التباس الحق بالباطل،

نعيم الهاشمي الخفاجي
خلال تجربتي الشخصية في حياتي وجدت نسبة عالية من الناس لايميزون بين الحق والباطل بل يجاملون على الحق لأجل مصالح شخصية أو لأجل علاقات صداقة، وهذه الظاهرة قديمة بقدم البشرية، حيث تعرض الأنبياء والرسل والأئمة للظلم والاضطهاد من قبل جماعات تدين بنفس الدين الذي جاء به الانبياء من خلال حرف مسار رسائل الأنبياء والرسل لأجل مناصب وكرسي حكم، هناك سنن الارتداد حيث وقعت ظواهر ارتداد الأمم حال موت أو استشهاد الأنبياء والرسل، ما حدث في السقيفة حدث في الأمم السابقة للديانة اليهودية والمسيحية، علي بن أبي طالب ع رغم كثرة نزول الآيات القرآنية بحقه وعززها النبي محمد ص في مئات بل آلاف الأحاديث في شرح افضليته لكن الطامعين في الكرسي ابعدوه بحجج الخوف على الاسلام؟؟؟ عامة الناس لاتميز بين الحق والباطل، في معركة الجمل مابين الإمام علي ع وناكثي البيعة أحد أصحاب الإمام علي ع من بني أسد ظل محتارا الإمام علي ع تحدث معه وقال(
وذهب إلى الإمام علي (عليه السلام) وسأله: أيمكن أن يجتمع الزبير وطلحة وعائشة على باطل؟! فقال (عليه السلام): (إنك لمبلوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله)
الإمام علي ع اعطانا قاعدة وهي
لا تأخذ الحق من الرجال اعرف الحق تعرف اهله، لدينا ناس لايميزون بين الحق والذي يمكن مشاهدته بالبصر وان نحسه في مشاعرنا القلبية والعقلية، والأمور لاتقاس في وجود عينين ودماغ كبير الثور لديه عينين كبيرتين ودماغ وزنة يصل إلى ٢٠ كغم الثور يبقى ثور، ولربما يكون عندك صديق ضرير اعمى البصر لكنه حكيم بل ويقرا القران افضل منك ومني نحن اصحاب العيون المبصرة، تعرفت قبل ثلاثين عاما على سيد غانم البطاط احد وجهاء الناصرية نجله الاكبر سيد حيدر كان ضرير لكنه كان قارء للقران بشكل مميز ولديه موهبة من الله عز وجل يعرف الناس من خلال لمس اياديهم، هذا السيد ضرير لكنه بصير وصاحب ضمير بينما تجد بشر لديه عينين لكنه اعمى بصيرة لايميز بين الحق والباطل.
عندما يكون في المجتمع بشر اعمى البصيرة يربكون المجتمع وينشرون الفوضى والنفاق ويستحقون أن نلعنهم لان خطرهم يكون سبب رئيسي للبلاء وإثارة الفتن والمشاكل.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here