذين توهموا في عدم الايمان بالله، لا اراء دارون ولا اراء الفيلسوف سبنسر الذي طور فلسفة التطور ينفون وجود الله خالق المادة بعناصرها.
الاثار الحيوانية المتحجرة التي عثر عليها علماء الجيولوجيا في طبقات الأرض قد اكدت أن الانسان حادث على الأرض بعد أن لم يكن، واكدت وجود حيوانات منقرضة وقد علل العلماء هذا الانقراض التي اصابت الأرض والطوفان وقالوا كل ماتنقرض الأحياء في كل نكبة، كانت تخلق حياة جديدة ثم تصيب الدور الثاني الجديد نكبة أخرى وتخلق بعده حياة جديدة وتنكب بنكبة جديدة وهكذا ويستمر التعاقب للخلق، افترق العلماء إلى فئتين في تفسير خلق الاحياء، فئة تقول ان الخالق العظيم خلق في الماضي ويخلق بعد انقراض احياء جديدة وانواعا مستقلة، وفئة أخرى تقول ان ظهور الأحياء تم بفعل الطبيعة تدريجياً واشهر القائلين بهذا الراي هو العالم الفرنسي( لامارك) الذي زعم أن الأحياء ليست اصيلة في الخلق والتكوين بل يشتق بعضها من بعض بطريقة التحول والارتقاء التدريجي الذي يحصل لعدة اسباب منها استعمال الأعضاء واهمالها ونوع المعيشة وحكم الوراثة وضرورات الحياة وقالوا الطيور المائية لم تكسب ارجلها إلا لاحتياجها للسباحة، واللقلق أصبح عنقه طويل لاحتياجه اخذ الطعام من الاعماق ……الخ وهذا المذهب ضعيف لايصمد أمام مذنب( تعاقب الخلق)
أن خلاصة مذهب دارون قال أن الأحياء خاضعة إلى أربعة نواميس ( ناموس تنازع البقاء، وناموس التباينات بين الافراد، وناموس التباينات بالارث، وناموس الانتخاب الطبيعي للفرد الحي الذي تتحقق فيه الافضلية على سواء بحكم النواميس الثلاثة الاولى).
تنازع البقاء يعني أن الأحياء في تنازع مع الطبيعة ومع بعضهما.
وفي التنازع إنما يتم الفوز للفرد الذي تؤهله صفاته للغلبة والبقاء.
اما ناموس التباين بين الأفراد فمعنى ذلك أن الاجسام الحية ميالة للتباين.
لذلك لايمكن التشابه كل التشابه بين الاباء والابناء، ولا بين الاصول والفروع وحتى النباتات نتباينة.
اما ناموس الوراثة فهو متمم لناموس التباينات لان التباينات التي سبق ذكرها تنتقل بالوراثة من الاصول إلى الفروع.
ناموس الانتخاب الطبيعي الذي يرتكز عليه المذهب كله في النتيجة خلاصته( أن ناموس الوراثة كما ينتقل في التباين ينتقل أيضا جميع الصفات التي يحملها الأصل إلى الفرع، مادية كانت أو معنوية اصلية أو مكتسبة وهذه الصفات منها النافع كالقوة والصحة والذكاء، ومنها الضارة كالامراض والعاهات والشذوذ اما الضارة فتنتهي إلى أمرين اما تتلاشى وتغلب النافعة عليها واما أن تتغلب فتؤدي إلى ملاشاة صاحبها بذاته ونسله، واما النافعة فهي تجعل صاحبها ممتازا في معركة تنازع البقاء، ثم يتوارث الفروع هذه الصفات النافعة جيلا بعد جبل وبعد مرور الوف الاجيال، يجعل الامتياز حدا يجعل من الفرد الممتاز نوعا جديدا وهذا هو ناموس الانتخاب الطبيعي الذي يراه دارون سببا لتكوين الأنواع الحية الموجودة على سطح الأرض.
دارون قال ( أن الحياة نفخت في الأصل بقدرة الخالق العظيم)
شكرا لك أستاذ دارون المحترم لقولك هذا القول واستغفر الله لي ولكم واقول رحم الله دارون المسكين الذي كذب عليه الكذابون ونسبوا إليه قول هو لم يقله أن أصل الانسان قرد، ياسبحان الله الكذب في كل مكان انبياء الله كذبوا عليهم اصحابهم والناس اضافت ونسبت اقوال هم لم يقولوها، الكتاب اكثر من خمسائة صفحة تحدث به عن ايات القران الكريم لكن انا لايهمني فهم الايات القرانية الكريمة وعظمة الله عز وجل من خلال القران لأنني مؤمن بها، الذي يهمني ذكر اراء الفلاسفة من اليونانيين والاوروبيين في نهضة أوروبا الحديثة ولدينا نحن المسلمون فيلسوف عظيم وهو الأمام علي بن ابي طالب ع فقد وصف خلق السموات والارض والملائكة وتحدث عن خلق ادام بدون أن يستند لكتاب تاريخي بل تحدث عن خلق ادم ع وكأنه حاضر وموجود وتكلم الأمام علي ع عن الله وعظمته وتحدث في خطب وتنبؤ للمستقبل وتحقق كلامه وصف داعش وحير عقول العلماء والباحثين وتطرق لخراب العراق والشام وتطرق للانبطاح والخناثة والتشرذم بساحتنا الشيعية العراقية وكانه موجود معنا.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here