ترقّبوا ألجّزء الثاني من [همساتٌ فكريّةٌ كونيّةٌ]:

عزيز الخزرجي
همساتنا وحدها تُطفئ نار آلشيطان, وهو الجّهل .. القرين للظلم وألذي فعل بآلناس كفعل النار بآلهشيم, فتَكَدّرت النفوس و كورت الشموس و أناخ آلحزن في البلاد و البيوت و فقدت الرّحمة و مات الوجدان و تنمّر حُبّ الأنا و تعاظم سطوة التكبر و إنتشار الغيبة بتبريرات تعجّب من سياقها حتى الشيطان كمنهج عمقّتها الحكومات الظالمة التي تجهل أخبار السماء لأنقطاعها عنه معتقدة أنّ مجموعة طقوس كهنوتية “صلواتية” تكفي لأداء التكليف أمام الله والشعب و الأمّة و العالم!
ولعلّ (فردريك نيتشه) كان معه بعض الحقّ حين أعلن قبل 5 قرون (موت الله), لغيابه تعالى عن قلوب و معابد المؤمنين رغم كُثرة تظاهر رِجال الدِّين و الناس بآلله و إبراز تعلقهم بآلمسيح و التباكي عليه, لكنّ (نيتشه) سبقهم بكشف أحابيلهم لأكل الدنيا بآلدِّين فحين أعلن موقفه, لم يعني الألحاد كما فسّره الفلاسفة والمفكرين؛ بل أشار لجهل الناس و تخلفهم ببلاغة غير مسبوقة ما زال الكثير يجهلونها
لقد أراد آلقول: [دين الله ليس هذا آلدّين يا ناس؛ إنما العدالة و الحبّ و الجسد الواحد و التعاون للأبداع و الأنتاج..]!
لكن ثورة (نيتشه) لم يُكتب لها النجاح لتغلغل الجهل بين الناس إلى حد بعيد فتصدى للمنافقين رجل شريف كما فعل الشهيد الصدر في زماننا رغم جهل الناس و للآن بثورته, إنه آلصدر (مارتن لوثر), الذي طلب: [شراء جهنم] بعكس الناس الذين كانوا يشترون الجنة, فحدّد القساوسة له سعراً يوازي سعر (صكّ الغفران) و أشهد على صفقة الشراء مجموعة من الناس مع الأشهاد, وبعد إتمام الشراء, أعلن للملأ بشجاعة:
[لقد إشتريت (جهنم) كما شهدتم, و أعلن منع أي كائن من دخوله لأنه مُلكي, لذا لا داعي لشراء صك الغفران بعد هذا اليوم].
و بذلك إنتهت المأساة التي سبّبها مدعيّ الدِّين و السياسة و آلحاكمين, و نحن اليوم نمرّ بنفس الوضع بإختلاف الزمكاني, نُعلن لكم بصراحة وبوضوح, إعلان كنك لوثر و نيتشه, بكون الدّين ألذي تدينون به ليس لله؛ لكونه فاقد لأصل الأصول و هو [ألحبّ و المساواة في آلحقوق و الحريات], لهذا عليكم الرجوع لدين الله الحقّ .. للوجدان .. و رفض آكلي الدُّنيا بآلدِّين.
ولا نتيجة لسعيكم و الحال يسير من سيئ لأسوء؛ نهب ؛ سلب ؛ ظلم ؛ غبن حقوق ؛ مساواة الظالم بالمظلوم؛ و القاتل بآلمقتول, و المجاهد بآلبعثي, فهذا يؤدي لإزدياد الظلم و الفوارق الطبقية و الكوارث الكونيّة و كما تشهدون الحروب و الأوبئة و الفساد!
لقد وصل الحال بأنك لو سألت دارس الأسلام عن معنى الأسلام لاجابك: أحكام وعبادات و زيارات .. ومن هذا الأساس بني الناس مفاهيمهم و علاقاتهم و كسبهم دون معرفة, و آلسّبب لأنهم لا يقرؤون ولا يعرفون روح الدِّين و الحب و الحياة, لذا يتحول”المؤمن” بسهولة لأداةً بيد الظالمين كدُمية؛ بعد سلب إرادته وعجزه؛ لأنّ (الظالم كما المظلوم) ليس بإمكانهما وهذا الحال ألإرتقاء و آلبناء و الأبداع ..
و لذلك تُمرّر علينا مخططات صدام و كيسنجر و ترامب و اللجان المختصة الداعمة لهم في جامعة هارفرد و نيويورك وإكسفورد بأمر المنظمة الأقتصادية العالمية, ولا تنتهي المحنة للبدء بالعمل التغييري الأجتماعي .. لحالة النفاق التي تتعقد حال ما تصبغ وجود الناس, ولا حلّ إلا بآلتوبة ثمّ التغيير و العمل الصالح لبدء السير عبر المحطات الكونية لتحقيق فلسفة الوجود, و لهذا نقدم لكم همساتنا وفلسفتنا, و إعلموا بأنّ حمل الفكر و نيل الحكمة تحتاج لعبور محطات و محطات و صبر و غربة و جوع و أذى و سهر .. لأنّ آلمُرفّه بآلحرام لا يُمكنه تحقيق ذلك خصوصا لو كان هناك من هو أعلم منه, و (أشجار الحكمة لا تنمو سريعاً لكنها تُعمّر طويلاً) وكلّ قلب طاهر يستوعب بمقدار ظرفه و طاقته, ومدى إخلاصه ألذي هو [(سرّ) الله يقذفهُ في قلب مَنْ يُحبّ].
أدناه رابط الجزء الأول لمن يحب مراجعته .. على أمل إصدار الجزء الثاني بعد أيام إن شاء الله/
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%87%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%87-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88-%D9%84-pdf

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here